رأى

مشكلة نقص المياه في مصر

أ.د/عيد عبدالحميد

بقلم: أ.د/عيد عبدالحميد

كل من يخطط لـتنمية مصر وزيادة عمرانها تصطدم أحلامها بأهم مشكلة تواجه مصر الآن، وفي المستقبل أيضاً.. تلك هي مشكلة نقص مياه النيل وعدم قدرتنا علي زيادة حصة مصر، التي بها نواجه احتياجات تزايد السكان بهذه الطريقة الكبيرة.

ومنذ عام 1959 ثبتت حصة مصر من مياه النيل عند رقم 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، وكانت هذه الكمية عندما كان عدد سكان مصر يدور حول 25 مليون نسمة.. الآن ولدت مصر ثلاثة شعوب اخري، اذ وصل عدد السكان إلي أكثر من 85 مليون انسان، واذا كانت مصر بالكاد توفر احتياجاتهم من المياه الآن.. فماذا عندما يتزايد عددهم إلي 200 أو 300 مليون نسمة.. وهذا متوقع في السنوات القريبة؟

الحلول التقليدية التي لجأت إليها «مصر السياسية» علي محاولة زيادة حصة مصر بالاتفاق مع دول حوض النيل التي اصبحت غير مصر «10 دول» وكان خطة مصر ومنذ سنوات عديدة تقوم علي أساس الحصول علي حصة إضافية من خلال مشروعات تتكلف كثيراً.. والاهم تحتاج إلي سنوات عديدة ورغم ذلك مازالت تتعثر.. وربما يكون مشروع قناة جونجلي في جنوب السودان من اهم هذه المشروعات.. وأنفقت مصر – بالاتفاق مع حكومة الخرطوم – ملايين عديدة وتم حفر الجزء الاكبر من هذه القناة، التي يعود التفكير فيها إلي اربعينيات القرن الماضي! ولكن الحرب الاهلية بين جنوب السودان حيث يقع المشروع وشمال السودان ادت إلي توقف المشروع، بل وعاد إلي ما كان عليه قبل الحفر.. وكان هذا المشروع الذي تتقاسم القاهرة والخرطوم مناصفة تكاليفه سوف يوفر لمصر بمرحلتيه حوالي 7 مليارات متر مكعب..

وانتهت الحرب الاهلية بتقسيم السودان ومات المشروع الذي تري فيه جنوب السودان ضرراً كبيراً بشعبها لان القناة كانت تفصل بين قري السكان.. وبين المراعي المفتوحة أمامهم.. رغم ان مصر استجابت وغيرت من مسار القناة لتلافي ذلك..

ولكن باءت كل احلام مصر في الاتفاق مع دول حوض النيل، للاتفاق حول زيادة حصة مصر.. ولكن تعالت أصوات هذه الدول وبالذات اثيوبيا وتنزانيا وكينيا.. واوغندا رافضة ذلك حتي انها وقعت علي ما يضر بمصالح مصر التاريخية مستغلة سوء ادارة مصر لملف مياه النيل قبيل ثورة يناير 2011..

ثم زاد التخبط المصري تجاه هذا الملف الحيوي خلال وبعد هذه الثورة.. ورحم الله زمناً كانت مصر فيه هي النيل.. وكان النيل هو مصر ولكن أصابع السياسة وتدخل الخصوم والاعداء فيها أدت إلي التهديد بخفض حصة مصر من مياه النيل وليس فقط بثبيت هذه الحصة، حتي أصغر دول حوض النيل بات لها رأي ضار بمصر مثل بوروندي ورواندا.. واريتريا.. وابحثوا عن اصابع اسرائيل..

وأصبح علينا أن نقنع بحصة مصر، وان نعمل علي تحسين استخدامنا لهذه الحصة باستخدام طرق الري الحديثة واعادة استخدام المياه التي تم استخدامها مرات.. والصرف المغطي.. و.. و.. وكل هذه وان كانت وسائل متطورة لم يتعود عليها الفلاح المصري، الذي تعود أن يدير الساقية وينام فوقها وهي تدور لترفع المياه.. بأي كمية يهدرها!

وبجانب تطوير طرق الري هذه كان لابد لنا أن نلجأ إلي وسائل غير تقليدية لمواجهة سلوكيات شعب ولود، يلد شعباً كل 30 عاماً..

وبعيداً عن مخططات «وزارة مائية مصر» أقصد وزارة الري وهي مخططات تقليدية كان لابد من مواجهة هذه المشكلة بطرق غير تقليدية.

وفي المخطط الكبير الذي وضعه علماء مصر ونجح الدكتور فتحي البرادعي وزير الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة، نجد علماء مصر توصلوا، واتفقوا علي ان الاعتماد علي مياه النهر لم تعد مجدية.. ونظروا إلي خريطة مصر فوجدوا ان الله حباها وشعبها بمصدر آخر عظيم ودائم.. ولن يعترض أحد علي سحب أي كمية.. وجدوا البحر الاحمر الذي يمتد شرق مصر بطول 1000 كيلو متر من السويس إلي حلايب وخط عرض 22 شمالاً.. ووجدوا البحر المتوسط ولـمصر عليه سواحل تمتد 1000 كيلو متر اخري من رفح المصرية شرقاً إلي السلوم غرباً قرب الحدود مع ليبيا.. ليس هذا فقط، بل هناك 5 بحيرات مالحة في شمال مصر هي البردويل والمنزلة والبرلس وادكو ومريوط.. وهناك هذا الشريان المائي المالح الممتد من بورسعيد شمالاً إلي السويس جنوباً وطوله يزيد علي 170 كيلو متراً.

هذا المصدر الدائم للمياه لماذا لا نستغله.. وهل تقف نقطة ان هذه المياه مالحة امام استغلالنا لها.. هنا لابد من ان ننظر إلي هذه المياه علي انها مصدر للخير ونعمة من نعم الله.. ورأي علماء مصر وعقولها أن ذلك يكون بتحلية هذه المياه لتوفير احتياجاتنا للحياة والصناعة والزراعة.. مهما كانت التكاليف المالية.. نقول ذلك وفي مصر الآن عمليات ناجحة لتحلية مياه البحر في كثير من القري السياحية والحياتية سواء في سيناء أو حتي في مرسي مطروح وفي بعض المواقع البترولية والصناعية المتطرفة.. ولكن كل هذه المحاولات تستخدم وسائل الطاقة التقليدية لتحلية هذه المياه البحرية المالحة.. وهي بذلك تستهلك طاقة نستهلك فيها الكهرباء والغاز الطبيعي ومنتجات البترول.. فلماذا لا نلجأ للطاقة الجديدة والمتجددة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية.

والحمد لله أن المناطق التي نحلم بتنميتها وتعميرها تقع في مناطق سطوع عالية للغاية، سواء علي امتداد سواحلنا الشمالية او علي امتداد سواحلنا الشرقية.. وفي أرض الفيروز سيناء وبين خليجي السويس والعقبة.

ويخطئ البعض ان هذه العملية تتكلف كثيراً ذلك ان المياه هي اغلي ما في الوجود، وعندما بدأت عمليات التحلية في مصر علي استحياء كان كوب المياه الجديد يتكلف كثيراً، ولكن تكنولوجيا التحلية الآن تتقدم بشكل مذهل من حيث كميات المياه المنتجة ونوعيتها.. وايضا تكاليفها .. واسألوا السعودية وكل دول الخليج التي نجحت في اقامة مشروعات تحلية عملاقة وفي مقدمتها دول الامارات والكويت وقطر..

هذا هو الحلم الذي يفكر فيه الدكتور فتحي البرادعي وكوكبة العلماء الكبار الذين جمعهم هذا الرجل الواعي الحالم بتطوير وتنمية مصر.. فهل نصل بعد قرون إلي أن نقول ان مصر التي كانت هبة النيل.. اصبحت مصر هبة الشمس أم نقول ان مصر الحقيقية هي هبة شعبها الذي يحسن التفكير والعمل وان هذا يلتقي مع ان مصر هبة الله لشعبها.. وغداً نواصل معركتنا مع تنمية مصر بالعلم والعقل.. والحلم أيضاً..نقص المياه تنتشر مشكلة نقص المياه في معظم الدول في هذه الأيام، وبخاصة نقص المياه الصالحة للشرب؛ فبحسب إحصائيّات الأمم المتحدة يعاني ما يقارب خُمس العالم من نُدرة المياه نتيجة عدم وجود مصادر مياه متاحة لهم، ويوشك مئات الملايين أيضاً الوصول إلى هذا الحال.

بينما يعاني ما يقارب 1,6 مليار شخص حول العالم من مشكلة نقص المياه نتيجة عدم وجود القدرة الماديّة لدى حكوماتهم لجلب المياه من مصادر مختلفة كالأنهار والينابيع، وسنتحدث في هذا المقال عن أهم أسباب هذه المشكلة وحلولها.

أسباب نقص المياه توجد العديد من الأسباب وراء نقص المياه، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى؛ فبعض هذه الأسباب تنتج عن الأفعال البشريّة، وبعضها تنتج عن أسباب طبيعيّة خارجة عن تدخّل الإنسان؛ كاختلاف مستوى الأمطار.

وفيما يأتي بعض أهمّ أسباب نقص المياه حول العالم:

ـ تلوث المياه: وهي إحدى المشاكل الخطيرة التي تسبّب تدمير معظم مصادر المياه العذبة حول العالم، وذلك بسبب تلوثها بالنفط، أو المواد الكيميائيّة، سواء الناتجة من التصنع أم الاستهلاك البشريّ، أم نتيجة وجود تسريب في خطوط الصرف الصحيّ، أم عدم وجود هذه الخطوط من الأساس.

ـ الاستهلاك الزائد للمياه: يؤدي استهلاك الناس للمياه بكثرة، وخاصة الذين يعيشون في مناطق تنعم بوفرة المياه إلى عدم توافر المياه في مناطق أخرى من الدولة نفسها.

ـ الصراعات البشريّة: سواء أكانت هذه الصراعات على الأراضي، أم على مصادر المياه؛ فإنّها تؤدي إلى عدم قدرة الناس في المناطق المجاورة لهذه الأراضي من الوصول إلى مصادر المياه الموجودة فيها.

ـ الجفاف وقلّة مصادر المياه: فبعض المناطق حول العالم تعاني من عدم وجود مصادر قريبة للمياه، أو وجود أمطار كافية فيها، وتوجد هذه المشكلة بشكل خاص في المناطق الصحراوية أو المعرضة للتصحر.

حلول لمشكلة نقص المياه يمكننا حلّ مشكلة نقص المياه حول العالم من خلال القضاء على مسبباتها كأي مشكلة أخرى؛ فكما توجد بعض المشكلات التي لا يمكن للإنسان السيطرة عليها كالجفاف، توجد العديد من المشكلات الأخرى من صنع البشر والتي يمكن للإنسان حلّها بسهولة.

ونذكر أهمّ الحلول التي يجب على الناس اتّباعها:

ـ اتّباع أساليب وطرق الترشيد في استهلاك المياه.

ـ نشر الوعي بين الناس عن أهميّة المياه وما ينتج من اتّباع طرق توفيره.

ـ الحفاظ على مصادر المياه من التلوث، وإيجاد مصادر أخرى للمياه؛ كحفر المزيد من الآبار لجمع مياه الأمطار واستخدامها عند ظهور لمشكلة نقص المياه.

*كاتب المقال: أستاذ تغذية واستزراع الأسماك بكلية الزراعة جامعة قناة السويس بالإسماعيلية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى