رأى

مركز الكلى إنجاز مصري خالص

د.أحمد إبراهيم

بقلم: د.أحمد إبراهيم

المستشار الإعلامي لوزير الزراعة

كاتبنا الكبير “عبدالعظيم درويش” له مقال في الأهرام من عشرين عاما، مازلت أتذكر فيه جملة عبقرية، هي “حينما تعبر قدماك أسوار مركز الكلى بالمنصورة فأنت تجاوزت حدود الجغرافيا والتاريخ، فالمكان ليس في مصر، فهو قطعة من الجنة، ولا الزمان الذي نعيشه فالمركز يسبق عصره بعشرات السنين”.

كانت ومازالت هناك شكوى بأننا متخلفون عن العالم المتقدم في كل المجالات على الأقل بخمسين عاما، ولكن مركز الكلى بالمنصورة استطاع أن يكسر هذه القاعدة، ويواكب بل ويسبق العالم ويصبح قبلة طب الكلى والمسالك على المستوى الدولي..

الأسبوع الماضى احتفل المركز بإجراء أكثر من 3000 حالة زراعة كلى، معظمها مجانية، وما حققه مركز الكلى إنجاز بكل المقاييس العالمية والطبية، وهذا الإنجاز حكاية مصرية خالصة، وقصة نجاح نسج خيوطها أبناء القرى والعزب والنجوع في محافظةالدقهلية، بقيادة المايسترو “محمد غنيم” وزملائه وتلاميذه جيلا بعد جيل.

مركز الكلى بالمنصورة يقدم خدمة صحية متميزة بنظام إدارة يضاهى المراكز العالمية، تحترم آدمية المريض، وأنتج أبحاثا وضعت اسم الجامعة عاليا في البحث العلمى على المستوى الدولي، بالإضافة إلى وصوله للتصنيف الأول عالميا، وتخطى مستشفى “سان فرانسيسكو” بالولايات المتحدة الأمريكية..

ويعتبر أكبر مركز للمسالك في العالم بسعة سريرية 260 سرير مسالك فقط، ويأتى بعده مستشفى “تورونتو” بكندا في السعة السريرية بـ 80 سرير مسالك.

المركز يستقبل أكثر من مائة ألف مريض سنويا من داخل مصر وخارجها، 90% منهم يعالج مجانا، ويعتمد على ميزانية الدولة، وبعض تبرعات أهل الخير في الدقهلية، ويقدم أفضل خدمة طبية بدون صخب إعلامي أو إعلاني، لذلك هو يستحق تبرعات المصريين حتى يستمر في أداء مهمته لفقراء المرضى وبنفس المستوى.

مركز الكلى بالمنصورة يعتبر منارة لجراحة الكلى والمسالك البولية عالميا، حيث يقبل عليه مئات الأطباء الأجانب سنويا من مختلف الدول للتعليم والتدريب، لأنه يقدم خدمات تعليمية لا مثيل لها في أوروبا وأمريكا، والتصنيف العلمى للكثير من الأساتذة بالمركز يفوق التصنيف العلمي لبعض الحاصلين على جائزة نوبل، ونشر الأطباء بالمركز أكثر من 400 بحث منشور في كبرى المجلات الطبية العالمية.

مركز الكلى بالمنصورة هو مستشفى حكومي كل العاملين فيه مصريون، ويقدم خدمة طبية عالمية متميزة مجانية على مدار 36 عاما، بمنتهى الجدية والانضباط، وهو تجربة فريدة ويجب أن تحتذى ليس في مجال الطب بل في كل المجالات، وتؤكد أن مصر تستطيع طالما توافرت الإرادة والإخلاص والقدوة والقيادة.

الزائرون لـمركز الكلى بالمنصورة يحصلون على طاقة إيجابية تعالج كل أمراض الاكتئاب والإحباط وتمنحهم جرعة أمل وتفاؤل في مستقبل أفضل.

وسام الاحترام والتقدير لكل من فكر وشارك ونفذ وساهم في حدوتة نجاح هذا الصرح العظيم، تلك المفخرة العلمية الطبية العالمية المتميزة.. وتحيا مصر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى