الأجندة الحيوانية

مرض «الثايليريا» وتأثيره علي انتاجية حيوانات المزرعة

حيوانات المزرعة

كتب: د.صفوت كمال تصاب الماشية بكثير من الطفيليات التي تتطفل على كرات الدم الحمراء، فتعطل وظائفها او تدمرها محدثة حالة مرضية ذات تاثير سئ على حالة الحيوان وانتاجيته واهم هذه الطفيليات في مصر من انواع الجنس الثايليريا. وتؤدي هذه الطفيليات الي خسائر اقتصادية تقدر بملايين الجنيهات.

وينقل هذه الطفيليات نوع من مفصليات الارجل تسمي القراد وهذا طفيل خارجي يعتبر عائل وسيط، وهو يقضي فترة من حياته علي جسم الحيوان ويتغذي علي دمه، فاذا تطفل القراد علي حيوانات مصابة بـطفيليات الدم، فان هذا الطفيل ينتقل الي القراد مع الدم ويستكمل الطفيل دورة حياته داخل القراد. وعندما يتطفل القراد المصاب علي حيوان سليم فانه ينقل الطفيل الي دم الحيوان وبعد مدة حضانة 1-3 اسبوع داخل جسم الحيوان، تبدا ظهور اعراض المرض الحادة مثل فقدان الشهية، ارتفاع شديد في درجة الحرارة.

ويؤدي ذلك الي نقص وزن الحيوان وقلة ادرار اللبن، والاجهاض في الابقار العشار، وقد تنتهي الحالة الحادة الي النفوق. وفي حالات مزمنة للمرض، تتضخم الغدد اليمفاوية خاصة في حالة الاصابة بطفيل الثيليريا، وكذلك الهزال والانيميا واليرقان مع ضعف مقاومة الحيوان للامراض الاخري.

ـ المسبب المرضي: تعتبر ثايليريا بارفا وثايليريا انيولاتا المسبب الرئيسي لهذا المرض عند الابقار بينما ثايليريا اوفز وثايليريا هيرساي هي المسبب لمرض الثايليريا في الأغنام. ويعتبر القراد من نوع هيالوما هو الناقل الرئيسي لمرض الثايلريا.

ـ طرق نقل العدوي: ينقل القراض هذا المرض للابقار حيث يدخل الطور المعدي للطفيل مع لعاب حشرة القراد أثناء عضها للحيوان لامتصاص دمه ثم يدخل الخلايا الليمفاوية ليتحول الي طور أخر، بعد مرور الطفيل بعدة أطوار من النمو يتكون في النهاية ما يسمي بالبيروبلازما في كرات الدم الحمراء. يصاب الحيوان نتيجة لتواجد القراد الحامل للمرض.

أ.د/صفوت كمال

وفترة حضانة المرض هي 15 يوما ويعتبر مرض الثيلاريا مرض غير عادي لأن الطفيل يتواجد في خلايا جهاز المناعة ويتكاثر فيها، هذه الخلايا هي المسئولة عن الدفاع عن الجسم، وبذلك يشل الطفيل الجهاز المناعي ويدمره تماما مما يؤدي بطبيعة الحال الي تواجد عدوي ثانوية مصاحبة للمرض، تلك العدوي الثانوية اما ان تكون بسبب تواجد القراض، واما تكون عدوي بكتيرية او فيروسية وعادة ما يصاب الحيوان من جراء هذه العدوي بالتهابات شديدة في الجهاز التنفسي تتحول الي استسقاء رئوي كما تتحول اصابات الجهاز الهضمي إلي قروح في المعدة والأمعاء بسبب ضعف المناعة.

ـ أعراض المرض: يمكن تقسيم الأعراض حسب شدتها إلي أربعة أنواع هي:

1- الإصابات الحادة: التي تتميز بالظهور الفجائي للحمي الشديدة وفقدان الشهية للطعام والخمول. ويمكن أن تستمر هذه الأعراض لفترة 5- 20 يوما يعقبها ظهور إفرازات أنفية ومخاطية وتدميع العين والضعف العام وهبوط الإنتاج ويلاحظ تضخم الغدد الليمفاوية في مقدمة الكتف مع تورم الأجفان وتقرح ملتحمة العين وفقر الدم وقد يحدث إسهال دموي مع اصفرار الأغشية المخاطية للعين واحتوائها علي بقع نزفية ومع حدوث الهزال الشديد. وعند الفحص المجهري لشريحة دم مأخوذة من حيوان مصاب، يشاهد فيها انخفاض شديد في عدد الكريات الحمراء. ويحدث النفوق خلال 8 – 15 يوما من بدء الإصابة.

2- الإصابة الشديدة جدا: لم تلاحظ أعراض علي الحيوان المصاب لكن النفوق يحصل مبكرا في خلال 1-4 أيام.

3- الإصابة البسيطة: وتحدث حمي غير منتظمة مع فقدان الشهية وهزال شديد وفقر الدم واصفرار الأغشية المخاطية للعين. وتستمر هذه الأعراض لفترة 4 أيام أو أكثر وقد تصل إلي شهرين. وقد تتحول الأعراض المرضية من حادة إلي مزمنة.

ـ التشخيص: المؤكد يعتمد علي التشخيص الميكروسكوبي للطفيل في الدم حيث يمكن التعرف علي الطفيل في شرائح أفلام الدم المصبوغة بصبغة جيمسا ويفضل أن تكون العينات مأخوذة أثناء ذروة الأرتفاع في درجة الحرارة حيث تكون نسبة أصابة كرات الدم الحمراء في ذروتها، أما الحيوانات النافقة فيتم اخذ أفلام علي شرائح من تجويف القلب وأرتشاحات الأنسجة الداخلية للكبد والطحال والكلية والغدد الليمفاوية ويفضل في جميع الأفلام أن تثبت بالكحول فورا ويلاحظ عند التشخيص أن بعض الحالات تكون مصابة بنوع أو أكثر من الطفيليات.

ـ الصفة التشريحية: تضخم الغدد الليمفاوية، تضخم الكبد والطحال ووجود بقع تنكرزية في الكليتين مع وجود تقرحات في الأمعاء خاصة في العجول.

ـ الوقاية والعلاج: للسيطرة علي المرض ومنع انتشاره حتي لا يعدي المزيد من الحيوانات يجب أولا إبادة القراد ويمكن مكافحة المرض عن طريق التحصين وذلك بإضعاف طور الشيزونت وهو أحد أطوار نمو الطفيل والذي يتكون داخل الخلايا الليمفاوية معمليا بزرعه علي الخلايا النسيجية ثم استخدامه لتحصين الحيوان المعرض للعدوي، ومن مزايا تلك الطريقة إن هذا الشيزونت المستضعف لا يتحول إلي البيروبلازما وبالتالي لا ينقله القراد ولا تتم دورة الحياة، يمكن أيضا مكافحة المرض عن طريق العلاج خاصة في المناطق الموبوءة بالقراد ويستوطن فيها المرض عن طريق إعطاء البيوتليكس أو مركبات التتراسيكلين عند تعرض الحيوان للعدوي، أيضا المكافحة عن طريق العلاج بالأدوية ويستخدم لذلك دواء البيوتليكس ومركبات التتراسيكلين البارفاكون، الهالوفيوجينون البريماكين فوسفات وهناك خطوات عامة لعلاج المرض وهي إعطاء محلول الملح في الوريد، إعطاء مقويات عامة ومجددات الدممثل كبريتات الحديدوز وفيتامين ب المركب، وكذلك فيتامين ج، إعطاء مسكنات ومخفضات درجات الحرارة، ما ينصح بعمل حمام مائي للحيوان ويرش الحيوان بالماء البارد.

*مُعد المادة العلمية: استاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الامصال واللقاحات البيطرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى