رأى

محطة الزهراء هرم مصر الرابع

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

كل دول العالم تبحث لنفسها عن مكان في التاريخ إلا مصر، فإن للتاريخ فيها مكانة وحينما يقال أن مصر أم الدنيا فهذا حقا وصدقا، لان كل شيء بدأ من بلدي حتى يقال أنها أيضا “فجر الضمير”، وتدمع عينيك حينما تقرأ قسم الأطباء الذي وُضع عام 1827 في عهد محمد علي بعد إنشاء مدرسة الطب المصرية في أبو زعبل وكانت من أوائل كليات الطب في العالم.

من يزور مدينة السينما الامريكية (هوليود) لا يسمع سوى أسم مصر (Egypt) في الفيلم التسجيلي الوثائقي الذي يُعرض امام ملايين السائحين والزائرين لاستديوهات المدينة من أنحاء العالم.. باختصار بلدي لم تأت من المجهول بل هي فعلا “أم الدنيا” وصاحبة حضارة 7000 آلاف عام ومهما أصابها من تراجع وتدهور سوف تظل حضارتها هي الأعظم، ووقت الازمات والشدائد يظهر المخزون الحضاري والمعدن الاصيل للمواطن المصري.

من الهيئات العريقة في بلدنا محطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة التي تعتبر من أقدم المحطات فى العالم بل أنشئت قبل ولادة دول كثيرة.. المحطة تشرف على أكثر من 1200 مزرعة للقطاع الخاص تحتوي على 15 الف حصان، وهي التي تمنح شهادة ميلاد للحصان العربي الأصيل ،كما أنها تحافظ على سلالات الخيول العربية الأصيلة الأم، وتمتلك 5 أنسال من أهم 5 عائلات للخيول في مصر منها الصقلان والكحيلان والهدبان والعبيان، والأخير هو أشهر وأجمل وأندر وأغلى أنواع الخيول في العالم مع الصقلاوي، ويرجع كل اسم لهذه الأنواع نسبة إلي القبائل العربية التي اشتهرت بهذه الخيول وكانت هي مصدرها في العالم بمنطقة الجزيرة العربية منذ نحو 4500 عام وانتقلت لـمصر مع الفتح الإسلامي.

محطة الزهراء هى الأولى عالميًا فى تصدير الخيول العربية وهي مقامة على مساحة نحو 50 فدانًا بمنطقة عين شمس بالقاهرة وتحتوى على حوالي 600 رأس من الخيول تمثل أهم سلالات الخيول العربية.

وأنشئت لتربية الخيول العربية الأصيلة عام 1908م، ثم في عام 1928، في عهد الملك فؤاد الأول، انتقلت إلى عين شمس لتتوسع في الحفاظ على أنساب الخيول العربية، وتنظم في مصر مهرجانا دوليًا سنويًا هو الأهم للخيول العربية الأصيلة يشارك فيه خيول عربية من مختلف الدول، ويجري خلاله تنظيم مسابقة لاختيار أجمل الخيل.

المحطة لها قيمة تاريخية كبيرة وفيها مكتبة تراثية عظيمة وهى مزار سياحي لعشاق تربية الخيول من جميع دول العالم ولكنها تعرضت مؤخرا لحملة ممنهجة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي للنيل من سمعتها الدولية المتميزة خاصة بعد فتح باب تصدير الخيول للخارج وبالتحديد للأسواق الأوروبية.

من المؤكد أنه لا أحد فوق القانون وأن السيد القصير وزير الزراعة لن يرضى بأي فساد أو التستر على مخالفات وانه يرحب بالنقد البًناء الذي يبني ولا يهدم المؤسسات الناجحة، لذلك كنت ومازالت أتمنى من أبناء بلدي عدم الانجراف خلف كل ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي والتحقق منه قبل التفاعل معه كما أتمنى من جميع مؤسسات الدولة إتاحة المعلومات امام المواطنين والتعامل بشفافية وبسرعة مع الشائعات التي قد تثير البلبلة في المجتمع وتزعزع ثقة المواطن في قيادته ومؤسساته واللهم احفظ بلدنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وتحيا مصر قوية وناهضة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى