رأى

ماهر الخضيري.. يكتب: الانحدار القيمي والأخلاقي في منح الجوائز … وكلة عند العرب فسيخ!

بقلم: ماهر الخضيري

قبل الحديث في هذا الموضوع تحضرنى بعض الوقائع لابد من ذكرها أولا: منذ سنتين تم تنظيم حفل لتكريم عدد من الراقصات والمغنيات ومدعى الرقص الشرقى بصفتهم الأفضل في عالم الغناء والرقص والعرى!!!!! من إحدى الجمعيات غير المعروفة ولم يعجب هذا الوضع نقابة المهن التمثيلية التي قامت على الفور بإبلاغ الشرطة وما كان من الشرطة أن قامت بإغلاق الجمعية لانها جهة غير ذي صفة في منح هذه الجوائز فضلا عن تكريم إناس قد لا يكونوا الأفضل في مجالهم ما يخلق نوع من الخداع والتضليل, وتم سحب هذه الجوائز, وقامت الرقابة على المصنفات باتخاذ اللازم تجاة هؤلاء. وبدلا من الاحتفاء بهذة الجائزة المزعومة, لم يتم الاعتراف بها ولم تساوى الحبر الذى كتبت علية.

ثانيا كلنا يعلم المثل العربى الشهير: “من لا يملك أعطى من لا يستحق” فأعطت إنجلترا – في وعد بلفور – لإسرائيل اراضى فلسطين والذى بمقتضاه تم انشاء دولة إسرائيل. وانجلترا لا تملك اراضى فلسطين منحت الاسرائيلين الأراضى التي لا يستحقونها.

وثالثا مررت بتجربة مؤداها المساعدة في تكريم بعض الكتاب وأساتذة الجامعات المرموقين من الوزير المختص في الزراعة بصفتهم الشخصية دون ذكر لا كونهم الأفضل, ولا كونهم الأحسن, ولا كونهم The best!!!!!!, ولا أى مسمى من هذه المسميات البراقة المسمومة الخداعة وذكرت الأسباب الموضوعية أمام كل قامة من هذه القامات العلمية الرفيعة ومنهم وزراء سابقون, وفاجأنى الوزير بسؤال على أي أساس تم اختيار هؤلاء الأشخاص وذكرت له الأسباب ولكنة رفض هذا التكريم البسيط لهم!!!!!.

اليوم ونحن في زمن اختلط فية الحابل بالنابل, واختلطت فيه شهادات التكريم بشهادات البالوظة نجد بعض الشركات الخاصة تقوم باعتبار بعض الشخصيات البيطرية – مع احترامنا للجميع – هي الأفضل في مجالها ” the best”.

ومن عجائب القدر ان نجد هؤلاء الأشخاص المكرمون يُصدقون هذه الفرية وهذة الكذبة ويعلمون من قرارة أنفسهم أنها أكذوبة ولكنهم يخدعون أنفسهم والذين أمنوا وما يخدعون إلا انفسهم.

هل المطلوب أن نتجاهل وننسي العلماء الحقيقيين من أمثال ألاستاذ الدكتور السيد بدوى، والأستاذ الدكتور مصطفى بسطامى، والأستاذ الدكتور فريد استينو، والأستاذ الدكتور حافظ محمد حافظ، وغيرهم العشرات لأنهم اصبحوا الأسوأ !!!!!.

هل هذا هو المطلوب منا وان نقول امين؟! كيف يقبل استاذ جامعى على نفسة ان تكرمة إحدى الفتيات الجميلات لا لعلمها بل لجمالها ؟!!! اليس لهؤلاء من الأطباء البيطريون وغيرهم المتشوقون المتلهفون على ورقة بيضاء!!!! لا تسمن ولا تغنى من جوع ربما يتغنون ويمرحون بها أمام أطفالهم وأولادهم وهم يضحكون على أنفسهم.

أليس لهؤلاء جهة تقول لهم اختشوا على دمكم!!!!! ويا للعجب – بل من عجائب الدنيا – أن تجد الطبيب البيطرى الذى يتم منحه هذه الورقة البيضاء المسماة بشهادة الأحسن في مجاله يقوم بسداد ثمنها مقدما, وسداد العشاء الذى يتناوله, وعشاء أولاده الذين يحضرون حفل زفاف والدهم المكرم المبجل!!!!!! أي عقل هذا؟!!!! وأى سخف هذا؟ !!!! وأى ضمير حى هذا؟!!!!!.

العيب ليس فقط فيمن أدعى وأعطى لنفسة حقا هو من صميم عمل الجهات العلمية والبحثية, بل العيب كل العيب في من صدق نفسة واضلة الشيطان وذهب ليخدع نفسة ويستلم شهادة الأحسن!!!!!!.

أن يتم تنظيم حفل غنائى أو راقص فهذا مقبول, أما أن يتم ان يتم اختيار الأفضل The best في مجال كذا أو تخصص كذا من قبل فتيات كاملات الانوثة والجمال!!!!! ليس لهم اى صلة من قريب أو بعيد بـالطب البيطرى أو من قبل أفراد ربما لم يحصلوا على الشهادة الجامعية فهذا غير مقبول على الاطلاق بل سقطة في حق المجتمع تؤدى الى انهيار منظومة القيم التي تعلمناها ودرسناها!!!!.

هذة جريمة على الجميع ان يمقتها ويرفضها لانها جريمة فى حق المجتمع. الأفضل في المجال “The best” لا تحدده عدد من الفتيات كاملات الأنوثة والجمال, بل تحددة (الجامعات, والكليات, ومراكز الأبحاث, والمجلات العلمية العالمية الشهيرة … فعلا إن لم تستحى فافعل ما شئت, فعلا الى اختشوا ماتوا, فعلا الى اختشوا ماتوا لتانى مرة وعاشر مرة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى