رأى

«ماسبيرو زمان» في رمضان!!

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

في مثل هذه الأيام المباركة منذ عامين رحلت عن دنيانا الإعلامية صفاء حجازي أول وآخر سيدة ترأس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، التي كان لديها أحلام كبيرة للنهوض بمبنى ماسبيرو العريق لكن القدر لم يمهلها، “حجازي” عليها رحمة الله حينما أطلقت قناة ماسبيرو زمان وإذاعة ماسبيرو Fm أنا كتبت في هذا المكان أنها قلبت علينا المواجع، فحينما ترى مصر زمان فلا بد أن تصاب بالحزن على الحال الذي وصلت إليه وتتساءل ماذا جرى لنا؟ ولماذا تدهورنا إلى هذا الحد؟ وما السبب في ذلك؟

 هل هي مؤامرة دولية؟ أم سوء إدارة داخلية؟ أم الإثنين معا؟

 بعد نشر المقال تلقيت اتصالا من الراحلة وقالت لي إنها لم تطلق قناة وإذاعة ماسبيرو حتى تقلب علينا المواجع، لكن حتى تذكرنا بـمصر العملاقة في كل المجالات، وأيضا تكافح القبح الذي يغزو منازلنا وعقول أطفالنا وعندها كل الحق فيما قالت، لأن ما تقدمه القنوات الفضائية المصرية خلال هذا الشهر الكريم يدعوا إلى الحزن والأسى، وحينما تسمع عن الأرقام التي أنفقت في هذا الإسفاف لابد وأن تصاب بالإحباط، رغم تحذيرات المجلس الاعلي لتنظيم الإعلام وتدخل الدولة في الإنتاج الدرامي إلا أن التفاهة والاسفاف والاستفزاز عنوان البرامج والمسلسلات والإعلانات.

أتذكر أول لقاء جمع الرئيس السيسي مع الفنانين بعد انتخابه في الفترة الأولى حينما قال لهم” ربنا سوف يحاسبكم على أعمالكم” وطالبهم بأن يكون الفن معول بناء وليس هدم، لذلك ادعوا القراء الأعزاء الانصراف عن هذه التفاهات والذهاب إلى مشاهدة قناة ماسبيرو زمان حتى يستمتعوا ببلدهم التي كانت عملاقة في العلم والأدب والثقافة والفن والقيم والأخلاق، أما مصر التي نشاهدها الآن على فضائياتنا هي بلطجة وإدمان ونصب وسرقة وتسول وخيانة وتفاهة، فنانو وإعلاميو مصر زمان كانوا قوتها الناعمة وقدوة للشباب المصري والعربي، أما فنانو وإعلاميو مصر اليوم يصدرون عنها صورة سيئة لا تجذب إليها لا سائح ولا مستثمر بل تحبط أبناءها في الداخل والخارج.

 مصر فيها شهداء ماتوا من أجلها وفيها الملايين الذين يحملونها على أكتافهم ويعملون في صمت دون صخب أو ضجيج وراء كل واحد منهم قصص نجاح تستحق ان تعرض على الشاشة لكن إعلامنا يتعمد تجاهلها ويلهث خلف التافهين والتافهات، دراما وبرامج وإعلانات رمضان حاليا ليست فقط تافهة لكنها أيضا تدمر القيم والأخلاق وتقدم النماذج السيئة وتتجاهل الشخصيات المحترمة والقدوة الحسنة ولا تسهم في البناء والإنتاج، بل تحث على الاستهلاك والحقد الطبقي وتهين مصر وشعبها.

ولكن في قناة ماسبيرو زمان حوارات للعمالقة  طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي وأم كلثوم والعندليب وعبدالوهاب ونجيب محفوظ وحسين السيد ويوسف إدريس ويوسف وهبي والريحاني  وغيرهم المئات من نجوم الفن والفكر والثقافة والعلم والسياسة.

وكل واحد من هؤلاء مدرسة في مجاله وكانوا خير سفراء لمصر التي كان يجب أن تستمر هكذا، قناة ماسبيرو زمان فيها أيضا دراما هادفة وترفيه محترم وخطاب ديني مستنير ورواد الصحافة والإعلام المصري الذين شكلوا وجدان الامة العربية.

أما إذاعة ماسبيرو fm ليست على نفس مستوى القناة رغم أنها ولدت قوية ومكتبة الإذاعة المصرية العريقة أكثر ثراءا من مكتبة التليفزيون لذلك أتمنى من الأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة  الجديد الاهتمام باذاعة ماسبيرو fm التي تراجعت كثيرا واستمرارها بهذا الوضع بمثابة إهدار للمال العام والاهتمام بها لن يسهم فقط في الارتقاء بالذوق العام للمستمعين بل سوف يحقق عائدا ماديا مهما لماسبيرو هو في أشد الحاجة اليه.

ختاما سوف يظل ماسبيرو بقنواته الإذاعية والتليفزيونية هو خط الدفاع الأول عن الأخلاق والقيم المصرية، أتمنى المحافظة عليه حتى لو كان مريضا فسوف يتعافى، وعلاج مشاكله أسهل بكثير من هدمه لأن البديل هو الفوضى التي نشاهدها الآن، وقناة ماسبيرو زمان تكافح القبح، وتذكرنا ببلدنا الجميلة التي نتمنى أن تعود عملاقة كما كانت وفي القريب العاجل بفضل جهود أبنائها المخلصين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى