تقارير

ماذا تعرف عن حدائق الجدران؟

كتب: د.تغريد السيد عبدالحميد أﺻﺒﺤﺖ حدائق الجدران ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﺿﺮورة ملحة نتيجة لنقص المساحات الخضراء ونقص مساحة الحدائق، وﻗﺪ طور مهندسوا الحدائق طرق التصميم وﻇﻬﺮت أنماط وأﺷﻜﺎل ﻣﺘﺒﺎﯾﻨﺔ ما تطلب ﺗﻮﻇﯿﻒ واﺳﺘﺨﺪام المجموعات اﻟﻨﺒﺎﺗﯿﺔ المختلفة ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺴﯿﻖ، وتطلب الأمر اﻧﺘﻘﺎء أﻧﻮاع ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻧﺨﻔﺎض اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﻀﻮﺋﯿﺔ داﺧﻞ المنشئات اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ.

د.تغريد السيد

أصبحت اﻟﺘﺼﻤﯿﻤﺎت الحديثة اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺄ بين الحين واﻵﺧﺮ ﺗﺘﺠﻪ ﻓﻲ نمطها إﻟﯽ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻘﯿﺪ، وﻗﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻣﻦالمرونة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ وﺗﻮزﯾﻊ اﻟﻨﺒﺎت وﻓﻖ المساحة الموجودة ﺑﻔﻀﻞ اﻻﺑﺘﻜﺎرات الحديثة وﺗﻨﻮﻋﺖ أﺷﻜﺎل الحدائق واصبحت ﺗﻌﺮض ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻓﻨﯿﺔ ﻣﺒﺘﻜﺮة.

بعد أن ﻛﺎﻧﺖ الحدائق ﻣﺠﺮد ﺑﻘﻌﺔ ﻣﺤﺪودة ﻣﻦ اﻷرض ﺗﺰرع ﻓﯿﻬﺎ أنواع من اﻟﺸﺘﻼت واﻟﺸﺠﯿﺮات، أﺻﺒﺤﺖ الحدائق كانها ﻟﻮﺣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯿﻠﻬﺎ وذلك ﺑﻔﻀﻞ اﻻﺑﺘﻜﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﻟﺸﺮﻛﺎت، وغيرت الحدائق طريقة تنفيذها فبعد أن اﻋﺘﺪﻧﺎ رؤﯾﺘﻬﺎ أﻓﻘﯿﺎ ﺗﺘﺠﻪ ﻓﻲ ﺧﻂ ﻋﻤﻮدي أصبحت تتجة راسيا، ﻣﺤﺪﺛﺔ ﻧﻘﻠﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮم الحدائق اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﺑﺼﻮرة ﻣﻠﻔﺘﺔ بين الحين واﻵﺧﺮ.

ﻫﺬه الحدائق اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﯽ الحوائط ﺳﺎﻫﻤﺖ ﻓﻲ ﺑﺚ الحياة ﻓﯿﻬﺎ، وﺟﻌﻞ اﻟﺒﯿﺌﺔ أﻛﺜﺮ ﺻﺤﺔ وﺳﻼﻣﺔ ﻋﻠﯽ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﯿﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮن ﻋﻨﺼﺮاً ﻣﺜﺎﻟﯿﺎ ويمكن أن ﻧﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻔﻬﻮم المبانى الخضراء.

إن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺠﺪار اﻷﺧﻀﺮ ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻪ إﻟﻰ 600 ﻋﺎم، ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد ﻣﻊ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺣﺪاﺋﻖ ﺑﺎﺑﻞ اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ وﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪم ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺠﺪران اﻟﺨﻀﺮاء ﻣﻊ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ.

ﻫﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن رﺋﻴﺴﻴﺎن ﻣﻦ اﻟﺠﺪران اﻟﺨﻀﺮاء

الواﺟﻬﺎت اﻟﺨﻀﺮاء: اﻟﻮاﺟﻬﺎت اﻟﺨﻀﺮاء ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻧﺒﺎﺗﺎت ﻣﺘﺴﻠﻘﺔ إﻣﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎﺋﻂ أو ﻣﺼﻤﻤﺔ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﺪﻋﻢ ﻫﻴﺎﻛﻞ اﻟﺒﻨﺎء وﻫﻨﺎك أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻳﺘﻢ زراﻋﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﺟﻬﺔ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﻨﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أن ﺗﻀﺮب ﺑﺠﺬورﻫﺎ ﻓﻲ اﻷرض.

اﻟﺠﺪارن اﻟﺤﻴﺔ: ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻤﻮاﺻﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺒﻨﻰ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻟﻮﺣﺎت اﻟﻔﻮﻻذ اﻟﻤﻘﺎوم ﻟﻠﺼﺪأ.

 ﻫﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺎت اﻟﻨﻤﻮ ﻟﻠﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﺪران اﻟﺤﻴﺔ اﻟﺨﻀﺮاء

1ـ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ: ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻛﺘﻞ وﻟﻜﻦ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻣﻴﺰات أﻓﻀﻞ اﻟﻜﺘﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺷﻜﺎل واﻷﺣﺠﺎم ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺌﺎت ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻴﺰة أﻧﻬﺎ تعيش من 10-15 سنة، اﻟﻘﺪرة الاﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﻴﺎه يعتمد ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﺠﺪار وﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻷﻋﻤﺎل اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ واﻟﺘﺮﻣﻴﻢ، ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ اﻟﺨﻴﺎر اﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ رﻳﺎح ﺷﺪﻳﺪة، وﻧﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ أو ﻣﺮﺗﻔﻌﺎت ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ.

2ـ اﻟﺠﺪران اﻟﻔﻀﻔﺎﺿﺔ: ﺗﻤﻴﻞ إﻟﻰ ان ﺗﻜﻮن “اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ ارﻓﻒ ﺧﺸﺒﻴﺔ” أو” اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﻌﺒﺎة ﻓﻲ اﻛﻴﺎس” وﺗﺤﺘﺎج ﻫﺬه اﻟﻨﻈﻢ ﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻛﻞ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺪران اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ أي ﻧﺸﺎط زﻟﺰاﻟﻲ ﻻن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻋﺎدة ﺣﺸﻮ اﻟﺘﺮﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺜﻘﻮب ﻓﻲ اﻟﺠﺪار، وﻫﺬة ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﺻﻌﺒﺔ وﻓﻮﺿﻮﻳﻪ وﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪم أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻣﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﻌﺒﺚ ﻓﻴﻬﺎ وﺗﻔﻘﺪ اﻟﺘﺮاب ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻓﻲ آﺳﻴﺎ، واﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺣﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗﺂﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم وﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺮﻳﺎح واﻷﻣﻄﺎر ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﻧﻈﻢ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ واﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻟﻠﺠﺪار وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎن اﻟﻤﻄﻠﻮب أن ﻳﺘﻢ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺤﻄﺎت ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻟﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط ﻣﻦ اﻟﺠﺪار ﻫﻲ اﻷﻧﺴﺐ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ اﻟﻤﻄﻠﻮب إﻋﺎدة ﻏﺮس اﻷﺷﺠﺎر ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻢ ﻟﻤﻮﺳﻢ أو ﺳﻨﺔ إﻟﻰ ﺳﻨﺔ.

3ـ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻤﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ: ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ أن ﻳﻜﻮن إﻣﺎ أﻟﻴﺎف أو اﻟﻠﺒﺎد، وﻫﻲ رﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪا وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎت ﻣﺘﻌﺪدة، وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺪﻋﻢ أﻧﻈﻤﺔ ﺟﺬر ﺣﻴﻮي ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث إﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻫﺬه اﻷﻧﻈﻤﺔ ﻫﻮ اﺳﺘﺒﺪال أﺟﺰاء ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻧﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻗﻄﻊ اﻟﻠﺒﺎدة ﺧﺎرج اﻟﺠﺪار واﻻﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﻠﺒﺎدة ﺟﺪﻳﺪة وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻞ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.

وﺗﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬه اﻟﻨﻈﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﻨﻰ وﺗﺸﻜﻞ ﺧﻴﺎرا ﺟﻴﺪا ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ذات اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ اﻟﻤﻨﺨﻔﺾ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ أن ﻧﻼﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻧﻈﺎم اﻟﻤﻴﺎه ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﻓﻌﺎل وﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﺮي اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻧﻈﺮا ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ رﻗﻴﻘﺔ وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻤﺎء وﻳﺠﺐ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎزﻟﺔ ﻟﺠﺬور اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت

ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺠﺪران اﻟﺨﻀﺮاء

ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺟﻮدة اﻟﻬﻮاء أﺟﺮﻳﺖ دراﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ اﻟﺨﻀﺮاء ﻟﺘﺤﺴﻴﻦ ﺟﻮدة اﻟﻬﻮاء وﻧﻮﻋﻴﺘﻪ، وﺛﺒﺘﺖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻬﻮاء اﻟﺨﺎرﺟﻲ وﺧﻔﺾ 40-60% من الملوثات وﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻋﻼج ﻣﺘﻼزﻣﺔ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻌﺼﺮ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺘﻠﺊ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ واﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺑﺎﻷﺑﺨﺮة اﻟﺴﺎﻣﺔ وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﺪد اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ داﺧﻞ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ، وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻛﺒﻴﺮة أن إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت داﺧﻞ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻬﻮاء ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﻐﻠﻘﺔ.

اﻟﺠﺪران اﻟﺨﻀﺮاء ﺗﺤﺴﻦ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻬﻮاء ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﺠﺪران اﻟﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻈﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮات أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة. أﻳﻀﺎ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ أﺳﻄﺢ اﻟﻄﻮب واﻟﺨﺮﺳﺎﻧﺔ ﻓﺈن أﺳﻄﺢ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻻ ﺗﺨﺰن ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، ﺑﻞ ﺗﻌﻜﺴﻬﺎ ﻛﻼ اﻟﺠﺪران اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺮﻳﺪ اﻟﻬﻮاء ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ما ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺒﺮﻳﺪ اﻟﻤﺒﻨﻰ، ﺗﺴﻤﻰ اﻟﺘﺒﺨﺮ وﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﺠﻮ اﻟﻌﺎم واﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﻀﻮﺿﺎء.

 وﻤﻦ الجميل أن ﺗﺮى وأﻧﺖ ﺗﺴﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗﺎت ﻣﺒﻨﯽ ﯾﺮﺗﺪي ﺣﻠﺔ ﺧﻀﺮاء، وﯾﻨﺒﺾ بالحياة ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎن ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺟﺪران أﺳﻤﻨﺘﯿﺔ ﺻﺎﻣﺘﻪ،. وﯾﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ دراﺳﺔ ﻋﻤﻠﯿﺔ دﻗﯿﻘﺔ ﺣﻮل ﲢﻘﯿﻖ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﺘﻮزان وﻟﻀﻤﺎن اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻋﻠﯽ واﺟﻬﺔ المبنى ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻣﻊ ﺗﻮﻓﯿﺮ المياه اﻟﻼزﻣﺔ ﻛﻲ ﺗﻨﻤﻮ ﻫﺬا اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﺟﺬورﻫﺎ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ الماء، وﻟﻜﻦ اﻟﺘﻘﻠﯿﻢ واﻟﺘﺸﺬﯾﺐ بين الحين والاخر يحافظ على ﻣﻈﻬﺮ وﺷﻜﻞ المبنى وهو ﺿﺮوري ﺣﺘﯽ تحافظ ﻫﺬه الحديقة ﻋﻠﯽ ﺷﻜﻠﻬﺎ، وﻻ ﺗﻨﻤﻮ ﻋﻠﯿﻬﺎ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻋﺸﻮاﺋﯿﺔ ما ﯾﺸﻮه المبنى.

اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑـ”اﻟﺤﻮاﺋﻂ اﻟﺨﻀﺮاء” ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ و اﻟﺼﯿﺎﻧﺔ أﻣﺮ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﺣﺘﯽ ﻻ ﯾﺘﺄﺛﺮ المبنى وﯾﺘﻬﺎﻟﻚ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ.  يستمتع  الماره ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻬﺎ واﻟﻨﻈﺮ إﻟﯿﻬﺎ، لها  تاثير  إيجابى ﻋﻠﯽ اﻟﻨﻔﺲ. ﻫﻨﺎك اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻦ اﻷﻟﻮان واﻷﺷﻜﺎل اﻟﺘﻲ يمكن أن ﯾﻨﺘﻘﯿﻬﺎ الفرد، ﯾﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ نوع اﻟﺪﯾﻜﻮر اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﻤﻜﺎن وﺗﻔﺎﺻﯿﻠﻪ، ﻛﻤﺎ يمكن اﻧﺘﻘﺎء الحوائط اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ يمكن إنشاء الحدائق ﻋﻠﯿﻬﺎ ﻓﻲ المداخل أو يمكن إﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬه الحدائق ﻋﻠﯽ ﺣﻮاﺋﻂ الممرات اﻟﻄﻮﯾﻠﺔ ﻟﺘﻤﻨﺤﻬﺎ ﻗﺪراً ﻣﻦ الحياة.

ﯾﻔﻀﻞ اﺳﺘﺨﺪام ﻧﺒﺎﺗﺎت داﺧﻠﯿﺔ ﺻﻐﯿﺮة الحجم، ﺗﻈﻬﺮ الحديقة ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬاب وﻣﻠﻔﺖ، وتحقق ﻗﺪراً ﻣﻦ اﻟﺘﻮزان واﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﻓﻲالمكان. وﻣﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ يمكن زراﻋﺘﻬﺎ اﻟﺴﺮﺧﺲ، ﻫﯿﺪرا، وﺑﻌﺾ المتسلقات، والمجال ﻣﻔﺘﻮح ﻻﻧﺘﻘﺎء أﻧﻮع اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ وﻓﻖ ذوق المرء. ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺘﻨﻮع ﻓﻲ اﻷﺻﻨﺎف واﻷﻟﻮان ﺣﺘﯽ ﺗﻈﻬﺮ اﳊﺪﯾﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬاب ويمكن اﺳﺘﺨﺪم ﻫﺬا النوع ﻓﻲ الحدائق اﻟﻌﻤﻮدﯾﺔ ﻟﺰراﻋﺔ الخضروات، وتوضع ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻓﻨﯿﺔ راﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﯾﺎ اﳌﻄﺒﺦ، ﻓﺘﻜﻮن اﳋﻀﺮاوات ﻃﺎزﺟﺔ يمكن ﻗﻄﻔﻬﺎ وﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ.

إضافة أن ﻫﺬه الحديقة ﺗﺴﺪ اﺣﺘﯿﺎﺟﺎت الاسرة من الخضروات حيث ﺗﺘﻤﺘﻊ بمواصفات ﺻﺤﯿﺔ وأمنه بالإضافة لدورها فى تنقية جو المنزل من الملوثات، ﻧﻈﺮا ﻹﺷﺮاف الأسرة ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﯽ زراﻋﺘﻬﺎ، ﻓﻼ ﯾﻠﺠﺄ ﻟﻮﺿﻊ ﺑﻌﺾ المغذيات اﻟﻜﯿﻤﺎوﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻀﺮ ﺑﺼﺤﺔ  الإنسان، ﻓﺎﺳﺘﻐﻼل ﺣﻮاﺋﻂ المطبخ وإﯾﺠﺎد ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺧﻀﺮاء ﻓﯿﻪ، ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﯽ ﺧﻠﻖ أﺟﻮاء ﺑﯿﺌﯿﺔ ﻧﻘﯿﺔ.

يمكن زراﻋﺔ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻌﺸﺒﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻛﻄﻌﺎم، ﻣﻨﻬﺎ، اﻟﺒﻘﺪوﻧﺲ واﻟﻜﺰﺑﺮة، الجرجير والخس، اﻟﻔﻠﻔﻞ اﻷﺧﻀﺮ اﻟﺼﻐﯿﺮ، المريميه، اﻟﺰﻋﺘﺮ واﻟﻨﻌﻨﺎع، وﻛﻞ ﻣﺎ ﯾﻔﻀﻠﻪ الفرد ويعتبرالبيتموس ﻧﻈﺮاً لخفة وزنه مناسب للزراعة، ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬه اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺗﻈﻞ رﻃﺒﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ، ﻓﻼ تحتاج اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻟﻠﻤﺎء كما يمكن إﺿﺎﻓﺔ اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦالماء، دون زﯾﺎدة ﺣﺘﯽ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﯽ ﺟﺬور اﻟﻨﺒﺘﺔ فى حالة عطش النباتات.

يمكن زراعة البيتونيا – اللوبيليا – بنفسج – جيرانيم – السراخس – أنواع كتيرة من المتسلقات.

وتعتبر ﺣﺪاﺋﻖ اﻟﺠﺪران وﺳﻴﻠﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﻖ اﻟﻤﻜﺎن لإنشاء حديقة بالإضافة لتجميل المبنى.

*مُعد التقرير: باحث بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى