تقارير

كيفية تطبيق برنامج تسميد الخضر والفاكهة لزيادة الاستفادة من الأسمدة

كتب: د.محمد عبدربه كثير من برامج التسميد التي يتبعها العديد من المزارعين ليست سليمة بصورة كاملة وقد تؤدي تلك البرامج الى حدوث تلف او انسداد شبكة الري بالتنقيط نتيجة لخلط مجموعة من الأسمدة لا يوجد منها توافق.

واريد أن اوضح هنا ان تكاليف خراطيم البولي ايثيلين (خراطيم التنقيط) تعتبر 40% من التكلفة الاجمالية لشبكة الري بالنسبة لـمحاصيل الخضر وحوالي 25% من تكاليف شبكة محاصيل الفاكهة، فعندما تقوم بعمل انسداد للنقاطات وتحتاج الى تغيير خراطيم الري فأن المزارع سيتكلف ما لا يطيق.

يجب ان تكون برامج التسميد موضوعة على اساس تحليل التربة من ناحية والمحصول المتوقع من ناحية اخرى فزيادة معدلات التسميد بصورة كبيرة يؤدي الى خسائر اقتصادية فادحة للعديد من المزارعين بالاضافة الى امكانية زيادة ملوحة منطقة انتشار الجذور، وبالتالي خسائر من جانبين في نفس الوقت ولن يمتص النبات من تلك العناصر الا الكمية المناسبة له حسب مرحلة النمو وخصائص التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالمغذيات.

معظم محاصيل الخضر والفاكهة يتم زراعتها في اراضي رملية خفيفة وبالتالي زيادة كمية التسميد من ناحية وزيادة معدلات الري يؤديان الى غسيل الاسمدة اسفل منطقة الجذور النباتية، فمن الملاحظ ان ادارة الري هي المفتاح الاساسي في اتقان عملية التسميد وبدون تنظيم لعملية الري وفقاً للسعة الحقلية فمن المستحيل التمكن من التحكم في منطقة انتشار الجذور وزيادة معدلات الامتصاص.

لقد رأيت برنامج تسميد وضعه احد المشرفين على مزرعة لمحصول الطماطم ولم يتم وضع اي توصية كيفية تطبيق هذا البرنامج ولا الجرعات ولا ان هذه الكميات يتم اضافتها يومياً او أسبوعيا وتلك الأسمدة الموجود بالبرنامج لا تتوافق معاً بالاضافة الى ان تلك الجرعات مبالغ فيها جدا، حيث يتم اضافة 3 أضعاف الجرعات المناسبة لفدان الطماطم في حال اذا كان المستهدف 40 طن للفدان فهل يتوقع من وضع البرنامج ان فدان الطماطم ممكن ان ينتج 120 طن، فمثل تلك البرامج تعتبر عبء كبير على المزارع وتزيد من تكلفة انتاج الطماطم وتقلل المكاسب التي يتحصل عليها المزارع.

ان الأسمدة البوتاسية والاسمدة التي تحتوي على المغنسيوم يجب الا تخلط سوياً لان ذلك يؤدي الى حدوث تنافس بمنطقة الجذور بين البوتاسيوم والمغنسيوم في صالح المغنسيوم ما يقلل من معدل استفادة النباتات من الاسمدة البوتاسية التي يتم اضافتها وسوف اضيف مثال اخر بسيط وهو من الممكن ان يتم اعطاء توصية بحقن الكالسيوم مع اسمدة العناصر الصغرى وهذا الكلام صحيح تماما اذا تم اضافة أسمدة العناصر الصغرى في صورة مخلبية وخطأ 100% إذا تم اضافة أسمدة العناصر الصغرى في صورة سلفات العنصر، حيث تتفاعل السلفات مع الكالسيوم ويتكون سلفات كالسيوم (الجبس الزراعي) وهو راسب صعب الذوبان يقوم بعمل انسداد للنقاطات علاوة على ضياع المال الذي تم انفاقه في شراء تلك الأسمدة (موت وخراب ديار) ولذلك أرجو من القائمين على وضع برامج تسميد ان يتم مراعاة جرعات الأسمدة ونوعية التربة وقابلية الأسمدة للخلط.

من الممكن اعطاء جرعات أسمدة عالية نسبيا بـالاراضي الطينية مقارنتاً بـالاراضي الرملية حيث يمكن للاراضي الطينية الاحتفاظ بتلك الاسمدة نظراً للسعة التبادلية الكاتيونية العالية للاراضي الطينية وقد تكون تلك الجرعات غير مناسبة للاراضي الرملية والتي لها سعة تبادلية كاتيونية منخفضة فيتم زيادة الملوحة بمنطقة انتشار الجذور من ناحية وفقدان تلك الاسمدة عند القيام بعمليات الري التالية لعمليات التسميد.

ومع ارتفاع اسعار الأسمدة والمستلزمات الزراعية اصبح من الواجب على كل العاملين بالمنظومة الزراعية توخي الحذر ومراعاة تقليل تكاليف المنتج وزيادة الربح الذي يحصل عليه المزارع لتشجيعه على الاستمرار في عملية الانتاج، ولا شك أن التوصيات الخاطئة تضر بصغار المزارعين.

ان أي برنامج تسميد لا يراعي سعر المنتج النهائي ومكسب المزارع فهو برنامج فاشل بمعنى اصرف 5000 جنيه زيادة ع الفدان في التسميد علشان ازود الانتاجية طن والكيلو يباع بجنيه يعني بصرف 5000 جنيه علشان احصل على 1000 جنيه، وعليه فإن مصادر الأسمدة يجب ان يتم مراعاتها حسب سعر المنتج.

*معد التقرير: وكيل المعمل المركزي للمناخ الزراعي للبحوث ـ مركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى