رئيس التحرير

كتائب الإعدام في مركز البحوث الزراعية

بقلم: د.أسامة بدير

أعلم خطورة الملف الذى قررت أن أتناوله بالرصد والتحليل وتسليط الضوء عليه فى وسائل الإعلام المختلفة، وصولا لحوار جاد يقودنا جميعا فى سفينة البحث العلمى الزراعى إلى بر الأمان، لان السفينة بالفعل أوشكت على الغرق من كثرة سلوكيات غير منضبطة لا محل لها من الإعراب فى مجال البحث العلمى الزراعى، وأجهزته المختلفة سواء فى المراكز البحثية وحتى الجامعات، ومرورا بتحذيرى الشديد من فتح هذا الملف الشائك والتعرض لمراكز القوى التى باتت تحمى عروش مستبدين غابت ضمائرهم وأقسموا على أن يغرقوا السفينة بكاملها.

وبعد عشرات المظالم والاسثتغاثات التى تصلنى أسبوعيا لم استطع أن أقف مكتوف الأيدى أمام مهازل باتت تمثل ظواهر محزنة تنال من كرامة خير من أنجبت مصر – شباب الباحثين فى مركز البحوث الزراعية – فكان لازما أن أطرح إشكالية بعض من يمكن تسميتهم مجازا بميليشيات البحث العلمى الزراعى فى مركز البحوث الزراعية.

يقينى أن الاقتراب من ملف اللجان العلمية وآلية اختيار أعضائها وميكانزمات عملها لابد أن تكون وفقا لمعايير محددة نصت عليها لائحة المركز، لكن بات من المؤكد أنه يضرب عرض الحائط بكل هذه القواعد ومعايير العمل الحاكمة لتلك اللجان فى غفلة من الزمن، لترتكب تلك الميليشيات جرائم الإرهاب الفكرى والسطو المسلح على كل ابتكار وإبداع يمارسه شباب الباحثين.

لقد طفح الكيل من سلوكيات بغيضة يمارسها بعض أعضاء اللجان العلمية فى جميع المعاهد البحثية لأن الشكوى عامة وإن اختلفت حدتها من معهد لاخر، لكن ما حدث بالأمس القريب فى أحد معاهد المركز يعد فضيحة كبرى لابد من التحقيق فيها، وتحويل جميع أطرفها للتقاعد لانه لا يليق بهم أن يطلق علي أى أحد منهم لفظ باحث، فما بالكم أنه عضو باللجنة العلمية المسؤولة عن تحكيم عشرات البحوث وترقية الباحثين ومنحهم الدرجات العلمية.

إن ما حدث فى هذا المعهد، يمثل جريمة نكراء بحق شرف وكرامة المركز وباتت قيادته على المحك إذ لم يتخذ موقف حازم وسريع من أجل إنهاء تلك المهزلة بهذا المعهد ليكون عبرة لغيره من أناس باعوا ضمائرهم للشيطان من أجل حفنة مصالح شخصية.

لا يمكننى، سرد وقائع شاذة حدثت بالأمس القريب أثناء انعقاد اللجنة العلمية بهذا المعهد الذى أطلق باحثيه على تلك اللجنة “كتيبة الإعدام“، بسبب التعنت والقهر والاستبداد والجهل الذى يمارسه بعض أعضائها على أمل ومستقبل شبابه من الباحثين بالمعهد.

لقد وصلت الأمور فى تلك اللجنة إلى طريق الهاوية وينبغى حل هذه اللجنة فورا وإنهاء عملها نظرا للجرم الذى ارتكبته فى حق نفسها ونالت من سمعة معهدها، خاصة عندما تصل الأمور بين بعض أعضاء اللجنة إلى الاشتباك بالإيدى وإلقاء أوراق البحوث فى وجه بعضهم البعض والشتائم بأقذر وأحط الألفاظ وكل ذلك على مشهد ومسمع من جميع الإداريين والسعاة الذين قام بعضهم بتسجيل ما حدث بهاتفه المحمول.

ولأن سياستنا فى موقع “الفلاح اليوم“، لا تقوم أساسا على مبدأ الإثارة ونشر الفضائح، فضلا عن حرصى الشديد على مصلحة هذا الصرح البحثى العملاق مركز البحوث الزراعية، والذى غابت قيمته العلمية عن أمثال هؤلاء، ميليشيات البحث العلمى الزراعى، رفضت نشر مقاطع صوتية للشتائم التى حدثت بين أعضاء اللجنة، أقل ما يمكن وصفها بأنها حقيرة وتحطم كل قواعد الأدب، وعادة ما تقال فى المناطق العشوائية وبين تجار المخدرات والمجرمين وقاطعى الطرق.

كان بإمكانى أن أفصح عن أسم هذا المعهد وأكتب بعض أسماء كتبية إعدامه ونشير إلى أنهم يأتوا من بين أسوء القوائم السوداء فى تاريخ مركز البحوث الزراعية التى نالت عن جدارة واستحقاق هذا الوصف، لكن باعتقدى المتواضع أنه لا يمكن معالجة الأمور بهذه الكيفية، فكما قلت سلفا أننى لست من أنصار مدرسة صحافة الإثارة، إنما نسلط الضوء على المشكلة بغية لفت الأنظار إليها، آملين الاحتكام لخبراء وحكماء مركز البحوث الزراعية وهم كثر من أجل المساعدة فى إيجاد حل يتوافق عليه الجميع، وإلا فالمصير المحتوم لمستقبل هذا المركز هو الفشل، حال ترك هذه الكتائب تمارس عملها فى إعدام شباب باحثيه دون مساءلة أو الوقوف بموضوعية مع قرارات هذه اللجنة، خاصة عندما نعلم أنه تقدم لها على مدار عام تقريبا نحو 36 باحث لم ينجح سوى 5 فقط، منهم 4 لا يستحقون النجاج وبحوثهم ضعيفة للغاية وفقا لرأى أكثر من عضو باللجنة وإنما نجحوا بطرق غير شرعية.

أعلم يقينا أن مركز البحوث الزراعية يزخر بالعديد من علمائه المتميزين أصحاب القامات العلمية الرفيعة والكفاءات البحثية المتميزة، لكنهم مع الأسف الشديد خارج دائرة متخذ القرار، ولست أدرى لمصلحة من يترك أمثال هؤلاء من غير أن يتصدروا مشهد القيادة بالمركز، فالكثير منهم خارج تشكيل اللجان العلمية ولا يسند لهم أى عمل يحققون فيه رؤيتهم الطموحة من أجل نهضة الإنتاج البحثى للمركز، وأما عن شباب الباحثين فالحديث يطول، فما تفعله “كتائب الإعدام” التى باتت تمثل ظاهرة وقحة منتشرة كالمرض السرطانى فى جميع اللجان العلمية وإن اختلفت طرق تعاملها فى كيفية تنفيذ إعدام الباحثين.

الشاهد، أننى أملك الكثير فى هذا الملف المعقد الخاص باللجان العلمية المنوط لها ترقية الباحثين بـمركز البحوث الزراعية، وبإمكانى سرد عشرات المظالم التى ترتبكها تلك اللجان بحق الباحثين، فى الوقت الذى يتم غض الطرف عن أخطاء منهجية فادحة لآخرين فـالعنصرية باتت واضحة فى تحكيم البحوث، وعامل الوساطة ولغة المصالح أضحا يمثلان منهج متبع فى بعض اللجان، والتشدد والعصبية غير المبررة والبعيدة تماما عن القواعد العلمية أصبحت هى السائدة مع أخرين، فالمجال يطول وما يمكن قوله أقل بكثير عما لا يمكن ذكره حتى لا نتهم بالتشهير بالمؤسسة، فما بين السطور أعظم وأعمق ولا يمكننى مناقشة كل الأمور على الملاء، إنما فقط أريد توجيه رسالة عاجلة لمن يهمه أمر مستقبل المركز والزراعة المصرية.

وأخيرا، أتوجه بنداء عاجل إلى الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، رغم علمى أنه مُكبل بهموم ومشاكل كثيرة ويبذل مجهود فوق العادة بشكل يومى من أجل التصدى وحل مشاكل الباحثين وما فيه مصلحة الزراعة المصرية، أناشده بسرعة التدخل لإنهاء مهزلة اللجنة العلمية بهذا المعهد ويقينى أنه يعرف عن أى معهد اتحدث، وإعادة النظر مرة آخرى فى تشكيل جميع اللجان العلمية على مستوى المركز خاصة أن كثير من أعضائها لا يرقى بالأساس لأن يكون عضوا فى هذه اللجان لاعتبارات فكرية وعلمية وبحثية وخلوقية.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. للاسف المعاهد البحثية فى مركز البحوث جميعها فاشله بسبب المافيا المسيطرة عليها .. واسألوا قسم النيماتودا بمعهد بحوث امراض النبات فى موضوع أفة النيماتودا الذهبية (المفروض انها غير مسجلة فى مصر ) وللأسف بعض الباحثين فى المعهد يعلمون تماما انها دخلت مصر ولوثت مزارع البطاطس فى المناطق الخالية اللى بنصدر منها لاوربا وروسيا وجميع الدول وانتشرت بسبب دخولها مع تقاوى البطاطس المستوردة من اوربا .. وللاسف الحجر الزراعى عارف الكلام دة والمعهد طبعا والحجر الزراعى لما عمل كشف للتقاوى المستوردة فى ديسمبر ٢٠١٦ و يناير ٢٠١٧ وارسل عينات من التقاوى المستوردة لقسم النيماتودا بالمركز تبين اصابه أكثر من 80 عينة .. والمستوردين اعترضوا فطبخوها على اساس إعادة فحصها لعينات وهمية وإرسالها الكليه زراعة القاهرة .. والقدرة قادر طلعت كلها سليمة … المهم بناء على تعليمات رئيس القطاع عباس الشناوي ودكتور نجلاء بلابل مديرة مشروع العفن البنى البطاطس وكانت رئيسه الحجر الزراعى فى ذات الوقت تم وقف فحص البطاطس التقاوى أو المصدرة للتأكد من خلوها من النيماتودا الذهبية …علما بأن دوله روسيا كانت أوقفت الاستيراد البطاطس المصرية هذا التوقيت ٢٠١٦ بسبب تأكيدها إصابة ٤ شحنات مصرية صدرت إلى روسيا والوفد الروسى حضر وهما اللى عرفنا أن التقاوى الاوربية مصابة بالنيماتودا الذهبية… بس عشان خاطر المستوردين اللى هما مصدرين أيضا.. تم وقف الفحص والمعهد والقيادات فى الوزارة طنشوا ..الخطورة فى انتشار المرض فى الأراضى المصرية وعشان الأمن القومى مش عاوزين يعلنوا ان مصر دخل لها النيماتودا الذهبية لأنها هتأثر على سمعه البلد وحركة التصدير … بس لازم يعملوا حصر الأراضى المصابة كونترول عليها ودة لم يتم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى