رأى

فيها حاجة حلوة .. إنتاج التقاوي

د.أحمد إبراهيم

بقلم: د.أحمد إبراهيم

المستشار الإعلامي لوزير الزراعة

أخطر ما يواجه مصر هو استيراد التقاوي والبذور من الخارج والمشاكل التي تصاحب ذلك احيانا مثل فسادها أو عدم جودتها وغشها، وأيضا نقصها مما يؤثر على إنتاجية السلع الأساسية وارتفاع أسعارها.

ليس لدينا أزمة في إنتاج تقاوي المحاصيل الحقلية مثل القطن والارز والقمح والشعير والذرة والفول والبصل والصويا والمحاصيل الزيتية والبقولية حيث ننتج 98% منها محليا ويحسب هذا الإنجاز العظيم لمعهد المحاصيل الحقلية بـمركز البحوث الزراعية ويحسب له أيضا الحفاظ على أصناف القطن المصري طويل التيلة من الإنقراض بعد أن تضاءلت مساحة زراعته عقب ثورة يناير 2011 إلى أقل من 50 ألف فدان، تقاوي المحاصيل الحقلية الزراعية المصرية تتمتع بسمعة متميزة في مصر وكل دول المنطقة وليس لدينا مشكلة في إنتاج هذه التقاوي محليا ولا في إنتاج شتلات الفاكهة.

ولكن الأزمة الحقيقية في إنتاج تقاوي الخضر مثل البطاطس والطماطم والخيار والفلفل والباذنجان والكوسة والتي نستوردها بنسبة 98%، اي اننا ننتج فقط 2% محليا وهذا خطر كبير على الأمن القومي المصري بالإضافة إلى أنها تستنزف حوالي مليار دولار سنويا من الاحتياطي النقدي بالإضافة إلى استيراد كل احتياجاتنا من بنجر السكر تلك السلعة الاستيراتيجية.

وهذا ما فطن اليه الدكتور عزالدين ابوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، منذ توليه المسئولية قبل 9 أشهر حيث اطلق البرنامج الوطني لإنتاج تقاوى الخضر وعهد بهذه المهمة القومية إلى معهد بحوث البساتين ومعهد الهندسة الوراثية بـمركز البحوث الزراعية والإدارة المركزية لانتاج التقاوى بالوزارة، وتم تشكيل لجنة من العلماء والباحثين بـوزارة الزراعة والجامعات المصرية واكاديمية البحث العلمي ولأول مرة سوف يكون لدينا عمل جماعي محترم يضم كافة الأطراف المعنية ومدعوم بإرادة سياسية حقيقية.

وأيضا إمكانيات فنية ومادية لا محدودة طبقا لتصريحات وزير الزراعة من اجل القضاء على مشكلة تهدد أمننا القومي والغذائي، ونظرا لمحدوية الأرض الصالحة للزراعة وندرة المياه الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا فإن الوزارة تسعى إلى استنباط أصناف جديدة عالية الجودة والإنتاجية وقليلة استخدام المياه، وأيضا إنتاج بذور وتقاوي تتحمل نسبة الملوحة والجفاف وتقاوم الأمراض والظروف المناخية.

إن البرنامج الوطني لإنتاج التقاوى والبذور هو حلم نتمنى تحقيقه ولذلك يجب على القطاع الخاص الوطني المشاركة في تمويله، وكذلك الاتحادات التعاونية والجمعيات الزراعية واتوقع ان يجد مقاومة من أصحاب المصالح ومافيا الاستيراد داخل البلاد وخارجها وان تكون هناك محاولات لافشاله، ولذلك أتمنى أن يكون تحت رعاية رئيس الجمهورية شخصيا حتى يحقق أهدافه وننتج غذائنا بالكامل أو على الأقل نحقق الاكتفاء الآمن منه خاصة ونحن في منطقة كلها مشاكل سياسية وأمنية وهناك من يتربص بنا ويدبر لنا المؤامرات ولا يتمنى لنا الخير وقد يكون معنا الأموال ولكن لا نستطيع استيراد البذور والتقاوى ومن هنا تأتي أهمية إنتاجها محليا حتى لا نكون تحت رحمة الآخرين ونموت جوعا لذلك هي فعلا قضية أمن قومي.

وسام الاحترام لكل من فكر في البرنامج الوطني لإنتاج البذور والتقاوى محليا ولكل من يسهم في نجاحه لأنه يقدم خدمة جليلة للوطن في قضية حياة أو موت واللهم احفظ مصر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى