تقارير

فطر «الميكوريزا».. آفاق جديدة للتسميد الحيوي

كتبت: هيام عبدالفتاح تعتبر فطريات الميكوريزا من أحياء التربة المفيدة للنبات، والتى تؤثر فى الصفات الفيسيولوجية لعديد من المحاصيل والنبات، كما تؤثر إيجابياً على المحصول من حيثُ الكم والنوع، وتعمل كسماد حيوى بيئى، وكمحصنات حيوية ضد الإجهادات البيئية، وكعامل مكافحة لممرضات الجذور، كما أنها تعتبر مدعمة للتربة، حيثُ تمنع التعرية، وبذلك فهى تمتلك إمكانيات كبيرة فى الزراعة العضوية والمستدامة، ومما يزيد من الإقبال عليها تزايد أسعار الأسمدة الكيميائية.

يعيش فطر الميكوريزا على جذور النباتات فى علاقة  تكافلية – تبادل المنفعة –  بين الفطر والنبات، فينمو الفطر على جذور النباتات ويمتص منها المواد الغذائية المصنعة داخلها، وفى المقابل يخرج الفطر جذوراً رهيفة للغاية يطلق عليها ميسليا، وهى تقوم بامتصاص الماء والمواد المغذية من التربة إلى جذور النبات الذى يعيش عليه الفطر.

وكشفت دراسة أعدها الدكتور محمد عبدالعزيز رئيس بحوث العنب بمعهد بحوث البساتين، والدكتورة هناء أحمد الحلو من قسم بحوث العنب، والدكتورة  هاجر اسماعيل طلبة من قسم بحوث الميكروبيولوجى – معهد بحوث الأراضى والمياه، بعنوان “تأثير التلقيح بفطر الميكوريزا على شتلات عنب السوبيريور تحت ظروف الإجهاد الملحى”، عن النتائج المترتبة على تلقيح التربة بفطر الميكوريزا تحت مستويات مختلفة من ملوحة ماء الرى (1000، 2000، 3000 جزء فى المليون) فى محاولة لتحسين بعض قياسات النمو الخضرى والحالة الغذائية بالإضافة إلى النشاط الميكروبى والإنزيمى فى منطقة انتشار الجذور لشتلات عنب السوبيريور وذلك خلال موسمى 2008، 2009.

وأضافت الدراسة، أنه مع ارتفاع مستويات ملوحة ماء الرى، وخاصة فى حالة تركيز الملوحة العالى (3000 جزء فى المليون) قلت نسبة بقاء الشتلات، كما انخفضت قياسات النمو الخضرى (طول الساق، قطر الساق، عدد الأوراق/النبات، متوسط مساحة الورقة، المساحة الكلية للأوراق على الفرع، معامل النضج الخشب، ديناميكية نضج الخشب، الوزن الجاف لكل من المجموع الخضرى والمجموع الجذرى ونسبة المجموع الجذرى إلى المجموع الخضرى، بالاضافة إلى انخفاض مستوى الحالة الغذائية للشتلات والمتمثلة فى محتوى الأوراق من الكلوروفيل الكلى والنسبة المئوية للنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنيسيوم والكبريت ومحتوى الفرع من الكربوهيدرات.

وقد زاد محتوى الأوراق من الحمض الأمينى (البرولين) والصوديوم والكلوريد مع ارتفاع مستويات الملوحة، أما فيما يتعلق بالنشاط الميكروبى والإنزيمى فى منطقة انتشار الجذور لشتلات العنب السوبيريور، فقد لوحظ حدوث انخفاض فى كل من العدد الكلى للميكروبات الكلية، عدد جراثيم فطرالميكوريزا، النسبة المئوية للتلقيح بالميكوريزا، نشاط إنزيمات الديهيدروجنيز فى منطقة انتشار الجذور مع ارتفاع مستويات الملوحة.

تم تحقيق استراتيجية تحمل شتلات عنب السوبيريور للإجهاد الملحى من خلال التلقيح  بفطر الميكوريزا حيثُ أنه كان مفيدآ لتجنب الآثار الضارة لملوحة ماء الرى، وفى نفس الوقت أدى إلى تحسين نسبة بقاء الشتلات وقياسات النمو الخضرى والحالة الغذائية بالاضافة إلى النشاط الميكروبى والإنزيمى فى منطقة انتشار الجذور لشتلات عنب السوبيريور تحت مستويات منخفضة إلى متوسطة من ملوحة ماء الرى (1000- 2000 جزء فى المليون).

بينما كان تلقيح  الشتلات بفطر الميكوريزا غير قادر على حماية الشتلات تحت مستويات عالية من الملوحة (3000 جزء فى المليون).

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى