حوار

عليوة لـ”الفلاح اليوم”: صممت 16 جهازاً لتنمية الزراعة المصرية

حوار أجرته: جيهان رفاعي

شدد الدكتور عاطف عليوة، رئيس بحوث متفرغ بمعهد بحوث الهندسة الزراعية، على أهمية مجال ميكنة البستنة فى تنمية الزراعة المصرية، مشيرا إلى أنه قام بتصميم 16 جهاز لاستخدامها فى أغراض متعددة لتنمية القطاع الزراعى فى مصر.

وطلب عليوة، فى حوار مع “الفلاح اليوم“، الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، ضرورة تبنى أفكاره الإبداعية المتميزة التى انتجت أجهزة تم تطبيقها عمليا وحققت نتائج جيدة استفاد منها المزارع، لافتا إلى ضرورة تعميم هذه الأجهزة بشكل أكبر حتى يستفيد منها ملايين المزارعين بـمصر والعالم العربى.

وإلى نص الحوار..

س: ما دور الهندسة الزراعية في تنمية القطاع الزراعي؟

الهندسة الزراعية هي العمود الفقري الرئيسي في تنمية الزراعة بصفه عامة فمثلا في قسم النباتات الحقلية البستانية انا مختص بتصميم آلات تعمل في مجال ميكنة البستنة وقمت بتصنيع آلة في ميكنة تلقيح النخيل وميكنة تقليب النخيل.

وتم عملي في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء التي انتشرت في مصر منذ عام 1992 في كل المحافظات وموجودة كذلك في شمال افريقيا وحوالي 45 دولة اخري سواء في اسيا او افريقيا او حتي في اوروبا، فهي موجودة في اسبانيا والبرتغال وفرنسا وايطاليا وتركيا والبرازيل وكذلك الولايات المتحدة الامريكية في فلوريدا.

 

س: حدثنا عن جهاز الحقن الهيدروليكي اليدوي لمكافحة سوسة النخيل؟

سوسة النخيل الحمراء تصيب نخيل البلح ونخيل الزينة ايضا، ويفضل الحقن الميكانيكي في مكافحة سوسة النخيل فهو يعطي افضل نتيجة، ولابد ان تتوفر شروط عديدة في جهاز الحقن والشرط الاساسي هو مقدرته علي حقن كمية المبيد بحيث تصل الي كل اليرقات او الاطوار الموجودة فى الداخل وهذا الجهاز (الحقن الهيدروليكي) من تصميمي ويعمل يدويا، ولا يحتاج كهرباء ولا بطارية مكون من قطعتين هما وحدة الثقب وطلمبة وبالنسبة لوحدة الثقب يمكن اختيار عمق الحقن وزاوية الحقن المناسبة لقطر النخلة.

وتم تصميم الجهاز سنة 2004 وتقييمة من وزارة الزراعة (الادارة المركزية للمكافحة) ومعهد بحوث وقاية النباتات 2005، وكفاءة الجهاز تصل الي 100% بدون اي اثار سلبية للحقن والجهاز بامكانة نشر كمية المبيد الكافية للتعامل مع كل يرقات والاطوار الموجودة في الحشرة ويستطيع ان يحقن مرة واحدة ومن نقطة حقن واحدة.

وقد عملت فترة كمستشار للامم المتحدة، وعملت في صعيد مصر وكانت فرصة ليكون لنا بصمة كبيرة في صعيد مصر والجهاز موجود في السعودية والاردن ومعظم دول الخليج العربي وقد سافرت الصين وصنعتة هناك بتطور اكبر لكن الفكرة الاساسية تظل من مصر.

ونحن دائما نقوم بتعديل الجهاز وتكلفة الجهاز من 5 الي 6 الاف جنية وقد تم تصنيع وتوزيع حوالي 60 جهاز من خلال معهد بحوث الهندسة الزراعية حتي الان والتوزيع تم علي كل المحافظات التي اقيمت بها تدريبات ومحاضرات وكان لة دور فعال وحيوي في مكافحة السوسة وهو لا يحتاج الي تقنيات عالية ولا طاقات لانة يتم تدريب الفلاح علي الجهاز في خلال يوم واحد ومازالت الادارة المركزية للمكافحة لا تتبني الجهاز وما زالت تعمل بالكهرباء وشنيور يقوم بعمل ثقوب في النخلة ومواسير وفعملية انتشار المبيد داخل جذع النخلة تكون محدودة، وبالتالي يحدث عملية إعادة انتشار للسوسة وانا اطالب المسئولين وعلي رأسهم وزير الزراعة ان يتبني الجهاز لان الفلاح في امس الحاجة الية.

س: ما الأجهزة الاخري التي قمت بتصميمها؟ 

عملت في مجال التين الشوكي المصري سنة 2002 فهو لة مزايا عديدة جدا مختلفة عن دول العالم المصدرة لة مثل المكسيك وأمريكا الجنوبية والمغرب، لكن هذة الدول تبدأ التصدير لة من شهر 9 ولكن لدينا ميزة نسبية في مصر، انة يظهر من شهر 5 وقد صممت ماكينة صغيرة وتم عرضها في معرض القاهرة الدولي سنة 2002.

وقد طلب مني مستثمر اجنبي ان اصمم له الالة بموديل اكبر يقوم بعدة مراحل وانتاجية عالية حوالي 400 كيلو/ساعة، واولي هذة المراحل ازالة الأشواك عن طريق فرش طبيعية ثم غسيل بالماء ثم عملية تهوية لازالة الرطوبة من الثمار ثم قمت بعمل تعديل بناء علي طلب بعض المستثمرين بان اقوم بازالة الأشواك بطريقة اكبر لكي يستطيع الطفل ان يمسك بثمرة التين الشوكي، ويعتبر التين من الفاكهة ذات القيمة الغذائية العالية جدا ويمتاز التين المصري بنسبة سكريات اعلي من مثيلة الأجنبي والبذرة ليست صلبة ولها فوائد فهي مطهر للبكتريا الموجودة في القولون.

وهناك شيء اثار انتباهي وهي ان المغرب وتونس تصدر زيت بذرة التين الشوكي ويمكن ان نقول ان طن الثمار يعطي حوالي من 33 الي 35 كيلو بذرة ومتوسط إنتاجية الفدان من 5 الي 8 طن فدان “لو قدرت اعصر البذرة” علي البارد هيدروليكي سوف استطيع ان اخذ منها لتر من الزيت الذي سوف يتم تصديره بالف ومئتين يورو والقشرة بها حوالي 25% بكتين، وهو مصدر للصناعات الغذائية فنحن لدينا ثروات هائلة ولكن ينقصنا الادارة وقد قمت بتصميم اثنين ماكينة لازالة بتلات الكركدية بطريقة سليمة قطعة واحدة وفصل الكأس من البتلات، فالكأس بة بذرة وعندما تم تحليل بذور الكركدية تم اكتشاف وجود زيوت ذات قيمة عالية بها نسبة من البروتين اي يمكن استخدام بذور الكركدية كمصدر للزيوت التي نحتاج اليها. وبهذة الطريقة استفدنا من البتلات وتم تصديرها بالاضافة الي الاستفادة من البذر فعلي الإرشاد الزراعى تقع مسئولية توصيل هذة المعلومات الي الزراع.

وأيضا قمت بتصنيع مكينة لتقطيع البطيخ اللب وتصفيته من البذور واخراج البذرة كما هي بدون نسبة كسر ونزيل الطبقة الجيلاتينية من علي البذرة فلماذا لا تعمم هذة الماكينة, كما قمت بتصميم ماكينة لتقطيع العلف وقش الارز لمزارع الانتاج الحيواني، وماكينة اخري للموز فـالموز بعد اخذ السباطة بقية اجزائة تحتوى علي سماد معدني هائل موجود في الورق، فتم عمل مكينة لتقطيع الموز لاستخدامة كسماد لان بة الياف طولية تلف علي الدرفيل وتتلف المكن العادي لذلك المكينة تستخدم لاعادة تدويرة  استخدامة.

وقمت بتصنيع اله تسميد عضوي تقوم بعمل خط لاضافة السماد وتغطيته, وأيضاً في شركة (سيكا) وهي معروفة انها تعمل في مجال الكومبوست وهناك الاتيكومبوست فقمت بصنع الة لهذا الغرض، وقمت أيضاً بعمل مكينة تغليف للبذرة واضافة العناصر الصغري للبذور وزرعناها في محافظة الاسماعيلية.

وهناك نبات الكسافا وهو يشبه نبات البطاطا فهو يخفق ويطحن ويتم اكلة في افريقيا وهي مادة نشوية تستخدم في مصر كنشا وقمت بعمل مكينة لحصاد الكسافا، وقد قمت بتصنيع الة وزنها 480 جرام يدوي تقوم بقطف الزهرات التي احتاجها من نبات البابونج بدون تدخل الايدي العاملة وعملت منها 150 نسخة لشركة (اوشيدا) لجمعية مصدري النباتات الطبية والعطرية في مصر.

وعموما قمت بتصميم 16 جهاز لاستخدامها فى تنمية القطاع الزراعى:

1ـ جهاز تلقيح النخيل الهيدروليكى يعمل مع الجرار.

2ـ جهاز تلقيح النخيل يعمل مع موتورالرش.

3ـ جهاز تلقيح النخيل يعمل بالبطارية DC 9 فولت.

4ـ تعديل شتالة خضر تقوم بالتسميد العضوى ثم الشتل.

5ـ جهاز تقطيع أعلاف للمزارع الإنتاج الحيوانى.

6ـ آلة فصل سبلات الكركدية.

7ـ آلة أستخلاص بذور الفلفل للإستخدامة كتقاوى.

8ـ آلة بسيطة لأستخلاص أشواك التين الشوكى.

9ـ جهاز مجمع لتداول ثمار التين الشوكى (أزالة أشواك- غسيل –تجفيف).

10ـ عدة نماذج لجهاز حقن ومكافحة سوسة النخيل الحمراء.

11ـ معدة تسميد عضوى بين الصفوف.

12ـ جهاز تقطيع أمهات الموز لأستخدامة فى صناعة الكومبوست.

13ـ جهاز يدوى لحصاد نورات البابونج.

14ـ آلة أستخلاص بذور بطيخ اللب.

15- جهاز يدوى لتسلق النخيل لأداء الأعمال الفنية لرأس النخلة.

16- جهاز الرش الوقائى لرأس النخلة لحمايتها من الأفات وأهمها سوسة النخيل الحمراء.

س: ما المشاكل التي تعوق الهندسة الزراعية في مصر؟ وكيفية التغلب عليها؟ 

لابد ان نهتم بالابحاث الهامة ونختار منها ما يصلح ويفيد المزارع لان المعلومات والابتكارات لا تصل إليه، وهنا يبرز دور الإرشاد الزراعى أيضاً.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى