رئيس التحرير

عفواً.. متحدث الزراعة!

بقلم: د.أسامة بدير

للمرة الألف أقول بصوت عال، ولن أكل أو أمل أو يضربُنى اليأس والإحباط، أنه إذا ما أردنا أن نكون بحق أمة قوية، يعيش شعبها فى ظل نظام سياسى واقتصادى مستقر، ينعكس على مستواه المعيشى بشكل لائق يصون الكرامة الإنسانية، فلابد أن يكون القطاع الزراعى فى المقدمة ووزارة الزراعة أهم الوزارات السيادية.

فمصر بلد زراعى من المعيار الثقيل، تملك جميع مقومات النهضة الزراعية، لكن ينقصها فقط الإرادة والإدارة الرشيدة.

ولأنى أنظر إلى عراقة وزارة الزراعة واعتبرها من الوزارات الهامة فى حفظ الأمن الوطنى لمصر وشعبها، كان لازما علينا أن نحسن ونرشد من خطابها الإعلامى الموجه لعموم المصريين، والمزارعين خاصة، ونختار مرادفاتنا  بعناية شديدة لنحترم عقول من يسمعنا وشغوف بمتابعتنا.

لقد أزعجنى كثيرا، تعليق المتحدث الإعلامى الرسمى لـوزارة الزراعة، على قيام حي المطرية بإبادة الكلاب الضالة، حين قال: “نحن لا نكافح الكلاب الضالة إلا بناءً على بلاغات واستغاثات من المواطنين”، مضيفا في مداخلة هاتفية لبرنامج “الحياة في مصر”، المذاع على قناة “الحياة”، أن معظم قاطني الأحياء في المناطق الشعبية أو الراقية تعاني من انتشار الكلاب الضالة، لافتا إلى أن الوزارة غالبا ما تتعرض لمواجهة شرسة من جمعيات حقوق الحيوان عند مكافحة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة.

يقينى، أن المتحدث الإعلامى لـوزارة الزراعة، جانبه الصواب فى تلك التصريحات التى اعتبرها غريبة، وفيها اعتراف بأمانة المسؤولية التى لم تؤديها الوزارة تجاه المواطنين، وتركتهم للكلاب الضالة تنهش أجسادهم فى الشوارع.

صديقى العزيز متحدث الزراعة، الخطاب الإعلامى فى هذا التصريح به الشيىء ونقيضه، إقرار صريح بانتشار ظاهرة الكلاب الضالة فى عموم مصر وأحياءها السكنية، وفى الوقت نفسه تقول بأنك لم تواجه انتشار هذه الظاهرة الخطيرة إلا إذا كانت هناك شكاوى أو بلاغات أو استغاثات من الأهالى، وعندها تبدأ الوزارة فى اتخاذ خطوات نحو المواجهة. فهل هذا معقول؟

أيضا أشار المتحدث الإعلامى لـوزارة الزراعة، أنه أثناء المواجهة لظاهرة انتشار الكلاب الضالة تكون الأيدى مرتعشة والأعين على جمعيات حقوق الحيوان.

زميلى متحدث الزراعة، دعك من تلك الجمعيات التى تدعى حماية حقوق الحيوان، فالأولى حماية حقوق الإنسان لانه الأسمى على وجه المعمورة، فالقانون نظم كيفية مواجهة الكلاب الضالة وحماية المواطنين من أضرارها، ولا تنتظر حتى يصلك آنات وأوجاع المصريين وصرخات الأطفال بسبب الكلاب الضالة التى وصل عددها إلى حوالى 15 مليون كلب ضال منتشرون فى شوارع مصر – على حد قول النائب تادرس قلدس، عضو مجلس النواب – الذى تقدم بطلب إحاطة عاجل إلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مطالبا بسرعة التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة.

يقينى، أنه ينبغى على وزارة الزراعة التحرك السريع بالتعاون مع وزارتى البيئة والداخلية لمواجهة هذه الكارثة الخطيرة حماية لأرواح ملايين البشر، وأملا فى بيئة نظيفة مطمئنة لشعب يسحتق الحياة والكرامة الإنسانية واحترام عقله.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى