تحقيقات

طوفان بذور الطماطم الفاسدة قادم.. ولا عزاء للزراعة

كتبت: ياسمين محمود من جديد طوفان الطماطم الفاسدة تعود إلى مصر، حيث تؤكد بعض التقارير أن 100 مليون بذرة طماطم من صنف 023 المثار عليه جدل كبير فى الاوساط العلمية وداخل جدران المحاكم تستعد لغزو الأراضي المصرية خلال الفترة القليلة القادمة.

يأتى هذا بعد أزمة بذور الطماطم المضروبة من ذات الصنف التى افسدت زراعات أكثر من 40 ألف فدان بثلاث محافظات خلال العروة السابقة، ورغم وضع وزارة الزراعة حزمة اشتراطات جديدة لاستيراد تقاوى صنف 023 ومنها شهادة صحية والفحص معمليا لمنع دخول الآفات الحشرية، إلا أن الوضع لا يزال به كثير من الضبابية وعدم الشفافية فيما يتعلق بالمزارعين المضارين من بذور صنف 023 المصاب.

الأزمة

بعد أزمة تقاوى بذور الطماطم المفيرسة 023 وتضرر آلاف الأفدنة بعدة مناطق بالأراضى الجديدة، وضعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، اشتراطات جديدة لموافقات استيراد بذور الطماطم، على أن تكون الشحنات المستوردة مصحوبة بشهادة صحية من بلد المنشأ تفيد بخلوها من الفيروسات والآفات الحشرية، وسحب عينات من الشحنات وتحليلها معمليا بمعامل أبحاث أمراض النبات للتأكد من سلامتها، بالإضافة إلى أن هناك محاولات لإدخال صنف 023 بعد إعادة تقيمه من جديد.

شروط استيراد 023

قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة، إن إدارة الحجر اتخذت عدة إجراءات جديدة لاستيراد التقاوى خاصة تقاوى الطماطم، وهي أن يتم فحصها معمليا بجانب الفحص الظاهرى قبل دخولها البلاد، بالإضافة إلى عمل تحليل للفيروسات التي لم تكن مسجلة، للحفاظ على الثروة الزراعية من أى آفات وأمراض تعود بالتأثير السلبى على الزراعة المصرية، من خلال فحص كل ما يأتى من الخارج للتأكد من سلامته وخلوه من الفيروسات والأمراض.

وأضاف العطار، أنه من ضمن الاشتراطات تحليل تقاوى الطماطم لبعض الفيروسات معمليا، وسيتم أخذ عينات من الشحنات المستوردة وإرسها إلى الجهات البحثية وخاصة معهد أمراض النباتات لفحصة معمليا باستخدام التكنولوجيا الحيوية الحديثة للتأكد من التقاوى المستوردة، مؤكدا أنه تقرر ومن ضمن اشتراطات تقاوى بذور الطماطم المستوردة أن تكون مصحوبة بشهادة صحية رسمية من بلد المنشأ، وأن جميع الشحنات التي يتم استيرادها من الخارج تم التأكد من خلوها من أى فيروسات أو آفات.

تساؤلات مشروعة

ثمة تساؤلات مشروعة يطرحها خبراء الزراعة بشأن من المستفيد من الموافقة على دخول ١٠٠ مليون بذره طماطم 023 بعد إيقاف استيرادها وأعاده تقييمها حيث ورد فى تقرير معهد بحوث أمراض النباتات انها لا ترقى لان تكون هجين اساسا وأنها غير مقاومة ما يعد غش تجارى، ثم فجاة تتواتر أنباء شبه مؤكدة بالموافقة على دخول ١٠٠ مليون بذرة طماطم من صنف 023، بحجة انه تم اعاده تقييم الصنف؟!

والسؤال كيف تم اعاده تقييم صنف لا يزرع الا صيفا ونحن فى الشتاء؟، ولماذا حدث هذا التغيير المفاجئ؟، وهل فعلا قام سفير الدولة التى يتم استيراد هذه التقاوى منها بزيارة وزير الزراعة يرافقه رجل الأعمال سمير النجار، وعبدالحميد بدوى دمرداش عضو لجنة الزراعة والرى بالبرلمان من أجل المساومة على تنازل جعارة عن القضية التى رفعها على الوزير مقابل إصدار تقرير بإعادة تقييم الصنف لصالح جعارة؟

الزراعة تسمح باستيراد بذور الطماطم 023

أكد مصدر مسئول بـوزارة الزراعة، أنه سيتم السماح باستيراد صنف تقاوى الطماطم 023 قريبا بعد تقييم الصنف وتطبيق عليه جميع الاشتراطات الجديدة، الذي يكون مصحوب بشهادة صحية رسمية من دولة المنشأ تفيد بخلو الصنف من أى فيروسات تسبب أضرارا اقتصادية والاستيراد بالضوابط الجديدة، وذلك بعد تقييم الصنف المعلق استيراده، بالإضافة إلى أنه سيتم تطبيق منظومة الاشتراطات الجديدة على جميع تقاوى وبذور الخضروات المستوردة بنفس الاشتراطات.

قرار الزراعة بمنع استيراد 023

ويأتى ذلك بعد الأزمة الأخيرة لتضرر آلاف الأفدنة من محصول الطماطم بعدة مناطق من صنف تقاوى 023 المضروب، حيث قررت وزارة الزراعة تعليق استيراد الصنف، وذلك بعدما ثبت تطابق البصمة الوراثية خلال الفحوص التي أجريت بشأن الصنف بنسبة 96,3%، بإصابته بالفيروس، وقامت وزارة الزراعة بوقف استيراد هذا الصنف لإعادة تقييم التقاوى من جديد مع وضع اشتراطات جديدة لها لضمان دخول البذور والتقاوى خالية من الفيروسات للحفاظ على المحصول والتربة.

الزراعة تثبت إصابة 023

كان تقرير وزارة الزراعة، أكد أن بذور الطماطم التي تم استيرادها من الخارج ثبت بعد فحصها من قبل لجان وزارة الزراعة، أنها مصابة بفيروس تجعد والتفاف الأوراق وأن الصنف غير مقاوم للمرض، ومن واقع تقارير الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي والإدارة المركزية للحجر الزراعى، أفادت أن الهجين (023F1) تم فحص هذه التقاوي ظاهريا من قبل الحجر الزراعي ولم يتم تحليل عينات منها “معمليا” بـمعهد بحوث أمراض النباتات فور ورودها لهذا الفيروس، حيث إنه لم يكن هذا الفيروس مدرج ضمن الآفات التي يتم فحص تقاوى الطماطم لها من قبل، علما بأن جميع الشحنات كانت مصحوبة بالشهادة الزراعية من بلد المنشأ بخلوها من الأمراض.

نقابة الفلاحين تهدد

أزمة جديدة تهدد مستقبل الزراعة المصرية، بحسب ما أعلنت عنه نقابة الفلاحين، عبر بيان لها بشأن وصول 100 مليون بذرة طماطم 023 محملة بالفيروسات، مما ينذر بتدمير المحصول المقبل، في الوقت الذي سبق وأن أوصت وزارة الزراعة ولجنة الزراعة بمجلس النواب بمنع استيرادها لما لها من آثار سلبية، بالإضافة إلى هلاك محصول الطماطم وإنتاج محصول مشبع بالفيروسات يهدد حياة الملايين من المصريين.

وحذر حسين عبدالرحمن، نقيب عام الفلاحين، من وصول 100 مليون بذرة طماطم 023 “مفيرسة”، مشيرا إلى أن هذه الشحنات من البذور تنتظر إذنا بالدخول لمصر بتقارير جديدة مضادة للتقارير السابقة الصادرة عن وزارة الزراعة، لتزرع مره أخري الأمر.

وشدد عبدالرحمن، على أن هذا الأمر “كارثه بكل المقاييس سوف تقضى على ما تبقي من صحة لمزارعي الطماطم في العام الجديد 2019 “، مشيرا إلى أن هذا الصنف قضي على مدخراتهم ودمر بيوت من زرعه عام 2018 لعدم مقاومته لفيروس تجعد واصفرار الأوراق ما حمل المزارعين خسائر ماليه فادحة.

وتابع إن بذور الطماطم المفيرسة كان لها الدور الأكبر في تكبيد آلاف الفلاحين لخسائر فادحة في العام المنصرم، ولم تقتصر هذه على خسائر مالية فقط بل كان الفساد في الأراضي والمحصول أيضا حاضرا.

وأوضح نقيب عام الفلاحين، أنه في الوقت الذي يسعى فيه المزارعين للحصول على تعويضات عن خسائر العام الماضي تصل شحتنات إضافية تهدد مصير زراعة الطماطم في مصر بعدما تسبب استيراد تقاوى الطماطم 023 في هلاك آلاف الأفدنة.

وزير الزراعة يحظر استيراد 023

كانت لجنة التقاوى برئاسة الدكتور عز الدين ابوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أصدرت منتصف أكتوبر الماضي قرارا بحظر استيراد تقاوى الطماطم 023 بعد ثبوت إصابتها بفيروس تجعد والتفاف الأوراق “TYLCV”، كما أوصت لجنة الزراعة بمجلس النواب بحضور وزير الزراعة وممثلي الفلاحين وممثلي الشركة بوقف استيراد بذور الطماطم المستوردة الفاسدة التي تسببت في تلف عروة الطماطم، بسبب وجود فيروس أضر بالزراعات في مصر.

بدائية طرق فحص البذور المستوردة

ومن جانبه، أكد الدكتور زكريا حداد، أستاذ الهندسة الزراعية بجامعة بنها، أن الطرق التقليدية التي تستخدمها وزارة الزراعة في فحص البذور والتقاوي هي العامل الأساسي في دخول أصناف رديئة من التقاوي والبذور الأمر الذي يتسبب في أزمات وكوارث للزراعات المصرية.

وأضاف حداد، أن وزارة الزراعة هي التي تتحمل المسؤولية كاملة عن دخول هذه الأصناف من الطماطم 023 المفيرسة، فهي القادرة من خلال الحجر الزراعي على حظر دخول هذه الأصناف إلى مصر.

وتابع أستاذ الهندسة الزراعية، أنه بعد أن أكدت الوزارة متمثلة في الحجر الزراعي خلو البذور من الفيروسات، وجد الفلاحون مشكلات أثناء زراعتها من اصفرار وغيرها من المشاكل وبذلك تقع المسؤولية على الوزارة، ومن هنا يجب وضع العديد من الضوابط والاعتماد على طرق جديدة لفحص التقاوي والبذور عند دخولها إلى مصر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى