تحقيقات

طرد عشرات الأسر بقرية الفتح من الأرض التى يزرعوها منذ 50 عاما

كتبت: هند محمد لمصلحة من يتم سحب أراضى تزرعها أسر بأكلمها وتعيش عليها منذ أكثر من 50 عام وقت أن كانت هذه الأراضى صحراء جرداء لا تعلم الحكومة عنها أى شيىء سوى أنها تقع ضمن تعداد الأراضى الصحراوية، حيث صدر القرار الظالم بحق مجموعة من الأسر المعدمة يحمل رقم 390 لسنة 2004 بقرية الفتح التى تقع جنوب محافظة بورسعيد، الذين فوجئوا بعدم إدراج أسمائهم ضمن المتضررين.

أوجاع الفلاحين

تقول هويدا عودة حماد، من أهالى قرية الفتح، أنها تتعرض دائماً للطرد من المنزل المكون من حجرة واحدة فقط، علماً بأنها متزوجة ولديها طفلان، وذلك برغم تحرير محضر من قسم شرطة الجنوب فى عام 2014 يفيد بأن التحريات أثبتت أن زوجها يقيم بهذا المسكن منذ 22 عاماً، وذلك بعد إزالة أرضه وهدم منزله.

ويقول السيد سالم، أعلم أن هذه المساكن مخصصة لشباب الخريجين، لكنها خالية من السكان منذ إنشائها من عدة سنوات ولم يقطنها أحد، حيثُ إن معظم الشباب قاموا ببيع الأراضى التى خصصت لهم، وأنه وغيره ممن تم سحب أراضيهم وهدم منازلهم اضطروا للسكنى بهذه المنازل، حيثُ أصبحوا بلا مأوى ولم يتم تعويضهم بـ2,5 فدان للأسرة، رغم وعود هيئة التعمير والتنمية الزراعية المتكررة لهم.

وتقول نعيمة سليمان، “الحكومة أزالت بيتى وسحبت أرضى وباعتها لناس تانية وتقوم حالياً بطردى من بيت الحكومة”.

وتابعت، كنت أزرع 5 أفدنة وضع يد منذ الستينيات، وزوجى متوفى منذ 5 سنوات، وأملك بطاقة زراعية وكنت أصرف من الجمعية الزراعية الكيماوى والمبيد لهذه الحيازة، وحاولت منذ 10 سنوات تقنين وضع اليد لهذه الأرض لكن هيئة التعمير والتنمية الزراعية لم تستجب لى حتى الآن، لافتة: لقد صرفت على زراعة هذه الأرض نحو 30 ألف جنيه، ووعدتنى الهيئة بأنها سترد لى هذه التكاليف عن تقنينها للأرض التى تم سحبها منذ 10 سنوات وبيعها لشباب الخريجين.

وتقول خضرة سليمان، كان لدى 5 أفدنة أزرعها منذ الثمانينيات والتى تم سحبها، وطالبت بإرسال لجنة لاستلام الأرض وتقنينها لى أو تعويضى بغيرها، دون جدوى وأعيش الآن فى عشة.

وحكت فاطمة السيد متولى، أخذوا من والدتى المسنة الأرض والبيت، وأصبحت لاتملك من حطام الدنيا شيئاً وهى لاحول لها ولا قوة، مشيرة إلى أن هذه الأرض التى كانت بحوزتها حرمتها من أن تحصل على معاش من الدولة تتعايش منه، والذى سعت إليه بعد أن تم سحب الأرض منها، وهى امرأة تجاوزت الستين من العمر مطلقة ووحيدة ولاتملك قوت يومها.

وشكت شادية سليمان، على أنه تم سحب 2 فدان و9 قراريط أرض زراعية ومنزلها، وعدم تعويضها من الحكومة، رغم أنها تعول 4 أبناء منهم بنت معاقة وزوج يعانى من مرض بالرئة، لافتة إلى أنها لا تملك من حطام الدنيا شيئاً، وأنها اضطرت للسكن هى وأسرتها مهددين فى حجرة بمساكن الحكومة (شباب الخريجين)، وذلك بعد أن تم طردها من منزلها.

عاجل..

ونحن بدورنا إذ نعرض هذه المأساة لتدمير حياة عشرات الأسر الفقيرة بقرية الفتح التابعة لمنطقة جنوب بورسعيد نطالب: بعمل بحث عن أحوال هذه الأسر للتأكد من عدم وجود مورد رزق لهم، وفحص الرقابة الإدارية للخريجين منهم، ومعظمهم حاصل على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية، ودراسة مدى أحقيتهم فى الحصول على أرض شباب الخريجين، علماً بأنهم مزارعين فى الأصل، والحصول على مسكن وأرض، أو وظيفة كتعويض لهم أسوة ببعض الأسر بالقرية، والتى حصلت على 2,5 فدان ومنزل.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى