ملفات ساخنة

«سليمان» يتهم مركز البحوث الزراعية بالفشل في استنباط أصناف أرز مقاومة للجفاف

كتبت: هناء معوض قال الدكتور سعيد سليمان، أستاذ علم الوراثة فى كلية الزراعة بجامعة الزقازيق، أن سبب رفض تسجيل أرز عرابى منذ 6 سنوات لشتلات الأرز المقاومة للجفاف، لسببين، الأول هو فشل مركز البحوث الزراعية فى استنباط أصناف مقاومة للجفاف، والثانى هو الخلاف حول رغبة المركز فى الاستئثار به، ما يؤكد ذلك أن جميع أصناف الأرز والقمح هى ملك المركز.

وأشار سليمان، فى تصريحات صحفية، إنه يوجد أى صنف متداول لأى جامعة، بسبب فساد تشكيل لجنة تسجيل الأصناف، ما حاول وزير الزراعة الأسبق الدكتور صلاح يوسف، إصلاحه فى 23 يوليو 2011، بإصدار القرار رقم 1285 لسنة 2011، إلا أن الوزير التالى ألغاه بالقرار الوزارى رقم 462 لسنة 2012، ونص على إعادة تشكيل لجنة تسجيل أصناف الحاصلات الزراعية برئاسة رئيس مركز البحوث الزراعية.

وتابع، «لجنة تسجيل الأصناف ادعت إصابة أصناف عرابى بـمرض اللفحة، رغم أنه مرض فطرى غير خطر، وأصدرت قراراً خصيصاً لمنع تسجيل هذه الأصناف، مع العلم بأنها فى الأساس مقاومة للمرض»، لافتا إلى أن «التقرير الصادر من معهد أمراض النبات التابع لـمركز البحوث الزراعية، ذكر أن صنفى عرابى 1 و2 قابلان للإصابة بالمرض، ما يعنى أنها يمكن أن تصاب أو لا، وأنها فى الصوبة، وتحت ظروف العدوى الصناعية، قابلة للإصابة فقط، ما يخالف العلم والمنطق، أما بالنسبة لأصناف «إسكندرية» فنص التقرير على أنها قابلة للإصابة فى الحقل، وشديدة الحساسية للإصابة فى الصوبة تحت العدوى الصناعية، ما يؤكد عدم منطقية تقييم أصناف عرابى، لأن الصنف القابل للإصابة باللفحة فى الحقل يجب أن يصاب بالمرض تحت العدوى الصناعية، ما لم يحدث مع أصناف عرابى، فهى تزرع سنوياً فى كل أنحاء الجمهورية، وتنتشر أكثر من عام لآخر، لتصل حسب تقديرنا إلى 200 ألف فدان فى عام 2017، بينما لا يستخدم الفلاحون الأدوية المضادة للفحة، حسب توصياتنا فى النشرة الإرشادية».

وتساءل سليمان، «بالمنطق، كيف لأصناف تصاب باللفحة، على حد زعمهم، ألا ترش بالدواء المضاد، ورغم ذلك تتوسع فى الانتشار؟ فإجمالى المساحات المزروعة بأرز الجفاف على مستوى الجمهورية هذا العام بلغت 600 فدان»، مطالباً الحكومة بتشكيل لجنة لتسجيل حق تداول أصناف عرابى، وإنشاء هيئة مستقلة لحماية وتسجيل الأصناف النباتية تحت إشراف رئيس الوزراء، ومحاسبة المسئولين عن إهدار المال العام بامتناعهم عن تسجيل الأصناف.

وحذر أستاذ علم الوراثة فى كلية الزراعة بجامعة الزقازيق، من خطورة سياسة استيراد الأرز من الخارج، معتبراً أنها ستؤدى لتدمير زراعة الأرز، مثلما حدث لمحصول القطن، عند فتح الباب أمام القطن الأمريكى قصير التيلة فى ثمانينات القرن الماضى، بدلاً من الحفاظ على المحاصيل الاستراتيجية، باعتبارها أمناً غذائياً وطنياً، «فما يحدث يسير بنا نحو الهاوية، ولن نحقق أى اكتفاء من أى محصول».

ومن جانبه، قال الدكتور حامد عبدالدايم، المتحدث الرسمى لـوزارة الزراعة، إن الوزارة ترحب بأى مزارع أو باحث يقدم أى أصناف زراعية جديدة تكون عالية الجودة ولا تسبب أى مشاكل حشرية أو مرضية وتكون مطابقة للمواصفات المعتمدة.

وحول عدم اعتماد أصناف أرز الجفاف «عرابى 1، و2، و3» أوضح عبدالدايم، أن الدكتور سعيد سليمان، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق، أثار هذا الموضوع منذ عدة سنوات، وقد طلبنا منه أن يعرض هذه الأصناف على الباحثين المختصين بقسم الأرز بـمركز البحوث الزراعية لتحديد مدى جودتها وفى حال ثبتت جودة الصنف وصلاحيته سيتم اعتماده دون أى مشكلة.

وأشار متحدث الزراعة، إلى أن استنباط أصناف جديدة يحتاج لفترة طويلة من الوقت تتراوح ما بين عامين أو ثلاثة أعوام وربما أكثر، حتى نصل فى النهاية إلى صنف جيد، وهو ما حدث مع أرز «سخا 107» الذى استنبطه مركز البحوث الزراعية ويتحمل الجفاف، لافتاً إلى أنه تم وضع خطة من مركز البحوث الزراعية لاستنباط أصناف جديدة من الأرز عالية الجودة، وأنه تم استنباط عدد من الأصناف الجديدة ويجرى حالياً استنباط أخرى.

وأكد عبدالدايم أنه لا توجد أى مشكلة لدى المركز لاعتماد أرز الجفاف «عرابى» بشرط أن يخضع للتجربة بقسم المحاصيل والأرز بالمركز وتحديد مدى صلاحيته ومقاومته للأمراض.

يذكر أن أرز عرابى توفر المياه بنسبة 50%، إلا أن رحلة البحث عن اعتراف رسمى بالصنف الجديد ما بين وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية، وصلت إلى طريق مسدود على مدار 6 سنوات مضت.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى