رئيس التحرير

سقطة وزارة الزراعة!!

بقلم: د.أسامة بدير

دعونا نتفق ياسادة منذ الوهلة الأولى وقبل الخوض في سطور مقالي الاسبوعي الذي يعد بمثابة الرئة التي اتنفس بها حتى أشعر أنني كائن حي في محيط وزارة الزراعة والمؤسسات التابعة، فالحرية هي أغلى شيء في هذا الكون، وأنا أكتب بحرية مطلقة تماما فيما أعتقد أنه صواب، وفي إطار ما يُمليه علي ضميري وأمانة الكلمة التي تهدف في المقال الأول إلى تحقيق مصلحة “مركز البحوث الزراعية” الذي يمثل القلب النابض لـوزارة الزراعة فهو أساس عملها وبدونه ما يمكن لها أن تستمر في أداء دورها.

ومن هنا وجب التأكيد على أن كل ما أكتبه في هذه المساحة هو على مسئوليتي الشخصية لا سلطان علي إلا المصلحة العليا للوطن، ومن دون إحراج لأحد أو التواصل مع آخر للشكوى سواء كان وزيرا أم أقل، فلنكن جميعا على قدر المسئولية، وليحاسب كل منا نفسه، وقبل ذلك أدعو جميع القيادات أن تقرأ كل سطور مقالي وتدركها جيدا قبل الخوض في القيل والقال، فأنا أَحرص من الجميع على مصلحة الوزارة، وفي القلب منها “مركز البحوث الزراعية“، لأنني لست طالب منصب أو طامعا في حفنة من المال أو غير ذلك.

يقيني أن وزارة الزراعة قد وقعت في خطأ كبير عندما تجاهلت وبشكل متعمد وفاة قامة وقيمة علمية بحجم الدكتور “يوسف والي” وزير الزراعة الأسبق، أمس السبت 4 سبتمبر من غير بيان صحفي تنعي فيه وفاة رجل تولى الوزارة لأكثر من عقدين.

الشاهد أن الدكتور “يوسف والي”، له ما له وعليه ما عليه، فالمؤكد أن كل قيادة تعمل وتجتهد في مجالها تصيب وتخطأ وهكذا يكون الجهد الإنساني، فالرجل له إنجازات عديدة وأيضا له إخفاقات في قضايا وملفات زراعية، لكن كان من الضروري أن يكون هناك صوت رسمي يخرج من الوزارة ليعلن كلمة عزاء أو مواساة بحق الرجل، فالتاريخ لا يمكن تجاهله أو نسيانه.

لقد فكرت في الأمر كثيرا، ولم أجد لنفسي مبررا لسلوك الوزارة تجاه هذا الموقف الإنساني الذي تجاهلت فعله، بل وزاد استغرابي أكثر عندما علمت أن الوزارة لم ترسل مندوبا عنها ليحضر مراسم تشييع ودفن الجثمان بـالفيوم، فصمت القبور طغى على مبنى وزارة الزراعة بالدقي منذ أمس وحتى وقت كتابة سطور هذا المقال.

كنت أتمنى أن يُدلي “السيد القصير” وزير الزراعة ببيان ينعي فيه وفاة الدكتور يوسف والي، ويثني على جهوده التي بذلها من أجل تنمية القطاع الزراعي، وأن يعلن مشاركته في الجنازة، لكن شيئا من هذا لم يحدث، ولا أعرف ما سبب هذا التجاهل المتعمد؟

أعتقد أن ما فعلته وزارة الزراعة بحق الدكتور “يوسف والي” لهو بحق سقطة كبيرة تعتبر نقطة سوداء في جبين الإنسانية، فما هكذا تصير الأمور، ولا يمكن أن يمر هذا الحدث من غير تبرير.

سأكون بانتظار أن يخرج علينا أحد قيادات الوزارة مبررا ما حدث من تجاهل متعمد بحق الفقيد أو ربما يكون الأمر كله قد سقط سهوا من مسئولي الزراعة.

مرة ثانية، أؤكد على أنني لست مع أحد ضد أحد، ولا أرغب في إحراج أحد، إنما الموقف الإنساني هو ما تطلب مني صياغة سطور هذا المقال، رغم أنني اختلفت كثيرا مع الفقيد في تعاطيه مع بعض الملفات الزراعية، لكن هذا لا يعني أن لا أوجه اللوم للوزارة فيما كان من المفترض أن تقوم به، لأنه واجب وحق أصيل كان لزاما على وزارة الزراعة أن تقوم به تجاه الدكتور “يوسف والي”.

وأخيرا، وبعد مرور ساعات ليست بالكثيرة على وفاة الرجل هل تدرك وزارة الزراعة الخطأ الفادح الذي وقعت فيه وتصلح الأمر بشكل لائق يحفظ هيبتها وكرامتها أمام الرأي العام الزراعي؟!
هذا ما سنراه خلال الساعات القليلة المقبلة.

للتواصل مع الكاتب
[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى