ملفات ساخنة

رسالة وزير الزراعة الأسبق إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي

كتب: أسامة بدير رصد “الفلاح اليوم” مقال مطاول للدكتور صلاح يوسف، وزير الزراعة الأسبق، على صفحته الشخصية لموقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، بعنوان “الانتخابات الرئاسية ستسفر عن نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسى بلا أى منازع”، مفاداه رسالة هامة بعث بها للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث ناشده بأن يبدأ فترته الرئاسية الثانية بانفراجة سياسية حقيقية على كافة الأصعدة وليست مرحلية يتم فيها الوئام بين أفراد الشعب المصرى وتحقيق الأمن والأمان والسلامة للجميع كرئيس ومسؤول عن كل المصريين، وانفراجه اقتصادية يظهر تأثيرها مباشرا إيجابيا على حياة الناس البسيطة.

وتمنى يوسف، أن يبدأ ظهور عائد المشروعات الكبيرة العملاقة التى تمت أو حتى بدأت بالفعل أو التى ستبدأ خلال فترة السيسى الثانية، على عامة الناس فالناس فى أشد الحاجة إلى ذلك.

و”الفلاح اليوم” ينشر المقال كاملا..

شارك فى الانتخابات .. إختار السيسى .. إختار رئيس مدى الحياة .. إجتهد فى العمل لصالح الوطن .. الرسالة طويلة للجميع فتحمل وإصبر مشكورا على قراءتها.

إعلانات التأييد والدعم للرئيس السيسى تملأ شوارع وميادين القاهرة وبالتأكيد تملأ الميادين العامة على مستوى الجمهورية .. وعلى مستوى الإعلام .. تقوم كل القنوات الخاصة والقومية ببيان إنجازات الفترة الرئاسية الأولى على مستوى القطاعات المختلفة ومن أهمها قطاع الزراعة والذى تبرزه وزارة الزراعة بطريقة متميزة .. وفى الجانب الآخر هناك البعض ينتقد كل ما يدور بشكل كبير على مستوى المكان والزمان، وهذا الجانب لا يمثل نسبة كبيرة بالتأكيد مقارنة بالجانب الداعم على الأقل مثلما هو ظاهر ..

ولا أعتقد أن الرئيس السيسى فى هذه المرحلة تأثر بأى من التأييد المطلق أو حتى بالمعارضة المطلقة رغم غيابها غالبا أو محدوديتها .. وهذا لسبب بسيط هو دعم كل أجهزة الدولة لسيادته بشكل غير مسبوق على مستوى العقود الخمسة الماضية .. بغض النظر عن نوعية القيادات وإختياراتها .. وأقصد بأجهزة الدولة هنا الأجهزة الرسمية سواء سيادية أو غير سيادية أو الحكومية عامة أو الأجهزة الشعبية متمثلة فى البرلمان أو عامة الأحزاب المختلفة أو أية تجمعات .. وفى نفس الوقت المنافس الوحيد فى الانتخابات أو بمعنى أدق المرشح الآخر فى الانتخابات (موسى) لن يخسر صوتا واحدا أثناء العملية الانتخابية (حيث لن يختاره أحد) اللهم إلا صوته هو حيث سينتخب هو نفسه الرئيس السيسى .. وبالتالى عملية الانتخابات محسومة منذ أول لحظة حتى نهاياتها هذه المرة بل والتالية أو التاليات ..

وتدعو وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة إلى الذهاب إلى المقرات الانتخابية لإعطاء العالم صورة مشرقة عن الدعم الشعبى للرئيس السيسى .. وفى نفس الوقت قلة غير مؤثرة على القرار السياسى بأى شكل من الأشكال تنادى بالمقاطعة .. ووسائل الإعلام إذا كانت تنادى بالذهاب إلى المقرات الانتخابية لتوجيه رسالة إلى العالم فإنه ربما من المهم فى نظرى أيضا محاولة إحتفاظ المصرى بقيمته ورأيه الانتخابى حتى يستطيع مع الوقت إحسان التعبير عن وجهة نظره والتى يعبر عنها بالممارسة السياسية تحت الظروف الديمقراطية حتى وحين تتوفر ..

وإذا كان المؤيدون يدعمون ترشيح السيسى لفترة رئاسية ثانية فإن المعارضين يتوقعون إستمرار سيادته لفترات رئاسية متتالية بعد تغيير الدستور ..

والحقيقة أننا فى مصر إعتدنا إستمرار الرئيس مدى الحياة بغض النظر عن رأى المؤيدين والمعارضين والوحيد الذى شذ عن ذلك هو د.مرسى .. وسبب ذلك لسنا فى صدد مناقشته حاليا ..

وأعتقد أنه بالنسبة للسلوك المصرى العام ولتوجهات الأجهزة المختلفة بالدولة والواضحة المعالم بشدة أستطيع أن أقول أن ممارسة الانتخابات مهم أيا كانت صفة المواطن مؤيدا أم معارضا .. واثقا فى مصداقية العملية الانتخابية أو فى تزويرها وإن كانت فى غير حاجة للتزوير لأسباب عديدة بل ربما تقل نسبة التأييد للرئيس السيسى عن النتيجة الفعلية التى أتوقعها لتوفير صبغة ونكهة خاصة .. وأعتقد أن إعتياد الممارسات الانتخابية له مردود على الحياة السياسية مع الوقت إن لم يكن عاجلا فآجلا ..

والذريعة التى يتبناها المسؤولين عبر العقود الماضية هى أن الشعب المصرى غير مستعد لتحمل مسؤوليات الديمقراطية .. والحقيقة أن هذه فعلا حقيقة واقعة مرة .. والحديث ليس فقط عن الشعب ولكن أيضا عن المسؤولين فهم أقل تحملا لتبعات الديمقراطية عن الشعب نفسه .. وهنا لا أتحدث عن مسؤول بعينه ولكن كل المسؤولين على كافة المستويات وكافة القطاعات .. والتحول الديمقراطى فى مصر لن يحدث إلا عند توفر جيل كامل متحمل للمسؤولية وتبعات الحياة الديمقراطية .. ويبدأ هذا الجيل بمسؤولين لديهم قدر من الشجاعة والإخلاص والمواجهة وتحمل المسؤوليات وتحمل الانتقادات والتطاول والإهانات وغير ذلك من تبعات الديمقراطية السلبية فى بداياتها خاصة .. هؤلاء المسؤولون سينالون كافة أنواع التقريع والتوبيخ واللوم والمعاناة حتى ينتج عنهم جيل من المسؤلين قادرين على التحمل ومواصلة المشوار .. الجيل الأول بالتأكيد ستكون نهايته مؤلمة مملوءة بالفشل المؤقت ثم مع الأجيال المتعاقبة تنمو الديمقراطية ونفهم أخيرا أن جيل الرواد الذى أهين هو الذى قدم نفسه قربانا لبناء هذا الوطن .. وارى أن هذا ما زال بعيدا !!

وعلى أرض الواقع الرئيس السيسى يتمتع بدعم كافة الأجهزة ودعم قطاع كبير من الشعب .. وهذا أدعى للنجاح لو خلصت النوايا .. وسيستمر فى قيادة الدولة لفترة طويلة وهذا يمكن أن يرجع لإنجازات أو للبطانات التى تستفيد من القيادات وتحرص على إستمرارها لمصالحهم الخاصة أو للبرلمان نفسه أو للإعلام الموجه أو لكل هؤلاء .. والنتيجة دائما واحدة فى مجتمعاتنا وحياتنا ..

وربما من قبيل المصلحة العامة للدولة المصرية ولصالح إستقرار الدولة ولصالح المجتمع المصرى ولصالح الشباب رجالا ونساءا سواء مؤيدين أو معارضين .. ربما يكون ترشيح الرئيس السيسى مدى الحياة هو الحل المناسب .. حيث لا نضيع المجتمع فى صراعات لا طائل منها فى العقدين القادمين غالبا وحتى يتفرغ المجتمع كله للعمل بدلا من تضييع الوقت فى تصارعات وفى عمليات انتخابية شكلية أكثر منها فعلية .. بل وربما إلغاء الأحزاب نفسها سيكون خطوة على الطريق للتخلص من أجيال من الوصولية والإنتهازية والإتفاق مع السلطة أيا كانت على مقدرات الشعوب .. الإصلاح السياسى فى البلد غاية فى الصعوبة ولن يتحقق بسهولة .. خاصة وأن العامة والخاصة لن يستطيعوا تحمل تبعات الإصلاح السياسى حاليا .. ومن يحاولون فى مجهودات فردية سواء من المسؤولين أو من أفراد المجتمع يصبحون ضحايا الغالبية الغاشمة الذين هم أصلا أصحاب المصلحة الحقيقية ولكنهم دائما يحاربون الإصلاح الذى سيتم يوما ما رغما عنهم لصالحهم ..

شارك فى الانتخابات ودع صوتك يقيمه الله فهو الذى كلف سيدنا إبراهيم بالآذان وأوصل الله جل وعلا صوته إلى البشرية حتى يوم القيامة .. إبدأ الديمقراطية مع نفسك وبيتك وعملك حتى تصل إلى وتغطى كافة أرجاء المجتمع .. إعمل على إصلاح البلد فهذا هو الذى يبقى بينما الحكومات والأفراد والناس زائلون ..

ورسالتى إلى السيسى .. أتمنى أن تبدأ فترتك الرئاسية الثانية بإنفراجه سياسية حقيقية على كافة الأصعدة وليست مرحلية يتم فيها الوئام بين أفراد الشعب المصرى وتحقيق الأمن والأمان والسلامة للجميع كرئيس ومسؤول عن كل المصريين، وانفراجة اقتصادية يظهر تأثيرها مباشرا إيجابيا على حياة الناس البسيطة .. وأتمنى أن يبدأ ظهور عائد المشروعات الكبيرة العملاقة التى تمت أو حتى بدأت بالفعل أو التى ستبدأ على عامة الناس فالناس فى أشد الحاجة إلى ذلك ..

أعلم أن كلا من المؤيدين والمعارضين على السواء لن يستوعبوا حديثى جيدا وأعذرهم فى هذا .. فأنا من المؤمنين بـالديمقراطية وأعنى كل كلمة مكتوبة .. ولكنها هى المصلحة العامة لبلدنا الحبيب من وجهة نظرى والحرص على كل مواطن مصرى والرغبة فى حدوث الاستقرار الذى يدفع بالبلد للأمام بإذن الله رغم أنف أى أحد غير مخلص أو غير محب لهذا البلد أيا كان موقعه أو تصنيفه .. وأتمنى أن يقرأ المسؤولون كلامى هذا ويستوعبوه جيدا .. فهو نظرة للحاضر والمستقبل ..

مع رجائى .. ألا تعلق على رسالتى يامن تقرأها .. فهى رسالة للاستقرار وليست للمناقشة والجدل والاختلاف .. وإذا كنت مؤيدا لكلامى بقوة فبالتأكيد هناك معارض له بقوة أكبر .. وأنا أحترم وأقدر كل وجهات النظر .. فلا داعى للإختلاف بل دعوة للم الشمل ..

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى