رأى

رائحة التراب بعد المطر.. رائحة مسك الذكريات

بقلم: أ.د.محمد علي فهيم

مستشار وزير الزراعة للمناخ

بعد سقوط المطر على التراب فى الجسور والحقول – نشم رائحة عبق طيبة تحرك كثير من الذكريات … ايه هي الرائحة دي؟

أ.د/محمد فهيم

الرائحة دي اسمها “الرهام” وهي رائحة ذكية منعشة وهي رائحة الأرض الندية أو رائحة المطر أو ما يدعى “بالبتريكور” رائحة أرضية تنتج عند سقوط المطر على تربة جافة … وبتريكور كلمة إغريقية تنقسم لـ بيترا بمعنى الحجر وايكور بمعنى السائل الذي يتدفق في عروق الآلهة في الأساطير اليونانية.

تظهر الرائحة بصورة كبيرة عقب امطار الخريف فى الاجواء الحارة او الدافئة.

رائحة التراب زكية مميزة لا تشبهها رائحة أخرى أبدا، رائحة لها نكهة خاصة لا تقترب من أي رائحة أخرى ولا نستطيع أن نقول عنها ألا أنها رائحة الأرض، رائحة التراب، رائحة يتوق كل الذي قوى علاقته بالأرض والتراب إلى شمها، رائحة أشعر أنها مزيج من كل مكونات النباتات والزهور التي تنطلق من باطنها لتعانق فضاءاتها وتعزف الحانها على وقع نسمات عليلة يختص بها عاشق التراب.

التفسير العلمي لهذه الرائحة

في فترات الجفاف تقوم النباتات بنضح زيوت عطرية حيث تقوم التربة الجافة بامتصاص هذه الزيوت وعندما ينزل المطر تنتشر هذه الزيوت العطرية مع المخلفات البكتيرية التي تسمى جيوسمين التي تنتج عند موت بكتيريا تسمى الاكتينوبكتيريا ويعتقد بعض العلماء أن البشر يقدرون رائحة المطر بسبب أن أسلافنا كانت تعتمد على المطر من أجل البقاء.

وفيما يتعلق بعلاقة وأثر هذه الرائحة أو هذه البكتيريا على صحة الإنسان لا أثر لذلك علمياً فيما يتعلق بنوع التربة الصحراوية؛ إلا أن الإنسان يحس بنوع من الانتعاش بسبب توافر بخار الماء في عنصر الأكسجين، بل علمياً تم أخذ عينات من هذه البكتيريا والاستفادة منها في علاج بعض أمراض النباتات.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى