حوار

رئيس قسم الإرشاد الزراعي الأسبق بزراعة القاهرة: كليات الزراعة تنشر الوعي والثقافة الزراعية

الإعلام المرئي يساهم فى زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية

ينقصنا التطبيق العملي للبحوث في المجال الزراعي

الإعلام الريفى يحقق التنمية الزراعية المستدامة

حوار أجرته: جيهان رفاعى

أكدت الدكتورة هدى الجنجيهي، أستاذ الإرشاد الزراعي ورئيس قسم الاجتماع الريفي والإرشاد الزراعي الأسبق بكلية الزراعة جامعة القاهرة، على أن وسائل الإعلام المرئي خاصة التلفزيون يمكنها أن تساهم فى زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية، لافتة إلى الاهتمام بتخصيص برامج ريفية عن الزراعة الحديثة والتكنولوجيا لإحداث التنمية الزراعية المستدامة.

وأضافت هدى، فى حوار مع “الفلاح اليوم“، أن وسائل الإعلام بأشكالها المتنوعة يمكن أن تؤدى دور هام فى تطوير وزيادة الإنتاج الحيواني والإستزراع السمكي عن طريق تسليط الضوء على الندوات والمحاضرات والدورات التدريبية، لتوضيح طرق الرعاية في كيفية التعامل مع سلالات الثروة الحيوانية وطرق الإنتاج الحديثة.

وشددت أستاذ الإرشاد الزراعى، على دور الجهات البحثية وكليات الزراعة في نشر الوعي والثقافة الزراعية عبر وسائل الإعلام والإعلان، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون ذلك في إطار خطة موضوعة مسبقا للعمل على إيجاد أفضل البحوث العلمية الحديثة ومحاولة تطبيقها داخل المزارع المختلفة.

وإلى نص الحوار..

س: ما دور الإعلام المرئي والمسموع في توعية المزارعين؟

يعتبر تطوير الزراعة طبقا للأساليب العصرية المعتمدة على البحث العلمي والتكنولوجيا عن طريق الإرشاد الزراعي هو الطريق الوحيد للتنمية الزراعية، فـالإرشاد الزراعي وسيلة لرفع الإنتاج الزراعي بها، ونظرا لأن الزراعة من أهم الميادين الكبرى للتطوير الاجتماعي في البلاد النامية، فلابد من إستخدام وإستغلال الإمكانيات الإعلامية لتطوير الإنتاج الزراعي والتوسع في إستخدام وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري والتقنيات الحديثة ووسائل التكنولوجيا الجديدة لتطوير الإنتاج الزراعي، ومن أهم شروط التنمية إعطاء الفرصة لوسائل الإعلام لإحداث التغيير الاجتماعي نحو الأفضل، وقد إتسعت جهود وسائل الإعلام المرئي والمسموع مثل التليفزيون والراديو والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بصورة مزهلة، ويمتاز التليفزيون عن الراديو والصحف بجاذبيته وإقتران الإعلام المرئي بالمسموع وإمكانية التكرار والتأثير الكبير بالإضافة إلى إمكانية الإستعانة بالخبراء والمثقفين في التأليف والإعداد والإخراج والعرض والتقديم،

كما يعتبر التلفزيون أحد الوسائل الجماهيرية الذي له تأثير واضح على أفكار وإتجاهات وسلوك الجماهير، ولم يسبق لأي وسيلة جماهيرية أن أثبتت قدرة فائقة في جذب الإنتباه وإثارة الإهتمام كما هو الحال في التلفزيون، ومن خصائص إستخدام التلفزيون في توعية المزارعين في مجال الإنتاج الزراعي والصحي والتوعية أنه يقدم خبرات واسعة لا يمكن تقديمها بأي وسيلة إعلامية أخرى ويخدم العملية التعليمية بما يحققه من الألفة والعزرية، وتتميز برامج التليفزيون بالحركة ومشابهتها بالواقع وبذلك تسهم في تعليم أفضل للمزارعين وإشراك حاستي السمع والبصر مما يؤثر في الاتصال الفعال وأيضا ينشر الخبرة التعليمية لمساحات مترامية الأطراف وإمدادها بالمعلومات والمستجدات العلمية والتوصيات الإرشادية.

س: كيف يمكن من خلال التوعية الإعلامية العمل على زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية؟

يمكن تحقيق ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة وبصفة خاصة التلفزيون والذي بدأت الخدمة به في أوائل عام 1965م، وتتلخص أهميته كوسيلة مهمة في العمل على زيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية على الاهتمام بتخصيض برامج تليفزيونية معينة توجه لتوعية القطاع الريفي وتقديم برامج ريفية ضمن برامج التليفزيون العام وتقديم عدة برامج زراعية وريفية تهم المجتمع الريفي وبث معلومات عن الزراعة الحديثة والتكنولوجيا في مجال الإنتاج الزراعي والري وتعليم المزارعين في مجال المحاصيل الاستراتيجية وطريقة زراعتها الحديثة وإستخدام التقنيات الحديثة الزراعية في كافة المجالات الزراعية، وإستخدام الأسمدة والحفاظ على البيئة وعلى التربة وإستخدام وسائل الري الحديثة الموفرة كـالري بالرش والري بالتنقيط والحفاظ على التربة وخصوبتها للأجيال المقبلة عن طريق التنمية الزراعية المستدامة.

الزميلة جيهان رفاعى، تحاور الدكتورة هدى الجنجيهي

س: ما دوركم في توصيل أحدث الأبحاث العلمية للقائمين بالزراعة؟

يتم ذلك من خلال تبسيط نتائج الأبحاث العلمية بطريقة مفهومة ومبسطة وواضحة وجعلها فى مجال التطبيق وذات قيمة تطبيقية وإعلامية وإرشادية، ويمكن تطبيقها بطريقة مبسطة وبدون تعقيد، ويمكن تحقيق ذلك بعمل ندوات ودورات تدريبية ومحاضرات عامة من أجل نشر أحدث الأبحاث العلمية في المجال الزراعي التطبيقي.

س: كيف يمكن تطوير الإنتاج الحيواني والإستزراع السمكي من خلال وسائل الإعلام المختلفة؟

يمكن من خلال وسائل الإعلام المختلفة العمل على تطوير وأيضا زيادة الإنتاج الحيواني والإستزراع السمكي وذلك بعمل ندوات ومحاضرات ودورات تدريبية ونشر تلك اللقاءات عبر هذه الوسائل الإعلامية المختلفة والعمل على نشر ثقافة العاملين في هذه المجالات والخاصة بإنتخاب السلالات الممتازة سواء لمزارع الإنتاج الحيواني أو الإستزراع السمكي مع توضيح طرق الرعاية والعناية المختلفة في كيفية التعامل مع هذه السلالات وطرق الإنتاج الحديثة لما لها من أهمية كبيرة في ذلك.

س: هل يمكن عمل وسيلة مسموعة ومرئية ثابتة أو دائمة للتنبيه عن أي مخاطر قد تحدث وطرق مبسطة لعلاجها؟

بالطبع يمكن عمل وسيلة في الإذاعة والتلفزيون ثابتة كل يوم صباحا ومساءا كبرنامج مفكرة الغيط تذكر المزارعين وأهل الريف بمواعيد الزراعة والري والحصاد ومعالجة أي قصور قد يحدث وكذلك كل ما يتعلق بكل محصول من خلال الراديو والتليفزيون، وأعتقد أنه كان يوجد برنامج إذاعي وأيضا تليفزيوني للتذكرة بالأخطار والكوارث وحالات الجو والمطر لتوعية المزارعين وتنبيههم بالأخطار وما يجب أن يتجنبهوه ويراعوه أثناء زراعتهم قبل وبعد وأثناء الزراعة في كافة المحاصيل.

س: هل يمكن لوسائل الإعلام معالجة التلوث البيئي مثل حرق قش الأرز، وهل هناك تعاون صحفي وإعلامي مع الوزارات المختلفة خاصة وزارة البيئة؟

نعم يمكن لوسائل الإعلام ومن خلال البرامج الريفية والزراعية التليفزيونية والإذاعية وما تعرضه من مفكرة زراعية تذكيرية ومعلومات سريعة إلى أحاديث وإرشادات ونصائح وأخبار زراعية وإجتماعية واقتصادية وثقافية وبيئية وأسرية تهم أهل الريف والمزارعين وتوعيتهم جيدا بمخاطر حرق قش الأرز بيئيا وصحيا على أسرهم وبيئتهم لما له من تأثير سيئ على صحة وسلامة المواطنين مثل أمراض الصدر والقلب وكذلك تأثيره على البيئة المحيطة، ويستطيع المزارع أن يتابع تلك البرامج الريفية الزراعية بالراديو والتلفزيون ما دام هناك تجاوب وسهولة بينه وبين ما يقدم له من تلك الوسيلتين الهامتين.

أما عن التعاون بين وسائل الإعلام وبعض الوزارت مثل وزرارة البيئة تحديدا فهذا متواجد بالفعل نظرا لأهمية ذلك على أغلى شئ في الوجود وهو صحة الإنسان نتيجة لهذه الملوثات الناتجة عن حرق قش الأرز وأيضا رمي المواد العضوية مثل مخلفات المصانع في الترع والمصارف، ويتم هذا التعاون بعمل إعلانات تحذر من خطورة ذلك وكيفية تجنبه بيئيا وإقتصاديا.

س: كيف يمكن للإعلام والإعلان القيام بتوصيل المعلومات الحديثة أولا بأول للمزارعين بإرسال بطاقات دورية فيها كل ما هو جديد؟

الدكتورة هدى الجنجيهي، أثناء حوارها مع محررة “الفلاح اليوم”

يتم ذلك من خلال إعلامهم من خلال وسائل الاتصال الجماهيرية المختلفة كـالإذاعة والصحافة والتلفزيون وبرامجهم المختلفة وإرسال بطاقات بها كل المعلومات الهامة وأيضا من خلال المجلات الزراعية والخطابات الدورية والخطابات الشخصية وإرسال المجلات والنشرات والمطبوعات المختلفة والتوعية والتنبيه عنها من خلال وسائل الإعلام المرئي والمسموع وأيضا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (Social media) واستخدام الوسائل والتكنولوجيا الحديثة، وكل ما هو جديد من خلال الفيركون والرادكون والتعليم الحسي وعن طريق المرشد الزراعي والذهاب إليهم في زيارات منزلية وزيارات مكتبية والزيارات الحقلية من خلال التوعية من المرشد الزراعي.

س: بصفتك أستاذة في مجال الإعلام والإعلان، حدثينا عن دور الجهات البحثية في هذا المجال؟

يعتبر دور الجهات البحثية وكذلك كليات الزراعة من أكثر الأمور أهمية في نشر الوعي والثقافة الزراعية عبر وسائل الإعلام والإعلان المختلفة، ويجب أن يكون ذلك في إطار خطة موضوعة مسبقا للعمل على إيجاد أفضل البحوث العلمية الحديثة ومحاولة تطبيقها داخل المزارع المختلفة، ويجب أن تهتم هذه الجهات بالحصول على كل ما هو جديد سواء في الإنتاج أو معالجة أي قصور قد يحدث في المنظومة الزراعية برمتها.

س: ما رأيك في مقررات الإرشاد الزراعي التي تدرس في كليات الزراعة بمختلف الجامعات المصرية؟

تعتبر مقررات الإرشاد الزراعي جيدة ومتميزة وتتمثل في مقررات علمية وزراعية واقتصادية واجتماعية وسيكولوجية ورياضية، وكلها تخدم الإرشاد الزراعي وإقناع المزارعين وتوعيتهم وإعلامهم وتعليمهم في مجالات الزراعة والاجتماع الريفي والإرشاد الزراعي والعلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية أيضا، ولكن ينقصنا التطبيق العملي لبعض هذه المواد في مجال التطبيق الزراعي العملي.

س: بصفتك أستاذة في مجال الإعلام والإعلان، هل يمكن عمل  Team workمع أعضاء هيئة التدريس للتواصل مع الجهات البحثية من جهة والمزارعين من جهة أخرى؟

بالطبع يمكن عمل Team workمع أعضاء هيئة التدريس والتواصل مع الجهات والمراكز البحثية وكليات الزراعة بالجامعات المختلفة داخل وخارج القطر، وكذلك عمل مشاريع مختلفة للتعاون بين هذه الجهات، وأيضا إشراك المزارعين في ذلك من خلال عمل سيمينارات أو ندوات أو إجتماعات بصفة دورية، ويتم ذلك من خلال ترتيب وتنظيم لإدارة هذه الجلسات.

س: ممكن تعطينا رؤية مستقبلية لدور الإعلام والإعلان والصحافة بوجه عام الواقع والمأمول في جميع المجالات الزراعية؟

تتضمن المشاركة الجماهيرية للإعلام في العمليات الاتصالية والإعلامية التفاعل المتبادل بين القائمين بالاتصال والمبلغين عن الوسائل الإتصالية والإعلامية ذاتها، كما تتضمن إستجابة الوسائل الإعلامية للإحتياجات الثقافية والإعلامية للفئات المختلفة، وتقع مسؤلية الممارسات الإعلامية والإتصالية على عاتق العديد من الجهات، فهناك وسائل الاتصال الجماهيري من صحافة وإذاعة وتلفزيون والـSocial media يضاف إليها المؤسسات التعليمية ومؤسسات الثقافة الجماهيرية والمكتبات العامة وبنوك المعلومات والأحزاب السياسية وأجهزة الإرشاد الصحفي الزراعي والاجتماعي وأجهزة العلاقات العامة والرأي العام.

ولذلك فلابد أن تتضمن سياسات الإعلام والاتصال جميع هذه الأنشطة مما يستلزم ضرورة مشاركة هذه الجهات جميعا في تخطيط السياسات العامة للإعلام والاتصال التنموي، ويقع العبأ الأكبر في قضية التنمية وتغير المجتمع وتوعيته نحو الأفضل على عاتق وسائل الاتصال الإعلامية وعلى وجه الخصوص الراديو والتلفزيون والتي تستطيع تغطية جزء كبير من الجماهير إعلاميا وأن يكون موجها للفئات العريضة وخاصة الريفية منها، فليس من الضروري أن يكون جمهورها متعلما أو أن يقرأ أو يكتب.

لذلك فإن الرؤية المستقبلية المرجوه يجب أن يتم التركيز عليها من خلال وسائل الإعلام المختلفة بزيادة الاهتمام بتوصيل كل ما هو جديد وجيد ومفيد لأهل الريف والمزارعين في جميع أنحاء الوطن.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى