الحصاد الزراعى

رؤية أستاذ أراضي ومياه بشأن زيادة مساحة الأراضي المنزرعة بدون تحمل الدولة أي تكاليف

كتب: د.صبحي فهمي منصور مع التناقص المستمر فى نصيب الفرد من الارض الزراعية حيث وصل نصيبه الى اقل من 2 قيراط فى وقتنا الحالى بعد ان كان 12 قيراط فى عام 1900 وصعوبة استصلاح اراضى جديدة فى ظل عدم توفر المياه اللازمة لذلك كان لابد من التفكير فى وسائل غير تقليدية لزيادة الرقعة الزراعية من خلال ثلاثة وسائل هى:-

تجميع الحيازات الصغيرة في حيازات أكبر (ما يضيف 288 ألف فدان)

من المعروف ان مساحة الفدان= 4200 متر مربع بينما المساحة المنزرعة فعليا = 4000 متر مربع اى ان هناك 200 متر مربع تفقد فى عمليات قنوات الرى والبتون، وعلى ذلك اذا طبقنا هذه السياسة التجميعية على 100 فدان فاننا بذلك نضيف الى الارض المنزرعة مساحة تقدر 4,8 فدان، واذا ما طبقت هذه السياسة على مليون فدان فاننا نضيف 48 الف فدان، وهكذا اذا ما طبقت على اراضى الدلتا والتى تروى بالرى التقليدى ومساحتها 6 ملايين فدان فاننا نضيف الى الاراضى المتزرعة 288 ألف فدان.

كيفية تجميع الحيازات؟

لسنا اول دول العالم التى تواجه هذه المشكلة فقد سبقتنا اليها الصين واليابان وسبقتنا فى حلها ايضا وذلك بتجميع الحيازات الصغيرة والمتوسطة معا فى حيازات اكبر (50 او 100 فدان مثلا) والتعامل مع اصغر حيازة باعتبارها سهم فاذا افترضنا ان مساحة الحيازة المجمعة 50 فدان واقل حيازة بها = 6 قيراط فيكون السهم الواحد فى تلك الحيازه المجمعه = 6 قيراط ويكون عدد الاسهم = 200 سهم (50 × 24 \ 6) ومن يمتلك فدان يكون له 4 اسهم وهكذا  وبعد ذلك تجرى عمليات الخدمة والزراعة والحصاد فى الحيازة المجمعة وبعد تسويق المحصول تخصم تكلفة عمليات الخدمه ثم يوزع صافى العائد على 200 سهم وفيها يجد كل صاحب سهم ان عائدة من عملية التجميع يفوق عائده عند الزراعة المنفردة علما بان من يدير عمليات الخدمة فى الحيازة المجمعة هم اعضاء منتخبون من اصحاب الحيازات المجمعه ويمكن من خلال تطبيق هذه التجربة فى كل قرية تعميمها بشكل اكبر حيث يشعر المزارع بمدى جدوها وما يترتب عليها من زيادة هامش ربحه بالاضافه الى ان تجميع الحيازات يعمل على:-

  • استخدام الاله بدلا من العمليات اليدوية.
  • الانتهاء من عمليات الخدمة مبكرا.
  • يسمح بزراعة المحصول التالى فى موعده يدون تاخير.
  • قلة الفاقد من المحصول وزيادة العائد من وحدة المساحة.
  • يقلل مخاطر الاصابة من الامراض والافات.
  • امكانية استخدام التقنيات الحديثة فى جميع العمليات الزراعية ما يترتب عليه زيادة انتاجية المحصول.

كيفية إضافة 312 ألف فدان؟

اذا علمنا من الحصر الفعلى ان متوسط مقطع المراوى الترابية المنتشرة فى اراضى الدلتا حوالى 3 متر وبعد تطوير المراوى (فى مشروع تطوير الرى الحقلى) وصل عرض هذه المراوى الى 90 سم وبالتالى حدث توفير فى جذء من المساحة المهدرة فى قنوات الرى واضافتها الى الارض المنزرعة – قدرة هذه المساحة المضافة بحوالى 52,% من اجمالى المساحه اى اذا طبقنا تطوير المراوى على مساحة 10000 فدان فاننا نضيف الى المساحة المنزرعة ما قيمته 52 فدان، وهكذا اذا ما طبق على مساحة مليون فدان فاننا نضيف ما قيمته 5200 فدان اما اذا ما طبق على جميع اراضى الدلتا وقدرها 6 ملايين فدان فاننا نضيف الى المساحه المنزرعه ما قيمته 312 الف فدان (5200 × 6).

نستخلص من هذا ان تطوير المراوى بالقنوات المبطنة يوفر مساحة من الاراضى تقدر 312 الف فدان.

كيفية إضافة 120 – 180 الف فدان؟

اذا علمنا من الدراسات التى اجريت على تطوير الرى بالمواسير انها تزيد الرقعة المنزرعة بنسبة 2-3% فاذا طبق تطوير الرى بالمواسير فى مساحه 100 فدان فاننا بذلك نضيف مساحة زراعية بما يقرب من 2-3 فدان اما اذا ما طبق على 1000 فدان فاننا نضيف مساحة زراعية ما تقرب من 20 – 30 فدان وهكذا اذا طيق على مليون فدان فاننا نضيف مساحه زراعيه تقرب من 20 – 30 الف فدان واذا ما طبق على اجمالى مساحة الدلتا وقدرها 6 ملايين فدان  فاننا نضيف مساحة زراعية اضافية مقدارها 120 – 180 الف فدان.

وبذلك نرى ان تطوير المراوى بالمواسير يزيد من مساحة الاراضى المضافة من 120 – 180 الف فدان بدلا من تطوير المراوى بالقنوات المبطنة والتى تزيد من الاراضى المضافة بما يقدر 312 الف فدان.

الخلاصة: يمكن زيادة المساحة المنزرعة يما يقرب من 288 الف فدان (فى حالة تطبيق الحيازات المجمعة وتطوير المراوى بالقنوات المبطنة) او زيادة المساحة المنزرعة بما يقرب من 340 – 390 ألف فدان (فى حالة تطبيق الحيازات المجمعة وتطوير المراوى بالمواسير).

*مُعد الرؤية: أستاذ بمعهد الأراضي والمياه والبيئة ـ مركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى