رئيس التحرير

ذبح الأضاحى والمسؤول

د.أسامة بدير

بقلم: د.أسامة بدير

استغربت كثيرا أمام تواتر الأخبار التى ترد إلى “الفلاح اليوم” من خلال شبكة مراسلينا فى شتى المحافظات، بشأن حضور بعض الوزراء والمحافظين لمراسم ذبح الأضاحى بالقرى المختلفة فى أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وثمة سؤال دار بخاطرى هو: لماذا يحضر وزير أو محافظ مراسم ذبح الأضاحى فى قرية من القرى أو فى أحد الأماكن المخصصة للذبح؟

لكن سرعان ما كانت نماذج عديدة للإجابة على التساؤل تتدفق بين أفكارى.. فالوزير أو المحافظ يريد أن يشارك الأهالى بالقرى فرحتهم خاصة فى مثل هذه الشعيرة الدينية، ويطمئن بنفسه على تنفيذ القانون من إتمام عملية الذبح فى الأماكن المخصصة، وليس فى الشوارع العامة والطرقات التى تؤدى إلى تلوث بيئى يضر بـالصحة العامة.

أيضا يريد الوزير أو المحافظ أن يثبت للقيادة السياسية التى أتت به، أنه رغم أن الجهاز الإدارى للحكومة فى عطلة رسمية إلا أنه يتابع ويرأس بنفسه الأجهزة المحلية المعنية بالرقابة على تنفيذ القانون.

الشاهد، أن ما سبق ودار بخاطرى من إجابات على التساؤل ما هى حجج ربما يقبلها العقل للوهلة الأولى، لكن مع التفكير والتحليل – للواقع الذين يعيشه ملايين الفلاحين البسطاء الذين يكافحون طوال النهار فى الشمس المحرقة أو البرودة الشديدة يعانون أشد المعاناة – يرفضها المنطق على الفور.

لقد كان من الأولى للسيد المسؤول أن يتابع بنفسه عشرات المشكلات التى حولت حياة الريفيين إلى جحيم مثل مشكلات نقص مياه الرى، وشح مياه الشرب، وتطهير الترع والمصارف، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى، وتدنى منظومة البنية التحتية فى غالبية القرى والنجوع.

أليس من الأجدر للسيد المسؤول أن يبحث فى إيجاد حلول واقعية وملموسة لهذه المشكلات التى ساهمت وبشكل كبير فى خلق جيل كامل من الشباب الريفى، كفر بكل معانى الوطنية والإنتماء للوطن.

ونحن إذ نناشد جميع المسؤولين فى الجهاز الإدارى للدولة خاصة من يرتبط منهم بحياة ملايين الفلاحين، نطالبهم بعدم تضيع الوقت فى مشاهد عبثية وسلوكيات تخاطب القيادة السياسية فقط من دون أن يستفيد منهم أبناء الريف.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى