رأى

دعم البحوث الزراعية.. ضرورة حتمية

هانى البنا

بقلم: هاني البنا

من الحقائق المسلم بها ـ أن استقرار ونمو المؤسسات البحثية الزراعية سيظل حجر الزاوية، والدعامة الأساسية لتحقيق ما يتطلع إليه القطاع الزراعى من أهداف.. على مستوى استنباط أصناف عالية الإنتاج من مختلف الحاصلات الزراعية.. وتحديث المعاملات الزراعية الكفيلة بتطويرحجم الإنتاج.. وتوفير الإطار العلمى الضرورى لتخطيط مشروعاتنا الزراعية.. ووضع الحلول السريعة والعملية لما يواجه سير العمل فيها من مشكلات.

إن الدروس المستفادة من تجاربنا الزراعية السابقة وتجارب الدول الأخرى.. النامية والمتقدمة.. تؤكد دائماً أن المكانة التى يحتلها النشاط البحثى للدولة تنعكس حتماً على ما تحققه هذه الدولة من إنجازات.. والعكس صحيح بطبيعة الحال.

وليس من المبالغة فى شىء أن نقرر أن مصر قد حققت منذ سنوات قليلة ماضية إنجازات زراعية اكتسبت احترام المنظمات الدولية والإقليمية.. ارتكزت فى المقام الأول على قاعدة بحثية قوية.. قامت على الاستيعاب الواعى لتجارب الدول المتقدمة.. والتكامل والتنسيق بين الباحثين فى الجامعات ومركز البحوث الزراعية والمراكز البحثية الوطنية الأخرى.. الأمر الذى كان وراء اختيار منظمة الأعذية والزراعة للأمم المتحدة مصر كبيت خبرة لـمشروعات التنمية الزراعية فى إفريقيا.

ولكن علينا أن ندرك أن عجلة البحث العلمى إن توقفت عن الدوران لأدى ذلك حتماً إلى مغادرة مسيرة التقدم.

بما يجره ذلك من ويلات على حياتنا الاقتصادية والاجتماعية التى يشكل القطاع الزراعى مصدر استقرارها وازدهارها.

ومن المؤشرات الإيجابية التى تلقيناها جميعاً بالترحيب والأمل، ما تقرر من رفع الموازنات المالية المخصصة للمراكز والمعاهد البحثية التابعة للقطاع الزراعى.. وهو ما يحدث لأول مرة منذ سنوات.

ولا شك أن هذه الخطوة من جانب الحكومة ومجلس النواب، يجب أن يقابلها تحرك إيجابى من جانب القائمين على إدارة نشاط البحوث الزراعية؛ ليشرعوا سريعاً لصياغة الخطط التنفيذية للمشروعات البحثية المستهدفة فى كل المجالات الإنتاجية والخدمية.. وتحديد الجهات المنوطة بتنفيذها بدقة.. والبرامج الزمنية لكل برنامج بحثى.

إن المؤسسات البحثية الزراعية، وهى تقوم بالاضطلاع بمسئولياتها فى هذا الصدد.. لا تنطلق من فراغ.. فلديها من الخبرات والإمكانيات البشرية ـ خاصة شباب الباحثين ـ ما يؤهلها للقيام وبحق بتنفيذ هذه المسئولية على الوجه الأكمل.. يدعمها فى ذلك استعادة نشلط ذراعها الإرشادية القوية، القادرة على نقل نتائج ما يتوصل إليه الباحثون إلى حقول المزارعين.. وعرض مشاكلهم على موائد البحث والدراسة.. الأمر الذى يستوجب بالضرورة تأسيس علاقة مستقرة بين الجمعيات التعاونية الزراعية وبين أجهزة الإرشاد الزراعى.

إن أنشطة البحوث الزراعية فى العالم تشهد تطوراً سريعاً بصورة غير مسبوقة فى التاريخ.. ساهم فى إحداثها على هذا النحو التطور الرهيب فى وسائل التواصل الاجتماعى، التى وصلت بالفعل إلى القرية المصرية.. وآن الأوان لاستخدامها فيما ينفع جماهير الزراع والمنتجين.

لقد أثبتت المؤسسات البحثية الزراعية المصرية دائماً مقدرتها على استيعاب المتغيرات العلمية.. فلدينا أول معهد للتكنولوجيا الحيوية فى إفريقيا، بالتزامن مع معهد مماثل فى جنوب إفريقيا، ولدينا أيضاً معمل بحثى فى مجال النانو تكنولوجى، وهى متغيرات تكفل تحقيق طفرة حقيقية فى حجم الإنتاج الزراعى، نحن أحوج ما نكون إليها.. وكلنا أمل فى باحثينا وعلمائنا الذين كانوا دائماً على مستوى المسئولية الوطنية.. وعلى الله قصد السبيل.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى