بحوث ريفية

دراسة: التماسيح لا تهدد أسماك بحيرة ناصر وتؤكد على أهمية وجودها

كتب: أسامة بدير أثبتت دراسة علمية حديثة خطأ الزعم القائل بأن التماسيح تستهلك كميات كبيرة من الأسماك، لافتة إلى أن التقديرات الجزافية لغذاء التماسيح لا تمثل الواقع، ما يؤكد أنها ليست السبب الرئيسي فى تدني الإنتاج السمكى فى بحيرة ناصر كما يشاع.

وأشارت الدراسة، التى أعدها الدكتور محمد شوقي القطان – كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك – جامعة أسوان، التى حملت عنوان “دراسة استكشافية للوضع الراهن للتماسيح فى بحيرة ناصر وأثرها على المخزون السمكي”، إلى أن التماسيح تشغل جزءاً هاماً فى النظام البيئي من خلال تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي للمخزون السمكي فى البحيرة من خلال تغذيتها على مفترسات الأسماك الاقتصادية.

و”الفلاح اليوم” ينشر ملخص الدراسة كما ورد من الباحث.

أثيرت فى السنوات الأخيرة مشكلة تزايد أعداد التماسيح فى بحيرة ناصر خاصة فى المنطقة الجنوبية للبحيرة، وأنها تهاجم الصيادين، وتمزق شباك الصيد، بالإضافة إلى أنها تستهلك كميات كبيرة من الأسماك، وأنها السبب الرئيسي فى تدهور إنتاج البحيرة، لذا اقترح البعض أنه لابد من التخلص منها وإبادتها من البحيرة!

الأمر الذى كان يستوجب إعداد دراسة استكشافية عن التماسيح فى بحيرة ناصر وأثرها على المخزون السمكي، وكشف الغموض عن جوانبها المختلفة، وإمكانية الاستفادة منها كمجال استثمارى واعد فى مصر أسوة بالدول الرائدة فى هذا المجال.

أسفرت نتائج الدراسة عن النقاط التالية:

1 – يبلغ عدد أنواع التماسيح فى العالم 23 نوعاً، ينتشر فى بحيرة ناصر منها “تمساح النيل” بطول المنطقة الشاطئية، والذى يعد ثانى أكبر أنواع التماسيح فى العالم بعد تمساح المياه المالحة، وتم التأكد من ذلك من خلال تحليل البصمة الوراثية DNA للتماسيح.

2 – تم رصد العدد الفعلى للتماسيح بطريقة الكشف الليلي باستخدام الكشافات، وثبت بعد مسح نحو 20% من مساحة البحيرة، أن عدد التماسيح يتراوح من 6000 – 30000 تمساح (فوق اليابس وفى الماء)، وأن الغالبية العظمي منها أحجام صغير تتراوح نحو عام، بينما 10% منها فقط تماسيح بالغة وأحجام كبيرة، فضلاً على أن 2% فقط من صغار التماسيح تستطيع أن تصل لحجم 1.5 متر أى أن عددها يقل لا يزيد.

3 – أما من ناحية التغذية فقد اتضح أن التماسيح الصغيرة تستهلك بشكل يومي اللافقاريات المائية مثل القشريات والقواقع والحشرات المائية، أما التماسيح اليافعة (1.5 متر) تستهلك وجبة واحدة كل أسبوع حيث تبدأ فى التغذية على الضفادع والأسماك والطيور المائية، أما الأحجام البالغة والكبيرة (4 متر) تستهلك وجبة واحدة كل 2 – 3 أسابيع ومنها الثدييات الكبيرة، ونسبة الأسماك فى معدة التماسيح الممتلئة تتراوح من 10 – 13% فقط والغالبية منها أسماك غير اقتصادية، وأن التمثيل الغذائى للتماسيح بطىء جداً، ومدة تفريغ المعدة تأخذ نحو 99 ساعة أى (أكثرمن أربعة أيام) مما يؤكد أنها لا تأكل يومياً، فضلاً على أنها لا تأكل مطلقاً فى فصل الشتاء الذى تقضيه فى التشمس نظراً لعدم نشاط إنزيمات الهضم.

مما يثبت خطأ الزعم القائل بأن التماسيح تستهلك كميات كبيرة من الأسماك، وأن التقديرات الجزافية لغذاء التماسيح لا تمثل الواقع، مما يؤكد أنها ليست السبب الرئيسي فى تدني الإنتاج السمكى فى البحيرة كما يشاع.

4 – اتضح أن التماسيح تشغل جزءاً هاماً فى النظام البيئي من خلال تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على التنوع البيولوجي للمخزون السمكي فى البحيرة من خلال تغذيتها على مفترسات الأسماك الاقتصادية مثل القراميط  والقراقير والفهقة، بالإضافة أنها تتغذي على جثث الحيوانات النافقة، وأن فضلات التماسيح تزيد من المغذيات الذائبة فى الماء والتى تزيد إنتاجية الغذاء الطبيعي الذى يمثل الغذاء الرئيسي للأسماك.

5 – أخيراً اتضح أنها مجال استثماري واعد فى مصر من خلال تبني إنشاء مزارع لتربية التماسيح أو متنزهات سياحية، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من منتجاتها المتعددة كالجلود واللحوم  وغيرها فى التجارة والتصدير أسوة بالعديد من دول العالم.

*للإطلاع على البحث: مجلة العلوم الاقتصادية والاجتماعية الزراعية جامعة المنصورة، مجلد 9 عدد (6) 2018م.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى