رأى

خلي بالك من تيلوميرك

د.أسماء صلاح

بقلم: د.أسماء صلاح الدين حرفوش

معهد بحوث وقاية النباتات فرع الشرقية – مركز البحوث الزراعية

مما لا شك فيه أننا جميعا دون أي استثناءات نريد أن نعيش شبابا لأطول عمر ممكن بمشيئة الله عز وجل ونأخر الشيخوخة بقدر المستطاع وأيضا نتجنب حدوث الأمراض جميعا وخاصة السرطانات لكي نستمتع بحياتنا ونعيشها بسعادة بالغة وأيضا لكي نسعى في الأرض كل منا في عمله وسعيه لما خلق له.

وكي نحقق هذه الأمنية الجميلة التي نتمناها جميعا أكمل معي قراءة هذه المقالة عزيزي القاريء لكي تتعلم المزيد من العلم والمعرفة لعظمة الخالق وأنه حقا ابدع في خلق الانسان ولم يتركه عرضة للمرض بل خلقه ليحيا حياة سعيدة خالية من الأمراض لكي يكون بحق خليفة الله في أرضه ويعمل دوما على النجاح والاصلاح.

خلق الله عز وجل الانسان ولم يتركه عرضة للأمراض لكي يتألم ويعاني وانما خلقه ليكون له دور عظيم في الأرض ولذلك كرمنا على سائر الكائنات بل وسخرها وذللها جميعا من أجلنا وجعلنا خلفاء في أرضه كي نعمرها ونجملها ونعمل ونستفيد ونحيا حياة سعيدة لذلك خلق لنا بداخل اجسامنا اليات عديدة لتدافع عن الجسم من الامراض وتعيد اصلاح ما تلف في الجسم وجهاز مناعي قوي جدا لمحاربة الفيروسات والامراض بمختلف انواعها، أي ان الله سبحانه وتعالى جعل في أجسامنا الية الشفاء الذاتي والتعافي ومقاومة المرض والدفاع القوي عن الجسم, لأن الجسم هو الوطن الأول الذي اذا ما حاربت من اجل بقائه وعافيته وصحته سخر الله لك كل مافي الارض ليكون طوعا لك لأنك تعمل هذا لأن فيك من روح الله، فمن أعظم ما تقوم به هو المحافظة على جسدك الذي جعله الله أمانة في يدك أنت وحدك. ولكي تعيش هذه السعادة والنعيم والشباب وتتجنب الأمراض هيا بنا نعرف هذا السر العظيم الذي يسميه علماء الغرب ينبوع الشباب واكسير الحياة.

من أسس أليات الحفاظ على الجسم ضد الشيخوخة والأمراض وخاصة السرطانات هو “التيلومير“. ما التيلومير وأين يوجد؟ يوجد التيلومير في أطراف الكروموسومات الموجودة في جسم الانسان، وهذه الكروموسومات تحمل المادة الوراثية لجسم الانسان اي كل صفة يتمتع بها الانسان من طول او قصر، لون العينين، طبيعة الشعر هل هو أملس أم مجعد وغيرها من الصفات الوراثية الموجودة في أجسامنا تحملها الكرومسومات، وتوجد تلك التيلوميرات في نهايات الكروموسومات وتعمل بمثابة غطاء للكروموسومات لكي تحمي وتحفظ المادة الوراثية والشريط الوراثي بداخلها عند عملية انقسام الخلايا لكي تضمن بقائها كاملة اثناء الانقسام وعدم تلفها.

لقد شبه العلماء التيلومير بمثابة الجزء البلاستيكي الذي يوجد في نهاية رباط الحذاء حيث بدون هذا الغطاء او الجزء البلاستيكي سوف يتلف رباط الحذاء بعد فترة قليلة جدا ويصبح غير صالح للاستخدام، كذلك بدون التيلومير سوف تتلف المادة الوراثية بداخل الكروموسوم بسرعة كبيرة جدا ويشيخ الانسان في عمر مبكرة جدا وتجتاحه الأمراض ومن ثم يموت مبكرا جدا جدا، لذلك يطلق عليه العلماء ويسمونه الساعة البيولوجية المحددة لعمر الخلية.

عندما تنقسم خلايانا ونزداد عمرا يقل تدريجيا طول التيلومير حيث يولد الانسان بأطول طول للتيلومير ويقل تدريجيا مع العمر حتى يصل الى ما يسمى بالطول الحرج الذي يؤدي الى حدوث الامراض وخاصة السرطانات ومن ثم شيخوخة الخلايا  ثم موت الخلية. ولكن من عظمة الخالق انه لم يتركنا بدون الية لحفظ طول التيلومير ولكنه خلق انزيم يسمى التيلوميراز وهو يعمل على حفظ طول التيلومير ولكنه يوجد بتركيز مختلف في الخلايا حيث انه يقل جدا في الخلايا الجسدية وبينما يزداد تركيزه في الخلايا الجذعية والخلايا الجرثومية المسئوله عن التكاثر في الانسان.

المعلومه الهامة جدا بالنسبة لنا والمعلومة السحرية هي أننا باستطاعتنا ان نحفظ طول التيلومير من القصر المبكر لنستمتع بالشباب ونتجنب حدوث الامراض لأن إنزيم التيلوميراز يوجد بتركيز قليل جدا في الخلايا الجسدية حيث انها تصبح اكثر عرضة للشيب والعجز المبكر واكثر عرضة للأمراض.

فكيف يمكن لنا ان نحافظ على التيلومير من القصر؟

يحدث هذا عن طريق أسلوب حياتنا الذي نعيش به ونوعية الطعام الذي نأكله، هل نتناول أطعمه صحية بكميات كبيرة وهل هذا الطعام مزروع اصلا بطريقة صحية ولا يحتوي على نسبة عالية من المبيدات التي تستخدم في الزراعة، وهنا ياتي دور الزراعة التي تلعب دورا اساسيا في صحة الانسان واهمية الحفاظ على الاراضي والمحاصيل الزراعية من الملوثات التي تدمر بطريق مباشر صحة الانسان، لذلك يجب علينا جميعا ان نولي اهتماما بالغا بالزراعة وتتصدر قائمة الاهتمامات والاولويات لانها أساس كل شيء وهي تأتي على قمة الهرم لانه بالاهتمام بها فاننا نهتم للصحة التي هي اساس الشعوب وتقدم الشعوب فبدون الصحة الجيدة بل والممتازة لن تستطيع ان نتقدم في اي مجال اخر لانها اساس بقاء البشرية.

فالتغذية السليمة والطعام الصحي ضروري جدا وأساسي للحفاظ على طول التيلومير وتجنب الماكولات الضارة, وايضا ممارسة التمارين الرياضية هام جدا, البعد عن التدخين وتجنب السمنة والاحتفاظ بجسم رشيق ومعتدل, ايضا ممارسة التأمل يلعب دورا مهما جدا للحفاظ على طول التيلومير حيث انه يجنبنا ويبعدنا عن التوتر والضغوط التي لها عامل مؤثر وقوي جدا في طول التيلومير حيث اثبتت الابحاث العلمية ان الضغوط اليومية والتوتر يعملان على تقصير التيلومير بطريقة سريعة جدا خاصة مع تكرار الضغوط واستمرارها لمده طويلة فانها تعمل على تآكل التيلومير ليصل الى ما نسميه بالطول الحرج ومن ثم الشيخوخة المبكرة والامراض ومن ثم موت الخلايا.

انتهى المقال ولكن لم ينتهي الكلام لان هناك العديد من الابحاث العلمية تتحدث عن كل خاصية لكيفية الحفاظ على طول التيلومير وكم سنه من عمر الانسان يمكن ان تطول أو تقصر بسبب عادة صحية خاطئة, وان هناك شعوب اعمارها طويلة بسبب الألتزام بالعادات الصحية السليمة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى