ع الزراعية

جرس الإنذار!

بقلم: د.مدحت مراد

نبه جرس الإنذار الذى دق فجأة بين جنبات مركز البحوث الزراعية متمثلا فى الوفاة الفجائية للزميل والآخ العزيز د.أحمد ابراهيم (38 سنة) الباحث بمعهد الآراضى والمياه تاركا وراءه زوجة وطفلين فى عمر الزهور نتيجة إصابته بنوع بكتيرى أثناء إجراءه بحثا علميا يهدف منه الى ترشيد استخدام المبيدات للحفاظ على حياة بنى وطنه من المصريين، وقبله زملاء آخرين فى ريعان الشباب سقطوا بيننا نتيجة تعرضهم لمخاطر عملهم تاركين أسر وأطفال صغار لمصير مجهول .. ليكشف عن الظروف الحياتية الصعبة التى يعيشها أعضاء الهيئة البحثية بالمركز لضعف قيمة معاشتهم التى لا تغن ولا تسمن من جوع!!

كما زادت المعاناة نتيجة لما ألم بنا بعد إرتفاع الأسعار نتيجة لإجراءات الإصلاح الاقتصادى التى تم إتخاذها للحفاظ على سلامة الدولة والتى تحملنا جميعا تبعاتها بصبر ووعى من أجل بلدنا الغالية مصر.

إلا أن وفاة عدد من الزملاء بالمعاهد المختلفة للمركز خاصة من شياب الباحثين أدى للرنين المستمر لجرس الإنذار، لينبهنا جميعا الى قلة حيلتنا وما ينتظر أسرة كل منا بعد أن نذهب للقاء ربنا من الكوارث الحياتية التى تنتظرهم لضآلة المعاشات التى لن تكفيهم يقينا لسد متطلباتهم وتوفير حياة كريمة لهم، بل لن تضمن لهم الستر!.

إن الموت حق وهو اليقين الحقيقى فى حيانتا .. ومع قناعتنا الكاملة أن لكل أجل كتاب .. فإن الله أمرنا أن نعمل على الحفاظ على توفير الحياة الكريمة لمن نتحمل مسئولية رعايتهم وتوفير المعاش اللائق لهم من بعدنا.

إن الجهد المشرف الذى يبذله بعض الزملاء والروح الطيبة والمشاعر النبيلة التى تسود بيننا قد ساعدتنا وقتها على تقديم المساعدة المادية الممكنة التى جمعناها كزملاء بالمعاهد المختلفة لكل الأسر التى فقدت عائلها (والتى من المؤكد أتها لن تفى بمتطلبات هذه الأسر لفترة طويلة) .. تدعونا الى وقفة مع النفس لدراسة كيفية مواجهة هذه الظروف الصعبة خاصة إن كان هناك صغار يحتاجون للرعاية والبحث عن وسائل تحفظ كرامة أسرنا.

يكفينا عدم تحرك المسئولين بإدارة المركز فى الحصول على حقوقنا فى الجودة رغم حصولنا على أحكام نهائية واجبة النفاذ بالقوة الجبرية مضى عليها دون تنفيذ قرابة ثمانية أعوام وأدعوكم جميعا للتفكير فى كيفية إيجاد آلية مناسبة لرفع قيمة معاشاتنا الضئيلة  والحفاظ على كرامة أسرنا من بعدنا بعد أن أفنينا أعمارنا فى البحث العلمى.

أنا لن أناشد وزير الزراعة أو نائب الوزير أو رئيس مركز البحوث الزراعية بالتحرك لمساعدة أسرنا بعد إنتقالنا لرحاب الله، حيث أنى أعتقد أن هذا من صميم واجبهم، وإلا كيف نطالب بأداء الأعمال المكلفين بها ونحن لا نستطيع حماية أسرنا وتوفير حياة كريمة لهم من بعدنا!؟

الزملاء الأعزاء .. الكرة فى ملعبنا الآن .. واتحادنا هو الأمل فى تعديل هذا الوضع الشائن، وأقترح تشكيل لجنة تقدم اليها اقتراحاتكم واعداد مقترح نهائي تتم دراسة مدى قانونيته لرفعه للجهات المسئولة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى