رأى

تأثير التلوث البيئي على المجتمع المصري والأضرار الناتجة عنه

د.شيرين قطب

بقلم: د.شيرين قطب علي عبدالعليم

باحث بمحطة البحوث الزراعية بسدس – بني سويف

شهد العقد الأخير من القرن العشرين اهتمام العلماء والمخططين والسياسيين ورجال الاقتصاد وعلماء الاجتماع اهتماماً كبيراً بمشكلات البيئة والتغيرات التى تطرأ عليها وأساليب التعامل معها والأضرار التى تلحق بها نتيجة لبالغة الإنسان فى استغلال مواردها الطبيعية مما انعكس على حياة الإنسان والمجتمع، وواضح أن هذا الاهتمام لم يكن قاصراً على البحث عن مدى ما يمكن أن تقدمه الطبيعة للإنسان من ثروات والطريقة المثلى التى يمكنه للإنسان أن يكشف بها عن هذه الثروات والموارد وأفضل الأساليب لاستغلالها، وإنما كان بالإضافة إلى هذا كله يحاول الكشف عما لحق بالبيئة الطبيعية من أضرار قد يصعب علاجها أو تلاقيها نتيجة لسوء استغلاله لها أو سوء فهمه.

والواقع أن التلوث البيئى كمشكلة بيئية أصبح من المشكلات الخطيرة جداً التى قفزت فجأة على مسرح الإحداث العالمية البيئية وحظيت باهتمامات العلماء والمسئولين عندما زادت حده التلوث، وهكذا صار التلوث إحدى صور الفساد الذى تسبب فيه الإنسان نتيجة لإخلاله بتوازن البيئة، فانتشرت ظاهرة التلوث لتعم معظم بقاع العالم، هذا وتزداد خطورة مشكلة التلوث البيئى فى المجتمعات النامية بفعل مخلفات وفضلات الإنتاج والاستهلاك حيث التزايد السكانى المستمر وما ينجم عنه من زيادة كمية ونوعية المخلفات والفضلات الزراعية والصناعية والمنزلية مع تركها مكشوفة فى الهواء مما يؤدى لنمو العديد من البكتريا المرضية والجراثيم والفطريات والحشرات والقوارض التى تنقل الأمراض المعدية للإنسان، فضلاً عن انتشار الروائح الكريهة والأمراض الخطيرة.

ونظراً لتعدد مصادر التلوث البيئى فى الريف المصرى، ونظراً للتأثيرات السلبية التى تلحق الضرر بالإنسان والحيوان والنبات نتيجة لذلك ظهر جلياً ضرورة حماية تلك البيئة والحفاظ على عناصرها من التلوث والإهلاك لذلك كان لزاماً على جميع الهيئات والمنظمات والأجهزة العاملة فى الريف أن تهتم بقضايا البيئة ، ومحاولة حل مشكلاتها وتوعية الأفراد بالحفاظ عليها.

وإن للتلوث البيئى اشكال عديدة وسوف يختصر هذا المقال على شكلين فقط من أشكال  التلوث البيئى حيث أرى انهما من المسببات الرئيسية للحكم على المجتمع إذا كان مجتمع نامى أو متحضر وتنحصر فى تأثير التلوث الإعلامى على تغير القيم الثقافية والاجتماعية لدى المجتمع، ثم هل الانسان علاقة بالمكان ويؤثر عليه ام لا:-

 على أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة والتى تميزه عن غيره من المجتمعات، وهى نتاج تجارب وخبرات هذا المجتمع على مر العصور والأزمان تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل، والثقافة هي مجموع المعارف التي يكتسبها الإنسان من أبويه ومحيطه وتجاربه، وأنها تستقر في العقل الباطن للإنسان وتحكم تصرفاته حيث أنها تبرمجه فيعمل الإنسان بموجبها لا إرادياً ويحاول نشرها لأكبر عدد من الناس لتحمسه لها ولاعتقاده أنها الصواب وغيرها الخطأ.

 وقد أثرت التغيرات التكنولوجية، وقد انعكست هذه التغيرات على حياة الإنسان وسلوكه  فعم الانحلال والفساد الاجتماعي ومن خلال الاتصال الثقافي بين الشعوب تنتقل العادات والممارسات الثقافية وفي حالة الألفة أو التفاهم بين ثقافتين، فإن التقليد يقوم بينهما على أساس أن الأدنى يقلد الأعلى ومما ساعد على التأثر السلبي بنمط الثقافة الغربية.

حيث لم يعد مفهومنا عن البيئة شاملا فقط الموارد التي يستمد أو يحصل منها الإنسان على مقومات حياته وإنما يمتد هذا المفهوم ليشمل العلاقات التي تنظم الحياة بين الأفراد والمجتمعات والتي تنظمها الهيئات والمنظمات الاجتماعية بجانب الأديان والقيم والعادات والتقاليد والأخلاق، والحقيقة إن  الإنسان لم يدرك أثر التغييرات البيئية  الاجتماعية على حياته الإجمالية أو العكس إلا مؤخرا، ويعتبر التلوث الاجتماعي هو كافة الأضرار البيئية والتي ينشأ عنها بعض المشاكل الاجتماعية الرئيسية ومن أهمها الأمراض التي تصيب الإنسان من الضغوط النفسية التي يتعرض لها، وكذا كل الأمور المرتبطة بالعادات والتقاليد والثقافة وقد أكدت الدراسات السابقة بان التلوث الاجتماعي يسود عند ضعف القيم والمعتقدات الثقافية السائدة فى المجتمع، وضعف العلاقات الأسرية، وضعف مستوى العلاقات الاجتماعية التى تسود المجتمع التى تنتج عن سوء السلوك الاخلاقى بكافة أشكاله.

أما عن علاقة الإنسان بـالبيئة والمكان الذى يعيش أن هناك رابط حقيقي بين محتويات المكان والانسجام التام بين جميع أفراد الأسرة، فإن اختيارنا للمكان ومحتوياته بشكل صحيح ومنظم ومنسجم يجعلنا أكثر قدرة على اكتشاف القدرات الذاتية، وينعكس ذلك على صحتنا الجسدية والنفسية التي تمنحنا القدرة على فهم حقيقة الحياة والشعور بـالسعادة الحقيقية، وإذا ما أردنا أن تكون الأشياء ملحوظة فيمكننا تسليط الضوء عليها أو إحاطتها بنباتات وزهور زاهية اللون، وبشكل عام نجد أن الإضاءة المنزلية لها أهميتها وانعكاساتها على حياة الإنسان أما ما يتعلق بالألوان فإنها تجذب الانتباه وتعتبر أساساً للتفسير الثقافي لسلوكنا اليومى فاللون الأحمر: يرمز للقوة الحيوية ويبعث الإثارة، اللون الأصفر: لون الشمس ويمكن استخدامه في تقوية الذاكرة والتأمل في دائرة الضوء، اللون الأزرق: يوحي هذا اللون بالغموض ويرمز إلى الاستقلالية اللون البرتقالي: يساعد على الابتعاد عن الوحدة اللون الأخضر: هو رمز الحياة يساعد على إزالة الخوف وإيقاظ الإحساس بالحياة اللون الزهري: لتهدئة المشاعر وإراحة الأعصاب (غرف نوم الأطفال) أما اللون الأبيض: يعكس جميع الألوان ويرمز للبراءة والشفافية ويقترن بالفضيلة أو النظافة وعدم الغموض والتعبير عن الصدق والفرح اللون الأسود: فإنه يمتص جميع الألوان الأخرى وله مدلول سلبي ويعتبر لون الغموض.

المراجع

  • محمود ، أدهم محمد ذكى، دور الإرشاد الزراعى فى الاستفادة من المخلفات الزراعية لحماية البيئة من التلوث فى إقليم شمال الصعيد، رسالة دكتوراه، كلية الزراعة – قسم إرشاد زراعى، جامعة المنيا، 2008.
  • عبد العزيز، محمد كامل، الصحة والبيئة – التلوث وخطره الداهم على صحتنا، مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، دار الطلائع للنشر، 1999.
  • عبد المقصود، زين الدين، البيئة والإنسان – دراسة فى مشكلات الإنسان مع بيئته، منشاة المعارف بالإسكندرية، 1997.
  • الخولى، الخولى سالم إبراهيم، المشكلات الاجتماعية المعاصرة فى المجتمع الريفى، الطبعة الأولى، كلية الزراعة، القاهرة، جامعة الأزهر، دار الندى للطباعة والنشر، 2007.
  • أبو دف، محمود خليل، التلوث الثقافي لدى الشباب في المجتمع الفلسطيني ودور التربية في مواجهته ، كلية التربية الجامعة الإسلامية – غزة، مجلة الجامعة الإسلامية المجلد التاسع – العدد الثاني، ص ٥٨، 2001.
  • الريدى، جمال حسين، التلوث الاجتماعي بعد ثورة 25 يناير وأثره على الانتماء المجتمعى والبيئة الاجتماعية فى الريف، دراسة لبعض العوامل المتصلة بالتلوث الاجتماعي فى قرية بنى محمد سلطان بمحافظة المنيا.
  • بلان، نبيه، علاقة الإنسان بمحتويات المكان، شبكة المعلومات العالمية، منتدى رامى رام (RamI Ram ،012 ،ram1ram.com/RAM/modules.php?name=News&file sid).

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى