رئيس التحرير

برقية عتاب لوزير الزراعة

بقلم: د.أسامة بدير

لست من أنصار المشككين أو أصحاب نظرية المؤامرة أو الذين يبثون طاقة سلبية فى محيط المجتمع الزراعى.. علمائه وباحثيه وعامليه فى قطاعات ومؤسسات وزارة الزراعة.

كما أننى أثمن جهود قائد كتيبة الوزارة، الدكتور عز الدين أبوستيت، من أجل نهضة القطاع الزراعى وتحديثه.. وأنا على المستوى الشخصى، أسجل إعجابى به على الصعيد المهنى والإعلامى، واعتزازه وثقته بنفسه وشفافيته التى تؤكد على أننا أمام عالم وأستاذ جليل فى تخصصه، فضلا عن ثقافته الغزيرة بفروع الزراعة الاخرى.

الشاهد، أننى دائما ما أرغب فى الوصول إلى الكمال فى جميع الأعمال والمواقف داخل منظومة العمل الزراعى، ومن هنا كان القرار بإرسال برقية عتاب عاجلة للدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، عبر مقالى الأسبوعي بالموقع التنويرى – “الفلاح اليوم” – لآلاف العلماء والباحثين والمزارعين والمهتمين بالشأن الزراعى فى مصر وجميع أنحاء المعمورة.

البداية كانت مع حضورى ورشة عمل معهد بحوث أمراض النباتات مطلع الأسبوع الماضى، لتغطية الجلسة الافتتاحية للورشة بحضور وزير الزراعة ولفيف من قيادات الوزارة ومركز البحوث الزراعية، وبحكم التغطية الصحفية كنت أمام المنصة الرئيسية من أجل تسجيل وقائع الافتتاح بالصوت والصورة، حيث قام معهد أمراض النباتات بتكريم نخبة متميزة من العلماء والباحثين الذين لهم اسهامات علمية وبحثية ذات طابع تطبيقى على الزراعة المصرية من ذات المعهد، وهذه خطوة رائعة تأتى فى سياق تحفيز الباحثين على بذل المزيد من الجهد والإبداع خدمة لتحقيق نهضة القطاع الزراعى بجميع مكوناته.

لكن، ما لفت انتباهى أثناء مراسم تسليم العلماء المتميزين درع التكريم من وزير الزراعة، عندما جاء الدور على شباب الباحثين المكرمين، فخر مصر وعزها.. وقود نهضتها الحاضرة والمستقبلية، فكان الدكتور محمد الشارونى الباحث بـمعهد أمراض النباتات الذى يكرم نتيجة حصوله على براءة اختراع دولى لجهاز صغير الحجم يستخدم فى الكشف عن الممرضات النباتية الموجودة على أى نبات فى وقت قياسى يترواح من 3 ـ 5 دقائق.

وأثناء تسلم الدكتور محمد الشارونى، درع التكريم من الدكتور عز الدين أبوستيت سمعت الوزير يقول له.. “أبقى عدى عليا فى المكتب”.

وقبل عتاب الدكتور عز الدين أبوستيت، أؤكد للمرة الثانية أننى أتمنى أن أرى وزارة الزراعة فى أبهى صورة لها ممثلة فى شخص القائد المثالى، ودولاب العمل فيها يسير وفق منظومة محكمة، لا مجال فيها للارتجال أو العشوائية التى تهدر الأموال والجهود، خاصة ونحن نسابق الزمن من أجل تحقيق الأمن الغذائى لملايين المصريين، الذى لا ينفصل عن الأمن الوطنى لمصرنا العزيزة.

يقينى، أن وزير الزراعة جانبه الصواب فى مثل هذا الموقف، فالوزير لديه مكتب فنى كبير يمكن عن طريقه تحديد موعد للباحث المخترع، ويتواصل معه وإبلاغه بالموعد المحدد ويرسل له سيارة تأخذه من مكان عمله حتى وزارة الزراعة.

أعتقد أن أمثال الدكتور محمد الشارونى، لهم كامل التقدير والاحترام وينبغى على وزير الزراعة أن يوفر له ولهم كامل الحقوق الأدبية والاجتماعية التى تحفظ لهم جميعا نبوغهم العلمى وابتكاراتهم التى بالتأكيد سيكون لها مردود اقتصادى كبير على الاقتصاد المصرى، فضلا عن أمن مصر الغذائى ووقاية شعبها وثروتها الزراعية من أمراض خطيرة يمكن أن تأتينا من خارج الحدود الوطنية.

برقية عتابى لوزير الزراعة، إنما تأتى من أجل الحفاظ على ما يحققه من إنجازات باتت ملموسة على أرض الواقع رغم التحديات الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر فى تلك المرحلة، والتغيرات المناخية التى ينبغى التعامل معها والاستعداد بشكل أفضل للقادم منها بصورة أكثر سوءا نتيجة عوامل بيئية وصناعية وبشرية داخلية وخارجية.

ومن هنا، أطالب الدكتور عز الدين أبوستيت، بضرورة تخصيص جزء من وقته بشكل اسبوعى لمقابلة أمثال الدكتور محمد الشارونى، وغيره من شباب الباحثين الواعد بمركزى البحوث الزراعية والصحراء، وأن يسعى الوزير شخصيا للبحث عنهم، ومقابلة هؤلاء المبدعين من أجل اتخاذ خطوات جادة نحو تفعيل أفكارهم وتعظيم الاستفادة منها فى إطار منظومة التحديث والتطوير التى ينبغى أن تكون الشغل الشاغل لجميع قيادات وزارة الزراعة.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يأمرون المحافظين بذلك…..وينسون انفسهم
    تحياتى للزميل الفاضل الدكتور / أسامة بدير رئيس تحرير جريدة أو صحيفة الفلاح اليوم الإليكترو نية.
    تحرص وتؤكد القيادة السياسية فى مصر ، قديماً وحديثاً على ضرورة تخصيص كل محافظ فى محافظته يوم أسبوعى للقاء المواطنين لحل مشاكلهم ، أو تقديم مقترحاتهم لحل مشاكل عامة تواجه السكان فى المحافظة . وتحياتى لك اساسها أنك طرقت موضوعاً هاماً جداً ، لأن عدم تخصيص ولو ساعة واحدة كل اسبوع لكل وزير لمقابلة مرؤوسيه الجادين ، يضع الكثير من العوائق أمام من يرغب فى تقديم ماهو مفيد ، وذلك بسبب الحواجز الإدارية بداية من بوابة دخول الوزارة ..والأمن…وأسئلة لاتنتهى من عينة : عاوز الوزير ليه؟ ورينا بطاقتك ؟ أنت مين ؟ طب هات الحاجه واحنا نوصلوها!!….ثم الإصطدام بعناصر المكتب الفنى من الموظف الصغير وصولاً إلى مدير المكتب الذى يخبرك ( من باب راحة الدماغ ) أن
    الوزير ماجاش النهارده ..أو الوزير مشغول..سيب الحاجه واحنا ح نوصلوهاله….. سيب تليفونك وح نتصل بيك……ومكتب الوزير والسكرتارية…يوووووه …حواجز لانهايةلها…أتمنى أن يسمعك كل وزير وليس وزير الزراعة فقط…. فهذا مطلب لو تحقق ،لتحقق الكثير لصالح الراعى وصالح الرعية . أكرر التحية على الطرح..مع أطيب التمنيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى