تقارير

براءة اختراع تؤكد جدوى الاستفادة من ورد النيل ومخلفاته 

متابعات أشار الدكتور حازم حسن على، مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إلى إحصائيات رسمية توضح الاستهلاك المحلى من علف الحيوان لسنة 2017 حيث بلغ قرابة 3100000 طن، بينما بلغ الإنتاج المحلى قرابة 2350000 طن، بواقع عجز قرابة 750 ألف طن، ما يؤدى إلى نقص الإنتاج الحيوانى فى مصر نتيجة النقص الشديد فى الأعلاف الخضراء خاصة فى موسم الصيف، والتى تكبد الدولة أكثر من 800 مليون دولار لاستيراد مكونات أعلاف الماشية.

وأضاف على، وفقا لما ورد بـ”الأهرام الزراعى”، أنه بعد إجراء العديد من التجارب والاختبارات على ورد النيل، تم هدم الاعتقاد السائد لدى الأوساط العلمية بعدم جدوى الاستفادة من ورد النيل ومخلفاته؛ نظراً لما كان يعتقد من اعتماده فى النمو والتكاثر على امتصاص المعادن الثقيلة ومركباتها، ومن بينها الرصاص والكروم والحديد وكذلك الفوسفور والنيترات الضارة بالإنسان والحيوان والنبات على السواء من المياه الملوثة بمخلفات الصرف الصناعى والصحى والزراعى، مؤكدا أن التجارب أثبتت إمكانية الاستفادة من جزء كبير من ورد النيل بعد فصل الأجزاء السامة وتجفيف الأجزاء المستخدمة فى صناعة الأعلاف، وتقطيعها ومعالجتها بآلات محلية الصنع لاستخدامها فى صناعات الأعلاف كبديل جزئى للبرسيم، حيثُ تحتوى على أعلى نسبة بروتين نباتى تبلغ 8% ضعف نسبة البروتين المستخلص من مخلفات زراعية أخرى، تستخدم حالياً فى صناعة الأعلاف لسد الفجوة فى إنتاج الأعلاف، وبما يوفر أكثر من 200 مليون دولار سنوياً فى استيراد مكونات الأعلاف.

وتابع، بالإضافة إلى توفير جزء من مياه النيل المهدرة بواسطة ورد النيل، والتى تقدر حالياً بـ5 مليارات متر مكعب مياه تقريباً تكفى لاستصلاح وزراعة 100 ألف فدان جديدة، يمكن أن تضاف للرقعة الزراعية، فضلاً عن الحد من  الآثار البيئية الضارة لـورد النيل على الرقعة الزراعية، ومن بينها: منع تدفق النهر عبر الترع والمصارف إلى البحيرات الشمالية، ما يؤدى إلى تلف العديد من المحاصيل الزراعية لعدم وصول المياه إلى جميع الأراضى الزراعية، بالإضافة إلى انسداد الترع والمصارف وإعاقة الرى، حيثُ يغلق طلمبات وماكينات رفع المياه ويسبب تعطلها، كما أنه يؤدى إلى ارتفاع كميات الرواسب بالنهر والترع وتردى نوعية المياه وظاهرة الإنماء البيولوجى .Lutrophication.

وأشار مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، إلى أنه تم إنتاج عينات من العلف باستخدام ورد النيل طبقاً لبراءة اختراع مسجلة برقم (28663)، تحت إشراف المركز القومى للبحوث واختباره فى عدة حظائر مواشى بعدة محافظات بنتائج معتمدة من المركز القومى للبحوث، حيثُ تم إنتاج عينات تجريبية فى محافظات البحيرة والمنوفية والقليوبية بلغت نحو 4 أطنان خلال سنتيْن.

وكشف على، أثبتت الدراسة أن العلف المنتج باستخدام ورد النيل يمتاز بأنه علف طبيعى من المخلفات الحيوية النباتية، ويحتوى على الأحماض الأمينية الأساسية والكربوهيدرات، بالإضافة إلى المعادن ومضادات الأكسدة اللازمة لكل أنواع الحيوانات المجترة، بديل طبيعى لدريس البرسيم لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين، كما أنه أرخص من الأعلاف المناظرة المتوافرة بالأسواق حيثُ تقل تكلفة إعداده بنسبة 30%.

خسائر ورد النيل

تسبب ورد النيل فى فقد مياه قُدرت خلال عام 2014 بـ3,3 مليار متر مكعب، بما يعادل نصيب أكثر من 19 مليون مواطن مصرى من المياه سنوياً (بمعدل نصيب للفرد 125-140 لتراً يومياً)، وأصبح يغطى مئات آلاف الكيلو مترات المربعة على مياه النيل سنوياً، بعدما كان ورد النيل يغطى آلاف الأمتار المربعة قبيل بناء السد العالى.

من المتوقع أن يصل معدل استهلاك نبات ورد النيل للمياه إلى 5,8 مليار متر مكعب من المياه بحلول عام 2020، فضلاً عن خسارة مصر نحو 5 مليارات م3 أخرى بسبب سد النهضة، وبذلك ستفقد مصر 10,5 مليار متر مكعب تكفى لاستهلاك 60 مليون شخص.

كما أن ورد النيل قضى على الثروة السمكية النهرية، حيثُ لا تستطيع الأسماك التكاثر فى وجوده، لأنه يحجب أشعة الشمس من الوصول إلى عمق المياه وامتصاص الأكسجين من المياه، فضلاً عن أنه يساهم فى إيواء القواقع مثل  البلهارسيا، والزواحف والثعابين، كما أنه يكبد وزارة الرى مبالغ هائلة للقضاء عليه وتطهير الترع والمصارف باستخدام الإزالة الميكانيكية.

ورد النيل دخيل على البيئة المصرية

نبات ورد النيل طفيلى دخيل على البيئة المصرية، حيثُ دخل مصر فى صورة بضعة نباتات لتزيين نافورة فى قصر الأمير فؤاد على النيل، إلى أن النبتة الواحدة تستطيع بذر 4800 نبتة جديدة شهرياً، وتمتص النبتة الواحدة منه ستة أضعاف وزنها من المياه يومياً، بمتوسط 3 لترات مياه يومياً، وتصل نسبة الرطوبة به إلى 95% من وزنه مما يقلل من اقتصاديات الاستفادة منه تجارياً.

طرق التغلب على ورد النيل

يمكن التغلب على سلبيات الطرق المتبعة حالياً فى جمع ورد النيل، والتى تساعد على انتشاره نتيجة خلط النبات مع رواسب الطمى على ضفة النهر، ثم تركه للتحلل ووصول المخلفات السامة إلى البيئة  والإنسان بعد نقلها من ضفاف النهر وتأثيره السلبى على الإنسان والحيوانات.

كذلك ترسب بذوره وقدرة البذور على البقاء لعشرين عاماً فى رواسب الطمى، ونقلها من مكان لآخر، ما يساعد على انتشار ورد النيل، كما يمكن التغلب على عدم توافر مساحات كافية لتخزين ملايين الأطنان من ورد النيل بعد إزالته على ضفتىْ النيل  بالدلتا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى