تكنولوجيا ريفية

باحث بالقومى للبحوث يكافح السموم الفطرية فى الأعلاف والمحاصيل الحقلية بـ«الطين»

الطين والذرة الصفراء

متابعات تنتشر السموم الفطرية فى كثير من المحاصيل الحقلية مثل محصول الذرة الذى يعد أكثر الأعلاف الملوثة بـالسموم الفطرية التخلص من السموم يرفع الأداء الإنتاجى للحيوان من اللحوم واللبن.

ومن أخطر السموم التى تهدد صحة الإنسان والحيوان الأفلاتوكسين.

أجرى الدكتور جودة عبد الحليم جودة، باحث بقسم الألبان فى المركز القومى للبحوث، دراسة لتقييم قدرة معادن الطين المصرية (البنتونيت والمونتموريلونيت) على ربط السموم الفطرية (الأفلاتوكسين B1 والزيرالينون)، التى قد توجد فى علف الحيوانات الحلابة، وتأثيرها على الامتصاص والإفراز فى اللبن، ودراسة تأثير هذه المواد الماصة على استهلاك العلف، ومعاملات هضم المواد الغذائية، وبعض مقاييس الكرش، وبعض مكونات الدم، وإنتاج اللبن وتركيبه ومتبقيات السموم الفطرية فى لبن الماعز الحلابة.

ويوضح جودة، أن السموم الفطرية تنتشر فى كثير من المحاصيل الحقلية، سواء قبل الحصاد أو حتى أثناء التخزين، حيثُ تعتبر الذرة والمنتجات المرتفعة فى محتواها من الكربوهيدرات، هى أكثر الأعلاف الملوثة بـالسموم الفطرية، وخصوصاً عند التخزين تحت ظروف الرطوبة المرتفعة، ومن أخطر السموم الفطرية التى تهدد صحة الإنسان والحيوان الأفلاتوكسين B1 (AFB1)، والتى تنتجها أنواع الإسبرجلس، وتكمن خطورة هذا السم الفطرى عند امتصاصه داخل جسم الحيوان فى سرعة تحوله للأفلاتوكسين M1 (AFM1)، والذى يفرز فى لبن الحيوان، مما يمثل خطورة على صحة مستهلكى ذلك اللبن أو أحد منتجاته.

وتابع: هناك أيضاً أحد السموم الفطرية، والذى لا تقل خطورته عن الأفلاتوكسين B1 وهو الزيرالينون Zearalenone (ZEN)، والذى تنتجه أنواع الفيوزاريوم، وتكمن خطورته فى تأثيراته على التوازن الهرمونى داخل جسم الحيوان أو الإنسان، كما تعتبر السموم الفطرية من المركبات المسرطنة عند تناولها سواء من قبل الحيوان أو الإنسان، بالإضافة إلى تأثيرها السلبى على استهلاك العلف، معدلات هضم العناصر الغذائية، نشاط وتمثيل الكائنات الدقيقة بالكرش والأداء الإنتاجى والتناسلى للحيوان.

وأوضح جودة، إن التخلص من السموم الفطرية قبل أو أثناء تغذية الحيوان، يؤدى إلى تحسين النشاط التمثيلى للكائنات الدقيقة بالكرش، وبالتالى زيادة معاملات هضم العناصر الغذائية، وكذلك زيادة المأكول من المادة الجافة، بالإضافة إلى تحسين الأداء الإنتاجى للحيوان، علاوة على إنتاج لبن جيد كماً (استفادة اقتصادية) وكيفاً (خالى من السموم الفطرية أو به أقل نسبة ممكنة منها)، مما يحافظ على صحة مستهلكى الألبان ومنتجاتها، وذلك عن طريق استخدام بعض المواد الرابطة المستخرجة من البيئة المصرية، والتى يكون لها القدرة على ربط هذه السموم الفطرية وتقليل المتاح منها للتمثيل بواسطة الحيوان، والتى لا يكون لها أى تأثيرات جانبية على صحة الحيوان أو الإنسان المستهلك للمنتجات الحيوانية.

وأشار جودة، إلى أن الدراسة شملت دراسة استقصائية لتقدير السموم الفطرية (الافلاتوكسين B1 والزيرالينون) فى علائق الحيوانات الحلابة والمواد العلفية الشائع استخدامها فى أعلاف الحيوانات (الذرة الصفراء)، للوقوف على مدى التلوث بهذه السموم، ثم التقييم المعملى كمقارنة لقدرة بعض المواد الرابطة مثل معادن الطين المصرية (البنتونيت والمونتموريلونيت) مع المستوردة (HSCAS والزيوليت) على ربط السموم الفطرية (الافلاتوكسين B1 والزيرالينون) التي قد توجد فى العلف، مع تحديد أفضل النسب التى يمكن استخدامها من مضادات السموم فى علائق الحيوانات.

كما تم إجراء تجربة حقلية لتقدير معاملات الهضم للعناصر الغذائية المختلفة، وكذلك دراسة التغيرات التى حدثت فى بيئة الكرش وكيمياء الدم، وانعكاس ذلك كله على إنتاج وتركيب اللبن ومحتواه من السموم الفطرية (أفلاتوكسين B1، الزيرالينون) أو متبقياتها للماعز المغذاة على علائق مضاف إليها البنتونيت أو المونتموريلونيت، حيثُ أجريت هذه الدراسة فى مزرعة خاصة للإنتاج الحيوانى فى دمنهور بـمحافظة البحيرة، مصر ومعمل إنتاج اللبن، المركز القومى للبحوث، واستمرت لمدة ثلاثة أشهر، تم خلالها استخدام خمسة عشر عنزة حلابة خليط (زرايبى x بلدى) عمرها ما بين 2-2.5 سنة بوزن جسم يتراوح بين 19-21 كجم فى الأسبوع الأول بعد الولادة.

وأوضحت الدراسة الاستقصائية أنه فى محافظتىْ البحيرة والدقهلية؛ كانت تركيزات أفلاتوكسين B1 أعلى من الحد الأقصى المسموح به فى تغذية الحيوان (20 ميكروجرام/ كجم)، وكان أعلى تركيز فى الذرة الصفراء التى تم الحصول عليها من محافظة البحيرة (96.72 ميكروجرام/كجم)، وكانت تركيزات الزيرالينون أقل من الحد الأقصى المسموح به فى تغذية الحيوان (0.5 مجم/كجم)، ولكن أعلى نسبة كانت فى الذرة الصفراء من محافظة الدقهلية (165.75 ميكروجرام/كجم).

كما أشارت نتائج الدراسة المعملية إلى أن لكل من المونتموريلونيت والبنتونيت قابلية عالية على ادمصاص أفلاتوكسين B1 أو الزيرالينون فى التجربة المعملية تلى فى ذلك HSCAS.

وأوضحت النتائج، أن هذه المواد الماصة يمكن استخدامها فى الوقاية الكيماوية ضد أفلاتوكسين B1 والزيرالينون فى الأعلاف الحيوانية الملوثة عند استخدام بجرعة منخفضة تصل إلى % 2 (وزن/ وزن).

وقد خلصت الدراسة أن لكل من المونتموريلونيت والبنتونيت قابلية عالية على ادمصاص أفلاتوكسين B1 أو الزيرالينون، وأن هذه المواد الماصة يمكن استخدامها فى الوقاية فيزيائياً أو كيميائياً ضد هذه السموم فى الأعلاف الحيوانية الملوثة عند استخدامها بجرعة منخفضة تصل إلى % 2 (وزن/ وزن).

كما أشارت نتائج الدراسة الحقلية إلى أن إضافة 2% من البنتونيت أوالمونتموريلونيت كنسبة من المركزات فى علائق الماعز الحلاب كانت لها تأثيرات مفيدة على الأداء الإنتاجى، وليست لها آثار سلبية على مقاييس الكرش أو كيمياء الدم؛ وأدت لانخفاض معنوى فى تركيز أفلاتوكسين M1 فى لبن الماعز الحلاب تحت الظروف الحقلية فى مصر.

وعلى المستوى الاقتصادى، كشفت الدراسة، عن استخدام معادن الطين المصرية ذات جدوى اقتصادية، مقارنة مع بدائلها المستوردة (HSCAS والزيوليت) أو مقارنة مع مضادات السموم الأخرى؛ لأن أسعارها أقل بصورة كبيرة وفى نفس الوقت تقوم بنفس الدور الذى يقوم به بديلها المستورد بالإضافة لتحسين أداء الحيوانات.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى