بحوث ريفية

باحثون بمعهد الإرشاد الزراعى يقترحون نموذج لتنمية السياحة الريفية

د.حنان مكرم، أستاذ مساعد بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية

كتب: أسامة بدير قالت الدكتورة حنان مكرم، الأستاذ المساعد بـمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية والباحث الرئيسى لدراسة: نموذج مقترح لتأهيل بعض القرى للسياحة الريفية بجمهورية مصر العربية، أن الدراسة استهدفت وضع نموذج لتأهيل أربع قرى هى دندرة بمحافظة قنا، وقرية تونس بمحافظة الفيوم، وقرية القراموص بمحافظة الشرقية، وقرية أغورمي بمحافظة مطروح، وذلك بهدف تعظيم الإستفادة من تلك القرى في مجال السياحة الريفية، لتصبح مناطق سياحية جاذبة وتدرج على الخريطة السياحية المصرية.

وأضافت حنان، فى تصريح خاص لـ”الفلاح اليوم“، أنه حال تطبيق هذا النموذج الذى شارك فى إعداده نخبة متميزة من الباحثين بـمعهد الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية التابع لـمركز البحوث الزراعية، سوف يساهم فى إنعاش هذه القرى اقتصاديا من خلال توفير فرص عمل للفئات التي تنتشر بها البطالة من الشباب الريفى.

وتابعت: أن تنمية تلك القرى واستغلال مواردها المحلية فى السياحة الريفية سيؤدى إلى زيادة دخل الريفيين من خلال الاستخدام الأمثل للإمكانيات المتاحة بكل قرية، مشيرة إلى الحفاظ على التراث الثقافي الريفي، والمساهمة في تنمية مناطق جديدة للجذب السياحي ما يسهم في تحقيق نمو متوازن على المستوى الاقتصادي في توزيع الدخل القومي بين الريف والحضر.

يذكر أن الدراسة شارك فى إعدادها فريق بحثى مكون من: د.ماجدة محمد قطب ـ أستاذ الاجتماع الريفى بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية، د.على شوقى عبدالخالق ـ أستاذ الاجتماع الريفى بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية، د.وحيد محمد عبدالصادق ـ باحث بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية، د.إنجي خيرى فايد ـ باحث بمعهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية.

وينفرد “الفلاح اليوم“، بنشر ملخص الدراسة..

ملخص الدراسة

السياحة هي واحدة من أكبر وأسرع الصناعات نموا في العالم سواء البلدان المتقدمة أو النامية، وهي وسيلة ناجحة لرفع المستوى الاقتصادي والمعيشي، بالإضافة إلى أنها تساهم في  خلق  وإيجاد فرص عمل للشباب

يعاني غالبية الريفيين من الفقر والحرمان وإرتفاع معدلات البطالة التي فاقت معدلات البطالة في الحضر، حيث يضم الريف حاليا 55% من إجمالي المتعطلين في مصر مما يشير إلي العديد من المخاطر الاجتماعية والسياسية التي تتعلق بهذه الظاهرة علاوة على تدني العائد الاقتصادي للزراعة حيث لم تعد أسعار المحاصيل الزراعية تغطي نفقات الإنتاج مما يهدد باتجاه الفلاح لترك الزراعة وتبوير الأرض، وما يؤدي بالتالي إلي زيادة العجز في توفير الغذاء.

وعلى الرغم من توفر الموارد التي تؤهل القرى الريفية المصرية كي تحتل مكانة عالية في السياحة الريفية إلا أن هذا الموضوع لم يحظ بالإهتمام الكافي للإستخدام الأمثل لتنشيطها، وتأهيلها للمنافسة العالمية لذا استهدفت هذه الدراسة  تحديد بعض القرى التي لديها مقومات للسياحة الريفية في المحافظات المدروسة، والتعرف على معوقات إقامة هذه القرى للسياحة الريفية بالمحافظات المدروسة، واخيرا وضع نموذج مقترح لتعظيم الإستفادة من القرى المدروسة في مجال السياحة الريفية، والذي من المتوقع عند تطبيق هذا النموذج تنمية وتطوير بعض القرى الريفية لتصبح منطقة سياحية وتدرج على الخريطة السياحية هذا فضلا عن إنعاش هذه القرى إقتصاديا من خلال توفير فرص عمل للفئات التي تنتشر بها البطالة من الشباب من كلا الجنسين، وزيادة دخل الريفيين من خلال الإستخدام الأمثل للإمكانيات المتاحة بكل منطقة. والحفاظ على التراث الثقافي الريفي، علاوة على  المساهمة في تنمية مناطق جديدة للجذب السياحي مما يسهم في تحقيق نمو متوازن على المستوى الاقتصادي وفي توزيع الدخل القومي بين الريف والحضر.

ولتحقيق هذه الأهداف تم إختيار أربع محافظات من الأقاليم الزراعية بجمهورية مصر العربية والتي تعتبر من المحافظات الفقيرة ولديها مقومات تؤهلها للسياحة الريفية طبقا لدليل التنمية البشرية 2003، 2005، وهي محافظة قنا بإقليم مصر العليا، ومحافظة الفيوم إقليم مصر الوسطى، ومحافظة الشرقية بشرق الدلتا، ومرسى مطروح بغرب الدلتا، وقد تم إختيار ثلاث قرى من كل محافظة بناءا على ترشيح المسئولين طبقا لخصائصها السياحية، وموقعها على الطريق الرئيسي لسهولة الوصول إليها، وتوافر خدمات البنية الأساسية بها، وفي ضوء النتائج المتحصل عليها تم إختيار أحد هذه القرى الثلاث وفقا لأكثر المقومات التي تؤهلها للسياحة الريفية،  ووضع نموذج مقترح لهذه القرية لتكون قرية سياحية نموذجية.

وقد إستخدمت الحلقات النقاشية group discussions لمجموعة من أهالي القرية، بواقع ثلاث حلقات مناقشة بكل قرية بمجموع اثني عشر حلقة  بقرى الدراسة الأربع بحيث تشتمل كل حلقة على (7 -12 مبحوثا)، بإستخدام دليل علمي، تم وضعه لتوجيه النقاش داخل المجموعات لمعرفة مدى وعي المبحوثين بالمقومات السياحية لقريتهم، ومدى إستجابتهم لإستقبال السياح بالقرية، وما يمكن تقديمه للسياح، ومقترحاتهم لتطويرها، ومعوقات قيام السياحة الزراعية بالقرية، بالإضافة إلى إستخدام إستمارة إستبيان بالمقابلة الشخصية مع خمسة من المسئولين بكل محافظة والمهتمين بمجال السياحة بإجمالى 20 مبحوثا من محافظات الدراسة الأربعة، واشتملت إستمارة الإستبيان على بيانات خاصة ب:

أولا: مقومات السياحة الريفية بالمحافظة من أصول عامة، وبشرية، وإجتماعية، وطبيعية، ومادية.

ثانيا: معوقات قيام السياحة الريفية.

ثالثا: مقترحات قيام السياحة الريفية.

رابعا: ترشيح قرية لإقامة نموذج للسياحة الريفية بها.

وقد تم جمع البيانات خلال شهر أكتوبر، ونوفمبر، وديسمبر 2015، وقد تم عرض نتائج الدراسة لكل محافظة من خلال أربعة أجزاء: اختص الجزء الأول بعرض نتائج الدراسة الخاصة بالمقابلة الشخصية للمسئولين بالمحافظة، والجزء الثاني بعرض نتائج الدراسة الخاصة بالحلقات النقاشية التي إجريت ببعض القرى، أما الجزء الثالث فاختص بنتائج التحليل الرباعي الأبعاد لتحليل مواطن القوة والضعف والفرص والتحديات (SOWTANALYSIS) وقد اشتمل الجزء الرابع على تقديم نموذج مقترح لتأهيل القرى المختارة للعمل بـالسياحة الريفية.

وكان من أهم النتائج الخاصة بمحافظة قنا

تم اختيار قرية دندرة لما تملكه من مقومات سياحية عالية نتيجة وجود معبد دندرة والعديد من الموارد الطبيعية مثل نهر النيل، والجبال، والصحراء الغربية، وجزر لصيد الطيور، ومزارع الموز، والممارسات الريفية المميزة من الأنشطة المزرعية التي تمارس داخل وخارج البيت الريفي، ووجود العديد من الفنون والتراث الشعبي الريفي المميز، ووجود طاقات بشرية لديها خبرات بيئية، قربها من قرى غنية بـالسياحة الدينية واخرى مشهورة بعمل المنتجات الفخارية، علاوة على استعداد الأهالي لتجهيز بيوتهم لاستقبال السياح  للتعرف على الحياه الريفية الزراعية، بالإضافة الى العديد من الفرص التي يمكن أن تستغل  كالمنتدى الإقتصادي والثقافي المقام بقرية دندرة والذي يحضربه الألاف من المشاركين من داخل مصر وخارجها سنويا وكان من أهم المعوقات التي يمكن أن تواجه السياحة الريفية بقرية دندرة هي عدم وجود فنادق بيئية او أماكن مناسبة لإقامة السياح بالقرية، كمالا توجد دعاية كافية للمكان أو للتسويق للخدمات الموجودة بالقرية، وقلة وعي الأهالى بالتعامل مع السياح أو بما يمكن تقديمه للسياح.

وكانت  من أهم المقترحات اعداد فيلم وثائقي عن الصناعات التقليدية والتراث الريفي وطرق المعيشة بالقرية، وبناء البيت الريفي بالأرض المملوكة للمركز الثقافي، وتقديم القروض الصغيرة الميسرة لإقامة المشروعات الإنتاجية التقليدية للشباب.

وقد تم وضع تصور لزيارة السائحين لـقرية دندرة بدءا بـنهر النيل نزولا بالمرسى الخاص المؤدي الى معبد دندرة والتمتع بمزارع الموز بالقرية والتعرف على طرق تجهيز الأرض، وزراعتها والعناية بها، وطرق جمع المحصول ومشاركة الريفيين في الحياه الريفية بصفة عامة في المأكل والملبس وطريقة الحياة، وكذلك التمتع بالطبيعة الموجودة بالقرية والتوجه للقرى المجاورة للتمتع بالمقومات السياحية بها.

وكان من أهم النتائج الخاصة بمحافظة الفيوم

تم اختيار قرية تونس لما تتمتع به من طبيعة خلابة فهي تعد واحدة من أجمل المناطق الريفية فى مصر كما يوجد بها فنادق بيئية وسياحية متعددة المستويات، بحيرة قارون، والجبال، والاراضي الزراعية، والمناظر الطبيعية الخلابة، وقربها من وادي الريان ووادي الحيتان.

علاوة على وجود العديد من الروابط بين الشباب لتسويق منتجاتهم الحرفية ونظافة القرية، والبيوت الطينية والقباب والشكل المعماري المميز للقرية.

وجود مدرسة لتعليم الفخار الحديث، والعديد من الحرف التقليدية الاخرى كصناعة السلال والخوص، و شباب مدرب على العمل مع السياح.

انتماء معظم أبناء القرية لقريتهم، والتميز ببعض الفنون الشعبية والأكلات المميزة، علاوة على وجود فرص كمهرجان الخزف الذي يقام كل عام والإنفتاح على العالم الخارجي من خلال المهرجانات الدولية وتوافد الأجانب على القرية، وكان من اهم المعوقات عدم وجود دعاية كافية للقرية بالرغم من شهرتها عالميا، وكان من أهم المقترحات الإهتمام بالدعاية والاعلان عن الأنشطة والمناظر الطبيعية الجميلة بالقرية والمعارض التي تقام سنويا، وتوعية أهالي القرية بأهمية الحفاظ على الشكل المعماري المميز لبيوت القرية.

وقد تم وضع تصور لزيارة السائحين لـقرية تونس بأحد الفنادق البيئية الثلاث أو بأحد الشاليهات الموجودة بالقرية وممارسة بعض الأعمال اليومية التي يقوم بها الريفيون بمنازلهم من حلب المواشي وتربية الطيور وجمع البيض، وطريقة عمل المخبوزات من خبز وفطائر وخلافه، والتعرف على طرق تجهيز الاراضي الزراعية وجمع المحاصيل، وتناول الإفطار من المأكولات المشهورة بالقرية، والتعرف على ملامح القرية وزيارة مدرسة الفخار لرؤية فن الرسم على الفخار والأشكال الخزفية وكيفية صنع هذه المشغولات، ومشاركة السياح في تصميم أحد هذه الوحدات بنفسه، كما يمكن التمتع بـالصيد في بحيرة قارون والتنزه بركوب المراكب بالبحيرة، ومراقبة الطيور المهاجرة، وزيارة معبد قصر قارون، والبحيرة السحرية، ووادي الريان والتمتع برحلات السفاري والتزحلق على الرمال.

أهم النتائج الخاصة بمحافظة الشرقية

تم اختيار قرية القراموص، لوجود الأراضي الزراعية، ومزارع نبات ورق البردي، والمناظر الطبيعية الخلابة وقربها من برك البط، وآثار تل بسطا وصان الحجر، وشهرة القرية عالميا بتصنيع ورق البردي ويعمل غالبية سكان القرية فى الزراعة، ورعى الحيوانات، وأراضي القرية تزرع نبات البردي والذي يعتبر من أهم الزراعات التي ترفع من مستوى معيشتهم.

 كما تتميز بوجود أكلات مميزة وفريدة خاصة بأهل القرية، أما عن الصعوبات أو المعوقات التي يمكن أن تواجه السياحة الريفية بـقرية القراموص إتضح أن هناك بعض من المعوقات أهمها عدم وجود صرف صحي بالقرية، وعدم الدعاية السياحية للقرية من قبل المسئولين، وتغير بعض العادات والسلوكيات الجميلة عند البعض والإنفلات الأمني الذي أدى للحد من وجود السياح بالقرية وجود زراعة وتصنيع ورق البردي.

وقد تم وضع تصور لزيارة السائحين لـقرية القراموص لقضاء يوم أو يومين بها والإقامة بأحد البيوت الريفية وممارسة بعض الأعمال اليومية التي يقوم بها الريفيون بمنازلهم من حلب المواشي وتربية الطيور، والتجول بين حقول نبات البردي الموجودة بالقرية والتعرف على طرق تجهيز الأرض، وزراعتها والعناية بها، وطرق جمع المحصول، ومشاركتهم في بعض هذه العمليات. وزيارة بعض البيوت التي تعمل في تصنيع ورق البردي لرؤية المراحل التي يمر بها الورق في تصنيعه، ويمكن للسائح أن يشارك الأهالي في التخلص من قشرة  نبات البردي أو رص ألياف الورق وأخذ صور تذكارية، وزيارة ورش الطباعة والتلوين كما يمكن الاستفادة بالمناطق السياحية المجاورة للقرية والذهاب الى جزيرة سعود وقضاء اليوم بها لمشاهدة صيد الصقور، وسباق الخيول والهجن، والتمتع بمراقبة الطيور ببركة النصر.

أهم النتائج الخاصة بمحافظة مرسى مطروح

تم اختيار قرية أغورمي بمدينة سيوة وذلك نظرا لوجودها فوق صخرة مرتفعة تشبه القلعة وتمتاز بوجود آثار معبد آمون وقاعة تتويج  الأسكندر الأكبر وتتمتع هذه القرية بالهدوء وصفاء الطبيعة وأشجار النخيل، تتميز أيضا بقربها من مدينة سيوة حيث مدينة شالي القديمة وجبل الموتي حيث الدفن بالرمال، والعيون الطبيعية حيث المياه الكبريتية المعالجة.

اما عن المعوقات التي يمكن أن تواجه السياحة الريفية بـقرية أغورمي فقد اتضح انه لا يوجد بها بنية أساسية، ولا يوجد الوعي الكافي عند الأهالي لكيفية إستغلال مواردهم، وضعف الإمكانيات المادية.

وقد تم وضع تصور لزيارة السائحين لـقرية اغورمي بسيوة  لقضاء يوم أو يومين بها والإقامة بأحد البيوت الريفية وممارسة بعض الأعمال اليومية التي يقوم بها السيويين بمنازلهم مثل رعي الابل، ورعاية الطيور، وطريقة خبز العيش والتجول بين اشجار النخيل بالقرية والتعرف على طرق جمع البلح وتجفيفه وتعليبه، والعناية بها، ومشاركتهم في بعض هذه العمليات، والتعرف على ملامح القرية وزيارة بعض البيوت التي تعمل في تصنيع أباجورات الملح  والخوص والتمتع بالاكلات السيوية، والذهاب لعين كليوباترا أشهر عيون المياه الطبيعية بالواحة وجزيرة فطناس لمشاهدة غروب الشمس، والذهاب الى بير واحد حيث عين المياه الساخنة بالصحراء و التزحلق على والذهاب إلى جبل الموتى لمشاهدة المقابر والعلاج بالردم.

وقد تم وضع مقترح لإقامة فندق بيئي على طراز البيت الريفي بالقرى الاربعة يشارك أهالي القرية في إنشاؤه بجهودهم المادية وغير المادية، مراعيا فيه وجود المكونات التراثية للبيت الريفي القديم، وتنقسم وحداته إلى أماكن للإعاشة، ووحدة للصناعات التراثية التقليدية والبيئية ووحدة للخدمات التسويقية، أماكن مفتوحة للخدمات الترفيهية والفلكلورية، وركن خاص بالاطفال يتضمن جزء خاص بحيوانات المزرعة وكيفية رعايتها وجزء خاص بالمنتجات الفنية للأطفال وأخر خاص بالألعاب.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى