تكنولوجيا ريفية

باحثون بـ”القومي للبحوث” يبتكرون مستخلص «نواة المانجو» لعلاج سموم الثعابين

كتبت: نورا سيد توصل فريق بحثى فى المركز القومى للبحوث، إلى أن مستخلص نواة المانجو غنى بالمركبات الفينولية ومضادات الأكسدة، التى لها القدرة على تثبيط نشاط العديد من إنزيمات سموم الثعابين المحللة للأنسجة، والتى تساعد على انتشار السم فى جسم الضحية، وأن المستخلص قام ببراعة فى معادلة سُمّية الإنزيمات المسببة للنزيف والاستسقاء التى يسببه سم الثعابين.

كان الفريق البحثى المكون من كل من الدكتور صالح أحمد محمد، والدكتورة عزة مصطفى عبد العاطى، والدكتورة ولاء حسين سلامة، والدكتور محمد بلال حامد، والدكتورة عفاف سعد الدين فهمى  قسم البيولوجيا الجزيئية شعبة الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجى- المركز القومى للبحوث – قد قام بتحضير مستخلص من نواة نبات المانجو، والذى يعتبر من المخلفات الزراعية التى لا يستفيد بها الإنسان، واستخدامه فى هذه الدراسة كدواء لعلاج المضاعفات الناتجة عن لدغات الثعابين.

يذكر أن الثعابين مخلوقات غامضة وعجيبة تقاسم الإنسان بيئته، وقد يثير مرآها الخوف والفزع لدى الناس، فهناك أكثر من 2500 نوع من الثعابين فى العالم ليست جميعها سامة، إنما يبلغ السام منها نحو ثلث الأنواع المعروفة، وتنتشر الثعابين السامة في أماكن عديدة فى البيئة المصرية وتمثل لدغات الثعابين السامة مشكلة كبيرة تواجه كثيراً من السكان والعاملين بهذه المناطق، لما تسببه من آلم حاد وتورم شديد ونزيف خلال دقائق من حدوث العضة، مع حدوث تلف فى الأنسجة المحيطة بمكان العضة، وفى حالة التسمم الشديد يلاحظ وجود نزيف داخل الأعضاء، مثل: المخ والقلب والرئتين و الأمعاء والكليتيْن.

ويقول الفريق البحثى، أن التفسير المبدئى لحدوث النزيف، هو وجود إنزيمات فى سموم الثعابين تعمل على تحطيم جدار الخلايا المبطنة لجدران الأوعية الدموية، مسببة نزيفاً حاداً فى أنسجة الجسم، بالإضافة إلى وسائل أخرى مثل: تنشيط العوامل الداخلية المسببة للنزيف، أو تكسير الفيبروجين وهى المادة المسئولة فى الجسم عن وقف النزيف، أو تثبيط نشاط مجلطات الدم داخل جسم الضحية، مما يؤدى إلى بتر الجزء المصاب أو موت الضحية.

ويعتبر استخدام الأمصال العلاجية لسموم الثعابين هو العلاج الوحيد الأمثل لعلاج التأثيرات العديدة التى تسببها لدغات الثعابين، ولكن تحتوى سموم الثعابين المستخدمة فى تحضير الأمصال على خليط من البروتينات السامة وعديمة السُمّية، ولذا تحتوى الأمصال المحضرة باستخدام السموم الخام على أجسام قادرة على تثبيط ومعادلة السُمّية، بالإضافة إلى أخرى غير قادرة على تثبيط السُمّية، والتى تمثل عبئاً كبيراً على الجهاز المناعى، ويترتب على استخدامها إلى تعرض المصاب  للعديد من المضاعفات وأهمها حدوث غيبوبة.

 بالإضافة إلى أن هذه الأمصال لا تستطيع علاج الأنسجة التالفة المحيطة بمكان اللدغة. ولذلك أصبح البحث عن بدائل طبيعية من النباتات لها القدرة على معادلة السمية، أو التقليل من آثار التلف يعد هدفاً حيوياً فى علاج لدغات الثعابين.

وقد  أثبتت الدراسة أن مستخلص نواة المانجو له القدرة على بقاء الفئران حية بعد حقنها بجرعات مميتة من سُم الثعابين لأكثر من 24 ساعة، بدلاً من 20 دقيقة، مؤكداً على قدرة هذا المستخلص على بطء انتشار السم داخل جسم الضحية.

وأوصىت الدراسة بضرورة استخدام هذا المستخلص كعلاج فعال للدغات الثعابين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى