رئيس التحرير

انتفاضة وزير الزراعة نحو مركز البحوث الزراعية

بقلم: د.أسامة بدير

لقد بات من المؤكد أن مركز البحوث الزراعية يمثل أهم الأذرع البحثية لـوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، خاصة فى ظل حزمة من السياسات الزراعية الطموحة التى تستهدف تحقيق نهضة زراعية كبرى تمكن من تعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة وكافة عناصر العملية الإنتاجية الزراعية، فى ظل تحديات ومستجدات جمة بدأت تسبب أضرار خطيرة تهدد البنية الإنتاجية الزراعية سلبا مثل شح المياه والتغيرات المناخية والموارد البشرية.

ولعل المورد البشرى – الذى يدير منظومة العمل لجميع عناصر الزراعة وصولا لـتنمية ريفية تشمل كل مجالات القطاع الزراعى، يعد أخطر ما فى منظومة الإنتاج الزراعى – ينبغى الاهتمام بتأهيله وتدريبه وتثقيفه وفقا لأحدث متطلبات العصر من خلال آلية تتسم بـالشفافية والحوكمة لضمان النزاهة وتحقيق العدالة بين الجميع.

يقينى، أن مركز البحوث الزراعية يملك من الكوادر البشرية التى لو أحسن التعامل معها إداريا وفنيا وحظيت بمعطيات أساسية مهنية، وتوفرت لديها كافة الإمكانات اللوجستية اللازمة لأداء الأعمال المطلوبة لتحسن وضع الزراعة المصرية، وتحقق الأمن الغذائى بعناصره الأربعة الوفرة والكفاية والتناول والأمان.

الشاهد، أن الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، يبذل أقصى جهد ممكن فى ضوء الإمكانيات المتاحة من أجل ضمان حسن توظيف هذه الإمكانيات فى صالح إنجاز البحوث التطبيقية اللازم العمل على استمرارها من أجل استنباط أصناف جديدة من تقاوى المحاصيل الحقلية والبستانية تكون ذات إنتاجية عالية وأكثر مقاومة للتغيرات المناخية وأقل استهلاكا للمياه، فضلا عن التعامل مع ما يستجد من مشاكل تخص الواقع الزراعى وإيجاد الحلول العلمية القابلة للتطبيق فى أسرع وقت ممكن للتعامل مع تلك المشكلة من منظور تكاملى لجميع التخصصات المتاحة بالمركز.

أعتقد أن منظومة العمل بـمركز البحوث الزراعية تسير بشكل جيد وفقا لما هو متاح وإذا ما قررنا أن نزيد من كفاءة وفاعلية هذه المنظومة بشكل أكبر وإنتاجية ذات جودة عالية وبمعدلات متسارعة فإن الأمر يتطلب تحقيق “انتفاضة“.

أرى أن هذه “الانتفاضة” سوف تتحقق عندما يعلن وزير الزراعة الدكتور عز الدين أبوستيت، عن عقد اجتماع شهرى مع الباحثين فى مركز البحوث الزراعية من أجل الاستماع إلى قضاياهم الملحة ومشاكلهم التى تعوق سير العمل وتعطل مسيرة إنتاج المنتجات العلمية ذات العائد التطبيقى على الزراعة المصرية.

لقد كان شغلى الشاغل طوال الفترة السابقة أن استمع لهموم الباحثين التى تمس مسيرة عملهم البحثى بالمعاهد والمعامل المختلفة، وتطلعاتهم المشروعة نحو ضرورة إنهاء هذه المعاناة عن طريق اتخاذ قرارات سريعة تحطم كل صخور الروتين والبيروقراطية التى تسببت إما بجهل أو بقصد فى إحباط الكثير منهم وتوقف عن استكمال مسيرته العلمية بسبب لوائح وقوانين بالية وضعت منذ أكثر من ثلاثة عقود.

اليوم، أتطلع لقرار عاجل من وزير الزراعة يرفع الطاقة الإيجابية لدى أكثر من 13 ألف عضو هيئة بحثية بـمركز البحوث الزراعية، يعلن فيه عن إجراء حوار مفتوح مع الباحثين يتم بشكل دورى مرة كل شهر يستمع منهم ويتخذ قرارات فورية تنهى كل أشكال التسلط والجمود والرجعية التى بدت أثارها تطفو على السطح.

وأخيرا، أهمس فى أذن وزير الزراعة قائلا: “قرار مثل هذا سيحدث “انتفاضة” كبرى بـمركز البحوث الزراعية وسيحطم كثير من القيود التى تفرض على الزيارات التى تتم بهدف افتتاح معمل أو ورشة عمل أو مؤتمر، فضلا عن زيادة الثقة فى شخصكم الكريم من جانب الباحثين، فالجوار الاجتماعى فى الاستماع لهموم الباحثين يعظم من أواصر المحبة والألفة بين الرئيس ومرؤسيه”… أتمنى أن أسمع قريبا هذا القرار الذى حتما سيُسعد أصحاب الحقوق والمهمومين بالشأن العلمى بـمركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى