رأى

المناخ والشخصية المصرية … تغير يقابله تغيير!!

د.محمد علي فهيم

يقلم: د.محمد علي فهيم

وكيل المعمل المركزي للمناخ الزراعي – مركز البحوث الزراعية

مناخ مصر: كما يلخصه المقريزي: مصر متوسطة الدنيا سلمت من حر الأقاليم الأول والثاني ومن برد الأقاليم السادس والسابع ووقعت في الإقليم الثالث، فطاب هواؤها وضعف حرها وخف بردها وسلم أهلها من مشاتي الأهواز ومصايف عمان وصواعق تهامة ودماميل الجزيرة العربية وجرب اليمن وطواعين الشام وحمي خبير.

مناخ مصر: هو أكثر عناصر البيئة المصرية تجانساً، فالظروف المناخية متشابهة بشكل ملحوظ فوق أرض مصر، ولا يتنوع تنوعاً كبيراً، ولا يوجد استثناء سوى شريط الساحل المتوسطى الدقيق، الذى يتضاءل مساحة بسبب التدهور المناخى، والحرارة هى السمة الغالبة على مناخ مصر، لأن فصل الصيف يتفوق على فصل الشتاء بنسبة 7 : 5 أشهر، وفى غياب المطر يكون الجو الصحراوى الجاف هو السائد، والاستثناء الوحيد هو انخفاضات الأعاصير الشتوية.

أن الشخصية المصرية على طول تاريخها تتميز بالوسطية، وليس العنف من سماتها، فـالشخصية المصرية مثل الطبيعة المصرية (المناخية) لا تتغير بسهولة ولا تتغير بسرعة، بل تميل إلى الاستقرار والوداعة والمهادنة وتثبيت الوضع القائم كلما أمكن والتصادق معه وقبوله.

تغير يقابله تغيير!!

ومع التغير الواضح فى المناخ خلال السنوات القليلة الماضية وما يتبعها من سيادة ظروف مناخية متقلبة وزيادة التأثيرات السلبية على الانشطة الزراعية (الاقتصادية) وارتداد ذلك على نقص الانتاجية والدخل للمزارع ووقوفه “عاجزاً” تماماً امامها … وشعوره بالضجر والضيق بسبب عنادها.

بدء رويداً يحدث تغيير واضح فى الشخصية المزاجية (للفلاح او غيره من المصريين) بسبب التغير فى الظروف البيئية (المناخية) … فاصبح سريع الغضب والانفعال …. لذلك فليس من “الحكمة” تماماً ان تزيد “الضغوط” عليه او ان يستفز من هنا او هناك!!!

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى