حوار

المراكشي: الكينوا ليست بديلاً عن محصول القمح

الزراعات غير التقليدية إجبار في الأراضي الصحراوية

■ يوجد كثير من التحفظات على الخريطة الزراعية المصرية

حوار أجرته: جيهان رفاعي

أكدت الدكتورة شكرية المراكشى، رئيس مجلس إدارة إيروجيت لاستصلاح الأراضى الصحراوية، أن نبات الكينوا ليس بديلا عن محصول القمح، مشيرة إلى أنها مكملة للقمح وليست بديلة لخلوها من الجلوتين، ولا يمكن أن نصنع منها الخبز بمفردها، فلابد من زيادة دقيق القمح بنسبة خاصة لكل نوع من أنواع المخبوزات.

وأشارت المراكشى، فى حوار مع “الفلاح اليوم“، إلى أن الزراعات غير التقليدية تعد بمثابة إجبار في الأراضي الصحراوية ذات المناخ الصعب ودرجات الحرارة المتباينة وملوحة المياه التي تزيد على ٨٠٠٠ جزء في المليون.

وتابعت: مع التغيرات المناخية وندرة المياه التي نحن بصددها الأن فإن الزراعات غير التقليدية تصبح إجبار فعلي.

وأكدت رئيس مجلس إدارة إيروجيت لاستصلاح الأراضى الصحراوية، على أن الزراعة تحتاج إلى أشياء كثيرة أهمها الدعم من الجهات الحكومية، فضلا عن العلم والمجهود والصبر وطول النفس ورؤوس الأموال، لافتة أن نجاح الاقتصاد الزراعى في أى بلد يتطلب دعما من الحكومة وتسهيل ملكية الأراضي المراد استصلاحها وتوفير البنية التحتية لصغار المزارعين وتوفير الميكنة الزراعية اللازمة لتنفيذ عمليات استصلاح واستزراع الأراضى.

وإلى نص الحوار..

الدكتورة شكرية المراكشي.. ملكة الكينوا وهو اللقب الذي أطلق أخيرا على سيدة الأعمال ذات الجنسية الفرنسية والأصول التونسية والتي تعشق تراب مصر، كما أطلق عليها زهرة الصحراء لمجهودها الكبير في تحويل الأرض القاحلة إلى مروج خضراء.

س: لماذا أطلق عليك ملكة الكينوا؟

أطلق علي أسماء كثيرة: رائدة الكينوا – رائدة الزراعات الملحية الغير تقليدية، وهذا الإسم أطلقه علي المركز الديمقراطي لدراسات الشرق الأوسط بنورث كارولينا الذي قام بتكريمي في احتفالية خاصة بالقاهرة قبل عام، وأيضا شبكة إعلام المرأة العربية التي كرمتني في مسابقة الأفضل والتي أقامتها الشبكة في ٢٠١٨ م، ثم جاء لقب قاهرة الصحراء الذي أطلقه نائب وزير الزراعة المصرى السابق الدكتور صفوت الحداد عندما شاهد بنفسه ما قمت به من إنجازات زراعية غير تقليدية على أرض الواقع، كما تشرفت بتكريم من الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية المصري بإعتباري من رائدات ترشيد المياه في الزراعات الصحراوية، والآن ملكة الكينوا  … لقد درست هذا النبات جيدا وسافرت من أجله لعدة دول حيث تتم زراعته بمساحات كبيرة، وقمت بتجربة زراعته في مناطق عديدة من صحراء مصر حيث عرفت من خلاله كل الصحارى المصرية فأصبحت الصحراء موطني الثالث.

س: ما نبات الكينوا، وما قميته الغذائية؟ 

يعتبر نبات الكينوا مصدر البروتين الرئيسي  لكثير من السكان الأصليين في منطقة جبال الانديز في أمريكا  الجنوبية، كما كان له اهتمام كبير في البلدان النامية، وحاليا قد زادت أهميته الإنتاجية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا وأفريقيا، وقد اختارته منظمة الأغذية والزراعة العالمية كأحد المحاصيل المستقبلية لتأمين الغذاء في المستقبل، والكينوا عالية القيمة الغذائية لإحتوائها على نسبة عالية من البروتين وعلى نسبة عالية من الأحماض الأمينية الأساسية (الليسين، الهستيدين، الايزوليوسين، الميثيونين)، وهي ضرورية لبناء جسم الإنسان مقارنة مع القمح والشعير والذرة والشوفان والأرز، كما تتركز في البذور بعض الفيتامينات الهامة (A ، E ، B2)، وكذلك بعض العناصر الهامة لجسم الإنسان، ومن أهمها الكالسيوم والحديد والنحاس والزنك، وأيضا ذات محتوى عالي من الفيتامينات خاصة فيتامين C ، -caroteneβ، هذا بالإضافة إلى الاحماض الدهنية غير المشبعة … وهذا النبات من المحاصيل الغذائية  ذات القدرة الإنتاجية العالية التي تمتاز بقدرتها الفائقة على النمو تحت ظروف البيئة المعاكسة، وخاصة المتمثلة في ملوحة الماء والتربة والبرودة ونقص المياه، والتي تعاني منها مساحات عديدة  خصوصا في ظل نقص المياه وتأثير التغيرات المناخية، كما أنها ليست عرضة للإصابة بالأمراض المعتادة لمحاصيل الحبوب … وفي ظل إتجاه الأنظار للتوسع في الزراعة المستدامة “الكينوا “، كان لزاما على مربي النباتات تحسين صفات النبات على النحو التالي:

 التربية للحصول على أصناف خالية من الصابونين وهو قشرة الكينوا، مما يترتب عليه فوائد كبيرة عن طريق خفض تكاليف المعالجة، وقد نجحت جهود التهجين في هولندا في إدخال الصفة الخالية من الصابونين في الأصناف ذات النسبة المرتفعة منها، مما سمح بزراعة أصناف خالية من الصابونين.

 تم الحصول على تراكيب وراثية جديدة مبكرة النضج في الدنمارك تميزت بإنتاج محصول بذور جيد في ظل ظروف النهار الطويل من شمال إلى جنوب أوروبا.

 إستهدفت جهود التهجين أيضا إنتاج أصناف من الكينوا تتعدد في ألوان البذور، مما يمكن أن  يفتح الفرص أمام المزارعين من حيث الجاذبية الجمالية للبذور، ويمكن أيضا تحقيق فوائد غذائية حيث وجدت خصائص غذائية محسنة ترتبط بلون بذور الكينوا، وعلى سبيل المثال أظهرت بذور الكينوا الحمراء زيادة نشاط مضادات الأكسدة مقارنة مع بذور الكينوا الصفراء.

س: كيف يمكن لنبات الكينوا أن يساعد في تحقيق الأمن الغذائي وترشيد استهلاك المياه؟ وهل تساهم المحاصيل غير التقليدية في تحقيق الأمن الغذائي لمصر؟

يشكل النمو الديمغرافي والتطور الاقتصادي والتحضر والتلوث ضغطا على موارد المياه المتجددة خاصة في المناطق الشبه قاحلة والقاحلة، ولكون أن ندرة المياه هي عائق جوهري للزراعة في أجزاء كثيرة من العالم، فقد اتجه الاهتمام إلى البحث عن زراعات غير شرهة للمياه، إلى جانب البحث عن طرق جديدة للري الذكي لترشيد المياه لقطاع الزراعة، وهو الأكثر حساسية بالنسبة لندرة المياه من بين جميع قطاعات الاقتصاد …

ونظرا لأهمية المياه بالنسبة للزراعة والإنتاج الغذائي وكمية المياه التي تطلبها الزراعة في ضوء ندرة المياه الذي يعاني منها العالم والتغيرات المناخية، ولمعالجة هذه القضية المتنامية بدأنا في التركيز على الزراعات الصحراوية الغير شرهة للمياه مثل الكينوا والدخن والسرجم والتريتيكالي والحبوب الزيتية مثل القرطم والكانولا والكولزا، والتكيف مع ندرة المياه وإنتاج محاصيل غذائية غير تقليدية مكملة للمحاصيل التقليدية سواء كانت من الحبوب أو الزيوت.

ولا شك أن حماية الزراعة هي أمانة يجب أن يحملها كل إنسان وواجب حقيقي على كل مزارع وفلاح ومستثمر وكل من له الأمر في ذلك، وهي كذلك رسالة وأمانة للإنسانية بشكل خاص وللكائنات عموما وأمان استمرارها لانطلاق الإصلاح في تدوير الحياة بالتخطيط السليم والصحي وتطبيق الإخلاص من قبل الجميع والإقتناع ببرامج المختصين بداية بالإبتعاد عن الأسمدة والمبيدات الكيماوية والري السليم الرشيد بـمياه نظيفة خالية من الخلط بـمياه الصرف الصحي وإنشاء مصانع للأسمدة العضوية الصحية لتكون حاجزا منيعا من الأوبئة وحماية البيئة والتربة والنبات.

الزراعة هي الركيزة الأساسية للإقتصاد الوطني، وتعتبر البديل الاقتصادي المستديم، وهي التي تديم الاستدامة، وهي المنطلق الأول للوصول إلى العلم والعمل الذي يديم الحياة، حيث تعتمد عليها كل الشعوب لتفعيل جميع الاختصاصات ولاكتمال دورة الحياة من منطلقها لتحقيق الأمن الغذائي والأمان المعيشي واستثمار ما يتوفر من المياه والمناخ والتربة مع وجود الإمكانيات والكفاءات في العلم والبحوث وعوامل التطور في العمل والأيدي العاملة، هذه كلها مدعاة للنجاح الذي يمكن تحقيقه ويجعل العمل متميزا لمعالجة ومكافحة التصحر والتلوث البيئي والمردود الاقتصادي والبطالة الناتجة من التغاضي عن تفعيل الزراعة في دورها الهام …

والكينوا واحدة من النباتات التي تتحمل نقص المياه خلال موسم النمو، حيث يمكن أن تستهلك فقط ثلث استهلاك نبات القمح من حيث المياه خلال الموسم، وعموما يكفي الكينوا في حالة الزراعة ٣-٤ ريات طوال الموسم، أي أنه يمكن ريه كل ٢٥ إلى ٣٠ يوم حسب نوع التربة وتساقط الأمطار والصنف المنزرع، بينما في الأراضي الرملية مع الري بالتنقيط يمكن ريه كل ٨ إلى١٠ مرات حسب معدل تصريف المياه وعمر النبات، أما بالنسبة للري بالفلوبي سبرنكلر، وهو النظام الذكي في الري فهو يوفر ٣٠% من المياه مقارنة بالأنظمة السابقة الذكر، ويحدث إنبات للبذور في غضون ٢٤ ساعة بعد زراعتها عندما تكون الرطوبة كافية في التربة حول البذرة وتظهر بعد ٥ إلى ٧ ايام، وفي حالة الزراعة المتأخرة قد تظهر بعد أكثر من ١٠ أيام، وقد أثبتت جدوى زيادة معدل الري الذي يؤدي بدوره إلى نقص الإنتاجية.

س: ما الجهات التي ساهمت في إنجاح تجربتكم في زراعة الكينوا بمصر؟

كان لمراكز البحوث المصرية دور كبير في إنجاح هذه التجارب في صحراء مصر (تعاون مع مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية، وبالتعاون مع منظمة الأغذية العالمية  الفاو)، حيث لم  يدخروا المجهود لمتابعة التجارب وإجراء الفحوصات اللازمة والإرشادات العلمية التى أفادتنا في إنتاج المحصول إلى جانب المجموعة العلمية المميزة التي تعمل معنا منذ أن بدأنا هذه التجربة.

س: هل نستطيع زراعة الكينوا في كل الدول العربية؟

اتجهت الأنظار في الآونة الاخيرة إلى التوسع في زراعة نبات الكينوا بمصر في مناطق مثل الوادي الجديد، وادي النطرون، بني سويف، السويس، الشرقية، البحيرة، جنوب ووسط سيناء … وتم تقييم مجموعة من التراكيب الوراثية المختلفة تحت ظروف وبرؤية متعددة للوقوف على أفضل تلك التراكيب تحملا للإجهاد البيئي وأعلاها محصولا، كما تم زراعته في الجنوب التونسي، وبدأت العراق تدخله في سياستها الزراعية والأردن ولبنان والسعودية لأهميتها الاقتصادية والصحية.

س: ما أهم استخدامات الكينوا؟

للكينوا استخدامات عديدة إلى جانب استخداماتها الطبية، وهى:

 أنها تؤكل مثل الأرز تماما  بنفس طريقة التحضير، لذلك يمكن أن نقول أنها يمكن أن تكون بديلة للأرز.

 تستعمل في شكل طحين يضاف إلى دقيق القمح أو دقيق الذرة لجميع أنواع المخبوزات والحلويات.

 الغذاء الهام لرواد الفضاء لكونها لا تترك فضلات في الامعاء.

 لخلوها من الجلوتين، فهي الغذاء الصحي لمن لديه حساسية ضد الجلوتين، وكذلك غذاء متكامل لمرضى التوحد.

 أوراقها مثل السبانخ، يمكن استعمالها بديلة للسبانخ والسلق وكذلك للسلطة، كما أنها غذاء هام للماشية لكونها تزيد في إدرار اللبن لديها.

 تبن الدراس، الكينوا تضاف إلى عليقة الماشية والإنتاج الحيواني والخيول، كما أنه سماد طبيعي لتربة الأراضي  المهمشة.

س: هل يمكن أن تصبح الكينوا بديلا لمحصول القمح؟

هي مكملة للقمح وليست بديلة لخلوها من الجلوتين، ولا يمكن أن نصنع منها الخبز بمفردها، فلابد من زيادة دقيق القمح بنسبة خاصة لكل نوع من أنواع المخبوزات.

س: هل الزراعات غير التقليدية اختيار أم إجبار؟

الزراعات غير التقليدية إجبار في الأراضي الصحراوية ذات المناخ الصعب ودرجات الحرارة المتباينة وملوحة المياه التي تزيد على ٨٠٠٠ جزء في المليون، ومع التغيرات المناخية وندرة المياه التي نحن على أبوابها فهي إجبار فعلي، أما إنها اختيار فهي كذلك في الأراضي العادية والمياه العذبة تحميلا مع زراعة النخيل وزراعة الزيتون والموالح والفاكهة وغيرها من الاستثمارات الزراعية المستدامة وخصوصا في السنوات الأولى من زراعة هذه المحاصيل.

س: الزراعة تحتاج منا الكثير، أليس كذلك؟

الزراعة تحتاج إلى أشياء كثيرة … تحتاج أولا إلى الدعم من الجهات الحكومية، والذي قليلا ما نجده، كما تحتاج إلى العلم والمجهود والصبر وطول النفس، وتحتاج إلى رؤوس الأموال … ونجاح الاقتصاد الزراعي في كل بلد  يتطلب دعما من الحكومة وتسهيل ملكية الأراضي المراد استصلاحها وتوفير البنية التحتية لصغار المزارعين وتوفير الميكنة اللازمة … أما العلم فهو التطوير والإبتكار والإبداع للتعديل على ما هو موجود أو إضافة أشياء جديدة، على سبيل المثال وليس الحصر التطوير في الالات أو البذور أو تطوير جيني لحيوانات أو اختيارات جديدة لخصائص الأرض المنزرعة أو للمبيدات أو أي شيء يتعلق بالمجال الزراعي وبمجال الري الذي يشهد كل يوم تطورا جديدا عما كان عليه في الماضي من حيث الخطط والصرف والصيانة والهندسة الصحية، واستخدام العلم في التعبئة والمعالجة وتسويق المنتجات عن طريق التجميد السريع والتجفيف الذى  كان سببا لاتساع السوق من المنتجات الزراعية، أو ري القمح مثلا بـالمياه المالحة بنقل جينات نبات الشيلم عالي البروتين إلى نبات القمح لينتج محصول جديد أطلق عليه إسم قمحليم أو تريتيكالي قادر على النمو في الأراضي منخفضة الخصوبة ويحتاج إلى قليل من الأسمدة وغيرها من الإكتشافات والعلوم التي هي بصدد التطبيق.

أما الصبر والمجهود وطول النفس فمن مالك الأرض أو المستثمر ومن المجموعة التي تعمل معه من الباحثين والمهندسين والعمال الذين يجمع بينهم حب العمل والانتماء للمكان الذي يعملون فيه، وهذا الإحساس يخلق بينهم الإخاء وحب النجاح فيكون عطاؤهم أكثر وإنتاجهم أسرع، أما المال فهو العنصر الأساسي لكل هذه التطورات.

س: من خلال خبراتك في مجال الاستثمار الزراعي تحديدا، كلمينا عن الخريطة الزراعية في مصر بصفة عامة، كيف كانت، وكيف أصبحت، وهل معدل النمو فيها يسير بشكل مرضي أم أن هناك بعض التحفظات والملاحظات، وكيف يمكن التغلب على مواطن الضعف للوصول بهذا القطاع الهام إلى أعلى درجات الفائدة؟

الخريطة الزراعية في مصر كانت في بداية القرن العشرين معتمدة على مناطق الدلتا المصري التي لا تتعدى 6,8 مليون فدان فقط من إجمالي مساحة 338 مليون فدان التي تزرع بجوار نهر النيل في الوادي والدلتا ومعتمدة على محاصيل استراتيجية هامة مثل القطن يتم زراعة 2,3 مليون فدان في جميع محافظات مصر وهو المحصول الرئيسي، ثم قصب السكر في الوجه القبلي ثم محصول الأرز وكان يتم تصدير 1,350 طن حتي عام 2006 من الأرز جابونكا ذات الحبة العريضة، وهو من أجود أنواع الأرز العالمي، ثم القمح وكانت نسبة الاكتفاء الذاتي تصل إلى 85%، وكان عدد السكان لا يتعدى 40 مليون نسمة.

وفي عام 1979 اتخذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرار باستصلاح الصحراء وزراعة بعض المناطق في الأراضي الصحراوية، وهذا بالفعل حدث وتم استصلاح ما يزيد على 360 ألف فدان في منطقة شمال النوبارية وجنوب منطقة التحرير في محافظة البحيرة، وبدأت زراعة محاصيل بستانية كثيرة من الموالح وأنواع أخرى من الفاكهة الإستوائية مثل المانجو وأيضا العنب والخوخ والمشمش.

ولكن بداية من فترة الثمانيات حتى عام 2010 تم زيادة المساحة المنزرعة بمحاصيل الخضر والفاكهة على حساب المحاصيل الاستراتيجية الهامة التي كانت العصب الاقتصادي المصري، حيث كان الإنتاج الزراعي يمثل 69,5% من الناتج القومي في بداية عام 1961، ولكن في عام 2010 كان الإنتاج الزراعي يمثل 15% من الناتج القومي، ومعدل النمو الزراعي خلال 35 عام الماضية كان لا يتعدى 2% فقط في حين أن معدل الزيادة السكانية أكثر من ذلك بكثير مما أثر علي زيادة الفجوة الغذائية.

ويوجد كثير من التحفظات والملاحظات على الفترة الماضية على النمو الزراعي والخريطة الزراعية المصرية، حيث تراجعت المحاصيل الهامة مثل القطن والتي كانت عصب الإنتاج الزراعي، ولكن في الفترة الحالية منذ عام 2015 هناك مشاريع زراعية هامة مثل إستصلاح 1,5 مليون فدان ومشروع 100 ألف فدان صوب، ولكن هناك الكثير من نقاط الضعف في المردود لهذه المشاريع بسبب بطء التنفيذ وتولي المسؤلية لإدارة لا تصلح لإدارة هذه المشاريع الزراعية الهامة لأنهم غير فنيين، ويمكن التغلب على نقاط الضعف في القطاع الزراعي الهام جدا، على النحو التالي:

# تنفيذ مشاريع تطوير الري للمحافظة على المياه وترشيد الاستهلاك وتكون الإدارة للمختصين الفنيين.

# إعادة الدورة الزراعية للمحافظة على الدلتا المصرية.

# تفعيل الدور الأساسي للمؤسسات الزراعية المصرية وعلى رأسها وزارة الزراعة الوطنية بحيث تكون هناك إستراتيجية محددة المعالم يكون معدل الانتاج الزراعي بها بزيادة مضطردة تتناسب مع تزايد عدد السكان وتكون واضحة أمام المسؤولين.

# تفعيل دور المراكز البحثية مثل مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية.

# الاستثمار الأمثل للمقومات الزراعية التي تمتلك الدولة بدلا عن الطريقة المتبعة حاليا.

# وضع الهدف الأساسي لأي إدارة تأتي للقطاع الزراعي بخفض الفجوة الغذائية بزيادة المحاصيل الاستراتيجية وهي القمح والأرز والذرة الصفراء وفول الصويا والزيوت (التي يتم استيراد 92% من الاستهلاك القومي)، وهي أهم المنتجات الزراعية التي يتطلبها النمو السكاني.

# تشجيع الزراعات غير التقليدية وتوفير الدعم للفلاح والمزارع البسيط حتى يتمكن من مواكبة التطور لزيادة دخله.

# وضع برنامج  قومي لإنتاج بذور الخضار خاصة باستخدام المشروع القومي للصوب بدلا من الاعتماد على الاستيراد كما يحدث الآن تحت إشراف الفنيين المختصين.

س: ما أهمية هذه المشاريع للشباب؟

من الواضح ان السياسة العامة للدولة المصرية في الوقت الحالي مهتمة اهتمام غير طبيعي بالشباب المصري واستقطاب الشباب المتعلم من الدول الخارجية وعودتهم إلى مصر وتمكينهم في الأماكن القيادية في الادارة وتدريبهم على القيادة للمشاريع الاستراتيجية القومية الزراعية لأنهم هم مستقبل مصر.

س: ما العقبات التي قابلتك؟

بالنسبة لزراعة الكينوا صادفتني عقبات كثيرة في الإنتاج مع المزارعين المصريين ومع أصحاب الأراضي الصحراوية رغم أن لديهم مياه ذات ملوحة عالية إلا أنهم يتخوفون من زراعة الكينوا أولا لعدم معرفتهم بهذا المنتج الجديد، أو أي زراعة محصول غير تقليدي آخر، وأكثرهم يطلب مني أن أقوم بكل المصاريف الخاصة بـالزراعة ثم أستلم المنتج، وهذا شيء غير طبيعي لأني لا أستطيع أن أكون مسؤلة عن المنتج في أماكن متعددة، ولابد أن يكون المزارع مسؤول عن ماله وزراعته كي يراعاها أكثر.

أما ثانيا والأهم هو تسجيل المنتج الذي يتطلب وقتا طويلا وإعادة البحث والتقييم رغم أن كل الإنتاج كان تحت رعاية مركزي بحوث الصحراء والزراعة، وكل سلالة لها الملف الخاص بها في المركزين، ولكن هذه الملفات غير معترف بها في إدارة التسجيلات وهذه الإدارة تتبع وزارة الزراعة، وهذا ما يجعلني أتسأل هذه المكاتب تنتمي للوزارة أم هي غريبة عنها؟.

س: ما مميزات الري الجديد باستخدام نظام Floppy Sprinkler System؟

من خلال البحث الدائم لأفضل ما توصل له العالم في مجال الري توصلنا لاحدث نظام ري في العالم والذي سوف يحدث نقلة نوعية وطفرة في مجال الزراعة بمصر … وبناءا عليه فإن نظام الأمطار المصطنعة من نظم الري في العالم وهي أحدث طريقة، ونسرد لكم في البداية بعض مميزات هذا النظام الفريد من نوعه:

1- لا يحتاج فنيين او مهندسين فقط، أي عامل داخل المزرعة يستطيع تشغيل وصيانة النظام بكل سهولة.

2- لا يحتوي على أجزاء ميكانيكية، لذلك يحتاج إلى صيانة بسيطة جدا ولا يحتاج الى مهندسين متخصصين للصيانة، ولكن يحتاج إلى عامل لتشغيل النطام وتغيير المحابس علي الحوش الزراعية فقط.

3- يستطيع نظام فلوبي ري كافة أنواع الأراضي بدون تسوية الزوايا والمنحدرات بدون إهدار للأرض.

4- العمر الافتراضي للرشاش 30 سنة حتى يتم التغيير والعمر الافتراضي للخلايا الشمسية 25 سنة حتي يتم تغييرها.

5- يمكن لنظام فلوبي ري أي مساحة من الأرض – من ½ فدان إلى عشرات آلاف من الافدنة.

6- يساعد في تبريد النبات في الأيام الحارة وفي حماية النبات من الصقيع ما يساعد النبات علي القيام بجميع العمليات الحيوية بكفاءة عالية خاصة عمليات البناء الضوئي وزيادة المركبات البنائية داخل النبات، مما يؤدى إلى زيادة الإنتاج بمعدل 20-40% عن اي نظام ري اخر.

7- يمكن للنظام التحكم في معدل تدفق المياه إلى النبات مما يساعد إلى الوصول إلى مرحلة التشبع بسرعة في منطقة إنتشار الجذور، وبذلك يقلل فاقد المياه إلى مستوي الماء الأرضي خاصة في المحاصيل التي تحتاج المياه بكميات كبيرة مثل الأرز وقصب السكر.

8- يتميز نظام فلوبي باستهلاك أقل للطاقة والمياه بنسبة حوالي إلى 20% إلى 42% أقل.

9- يناسب جميع المحاصيل الزراعية والكثير من الفاكهة البستانية مثل الموالح والمانجو.

10- يمكنه مقاومة الرياح القوية التي تصل إلى ١٥٠ كلم في الساعة.

11- انتاجية المحصول في نظام الفلوبي تزيد بنسبة  28% إلى 50%.

12- يتمكن الري بنظام فلوبي ازاله الغبار والأتربة عن الأوراق مع كل دورة ري مما يساعد في فتح الثغور بذلك الاستفادة القصوى من العناصر الغذائية من خلال التسميد الورقي والرش، وبذلك يساعد في عملية دخول العناصر الغذائية في العمليات الحيوية للنبات مباشرة وذلك لأنه معروف أن 80% من امتصاص العناصر الغذائية للنبات من خلال عملية النتح وهذا النظام من الري يؤدي إلى زيادة النتح للنبات بنسبة عالية جدا.

13- يتيح هذا النظام حرية الحركة للمعدات الزراعية فيمكن أن تمر تحت النظام بكل سهولة لأن إرتفاع الشبكة الحاملة للرشاشات على إرتفاع 5 متر مما يساعد على استخدام جميع أنواع المكينة الزراعية الحديثة ، والكل يعلم بأن الزراعة تعتمد كليا على استخدام الميكنة الزراعية في تنفيذ جميع العمليات الزراعية خلال خدمة الأرض والزراعة والعمليات الزراعية خلال نمو المحصول وكذلك عمليات ضم أو جني المحاصيل.

14- يحتاج فقط 2 بار ليعمل باعلى كفاءة ، وبذلك يعمل على الضغوط المنخفضة إذا كان مصدر الري ارتوزاي (جوفي) أو بحاري (نهر النيل).

15- يتعمل هذا النظام من الري في جميع أنواع الأراضي القديمة (الدلتا المصرية) أو الحديثة (الأراضي الصحراوية) ولا تحتاج إلى تسويه على الإطلاق.

16- يوفر في استهلاك الأسمدة والمبيدات بنسبة  38-50% بل يؤدي إلى زيادة كفاءة النبات للاستفادة من أقل كمية اسمدة مضافة لوحدة المساحة.

17- استخدام هذا النظام من الري يقلل من استخدام الأسمدة المعدنية التي تستخدم بكثافة في الأراضي المروية وخاصة التي تروي بالغمر خاصة الأسمدة الازوتية والتي هي مصدر اساسي لاكاسيد النيتروز، وهذه الاكاسيد التي من الأسباب الأساسية في عملية الاحتباس الحراري، حيث وحدة اكسيد النيروز تتحول إلى 322 وحدة ثاني اكسيد الكربون.

18- يساعد هذا النظام في الري في التغلب علي تفتيت الرقعة الزراعية في الدلتا المصرية.

19- استخدام هذا النظام من الري يساعد على إعادة تطبيق الدورة الزراعية وذلك لأن أراضي الدلتا مقسمة إلى أحواض زراعية وهذا النظام يمكن تطبيقة على الأحواض الزراعية بسهولة.

20- يساعد استخدام هذا النظام من الري في تحسين جودة التربة المصرية وخاصة في منطقة الدلتا وذلك بسبب تشبعها بالماء وارتفاع مستوى الماء الأرضي ما أدى إلى تطبيل التربة وقلة الإنتاج بها، كما يؤدي إلى الزيادة الرأسية في الإنتاج وليس الزيادة الأفقية في مساحة الأرض.

21- تعظيم الاستفادة من وحدة المساحة (المتر المربع) وتعظيم الاستفادة من وحدة المياه (المتر المكعب).

22- يؤدي إلى تقليل الحمل الميكروبي للنمو الخضري في كثير من النباتات الطبية والعطرية مما يساعد زيادة الجودة العالية للتصدير حيت من التحليلات المهمة للموافقة على التصدير الحمل الميكروبي.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى