رأى

«المرأة الريفية» والأمن الغذائي

بقلم: أ.د.عبدالعزيز الطويل

وكيل معهد بحوث البساتين السابق – مركز البحوث الزراعية 

تمثل المرأة القسم الأكبر من المنتجين الزراعيين في العالم فهي عنصر إنتاجي مهم في الزراعة، فنجد أن المرأة الريفية في معظم البلاد النامية تؤدي أدوارا متعددة متنوعة فهي تعمل داخل البيت ساعات طويلة في تربية الأطفال ورعاية الأسرة وتلبية احتياجاتها وتقوم بكل الأعمال المنزلية المرهقة، كذلك قد تقوم بتصنيع بعض المنتجات الزراعية وتخزين بعض المحاصيل بصورة أو بأخرى… الخ.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

كما تشارك المرأة الريفية خارج البيت في معظم الأعمال الزراعية وفى تنمية القرية فهي تقوم بتسويق بعض المنتجات الزراعية وغير الزراعية في القرية التي تعيش فيها.

لكن لظروف الحياة المادية خرجت الأم للعمل وأصبحت تقضى وقتا كبيرا خارج المنزل وهنا ضعفت العلاقة بين الأم وأبنائها مما يؤثر على جيل سيحمل راية الوطن مستقبلا.

اذن هناك حاجة لعمل جهد أكبر من الدولة لتصبح المرأة منتجة وهى في بيتها وتصبح شريكة مع زوجها في زيادة الدخل وخفض الفقر عن كاهلها.

لن يتم ذلك الا بتدريب عدد كبير من نساء القرية في تصميم تكنولوجيا مناسبة توفر الوقت والجهد مثل تصنيع المنسوجات القطنية… الخ، ووضع نظم انتمائية تمكن المزارعات من الحصول على رأس مال لتنفيذ ما تراه يناسبها من مشاريع منتجة.

كذلك يمكن استثمار مدارسنا الصناعية والتجارية والزراعية الوفيرة والمنتشرة في كل مدينة وقرية في تعليم مبادئ الحرف التي يحتاجونها وتحتاجها حياتهم اليومية، وبالتالي سنبدأ في تحويل كثير من القرى في كل محافظة الى قرى منتجة ونرى مثل هذه القرى في سلمون القماش بمحافظة الدقهلية ومشتهر في القليوبية والداخلة بالوادي الجديد… الخ، مع أن كل قرية من القرى التي ذكرت تنتج مشروعات تتناسب مع امكانيات وطبيعة انتاج وحرفية كل قرية.

لا شك ان التصنيع المحلى وتوفير منتجاته سيساهم في الانتشار ويسمح بالتوسع فيها ويقلل من ارتفاع أسعار هذه المنتجات، وهنا يأتي تشجيع الدولة لكل قرية منتجة بإقامة مراكز تجارية للمنتج المحلى بالقرية والتركيز من قبل الاعلام على هذه المنتجات ليعلم الداني والقاصي بمنتجات القرى المنتجة ولا مانع ان تعمل الدولة معرض سنوي لهذه القرى المنتجة ليكون ذلك تشجيعا وتسويقا للمنتجات، وهنا سنحقق المعادلة الصعبة وهى تحقيق تنمية ريفية وزيادة دخل الأسرة والمنتج المحلى وبالتالي، سيتم نشر الصناعات الحرفية والصغيرة وستقل البطالة بين أبناء المجتمع الريفي.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى