رأى

المرأة الريفية وأهداف التنمية المستدامة 2030

أ.د/مرفت صدقي

بقلم: أ.د/مرفت صدقي عبدالوهاب

أستاذ بقسم المرأة الريفية – معهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية

تعد أهداف التنمية المستدامة 2030 فريدة من نوعها حيث أنها تدعو جميع البلدان الفقيرة والغنية والمتوسطة الدخل الى اتخاذ الاجراءات اللازمة من أجل تعزيز الرخاء والعمل للقضاء على الفقر، بجانب مجموعة من الاحتياجات الاجتماعية تشمل التعليم والصحة والتمكين لكل نساء العالم  وتحقيق المساواة بين الجنسين والحماية الاجتماعية وتوفير فرص العمل وحماية البيئة.

والتساؤل، هل للمرأة الريفية دوراً فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030؟

والاجابة نعم، فهى الجندى المجهول لتحقيق بعض غايات أهداف التنمية المستدامة فحينما نتحدث عن الفقر المدقع بشكل عام وعن ظاهرة تأنيث الفقر “بشكل خاص feminization of poverty والتي تعني فرص أقل للنساء وعدم تكافؤ في فرص التعليم والعمل وملكية الأصول، نجد أن المرأة الريفية تبتكر أساليب تكيف معيشى وزراعى تمكنها من مقاومة آثار الفقر.

فهناك علاقة تأثير وتأثر بين الهدف الاول من أهداف التنمية المستدامة وهو القضاء على الفقر بجميع أشكالة والهدف الثانى، حيث القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي حيث الأمن الغذائي والفقر يرتبطان إرتباطا وثيقا، وذلك بسبب إرتفاع معدلات التعرض لصدمات خارجية مرتبطة بالغذاء، بما في ذلك التقلب في أسعار الغذاء، والكوارث الطبيعية، حيث أنهما وجهان لعملة واحدة.

فـالفقر لا يعنى فقر الدخل فقط ولكن فقر قدرات ومهارات وموارد وهو الاكثر تخصصاً للنساء الريفيات، وفى إطار كافة المعوقات السابقة نجد المرأة الريفية تساهم فى تحقيق الأمن الغذائى عبر بند إنتاج الغذاء، فقطاع الزراعة هو المشغل الاول للنساء الريفيات، وعلى الرغم من ذلك تواجهة الريفيات مشكلة حيازة أو إمتلاك الارض الزراعية.

فحيازة الأرض للنساء متعددة الأبعاد إذ يدخل فيها  الجوانب الاجتماعية والتقنية والاقتصاية والمؤسسية والقانونية التي كثيراً ما تكون موضع تجاهل،  وقد تكون علاقات حيازة الأراضي محددة تحديداً جيداً وقابلة للنفاذ، وعلى العكس من ذلك قد تكون هذه العلاقات غير محددة تحديداً واضحاً ويشوبها الغموض الذى يفتح الطريق للاستغلال وضياع الكثير من حقوق النساء.

والتركيز الدولى شدد الانتباه على أهمية الاستثمار فى الزراعة لتحقيق الأمن الغذائى؛ وأشار إلى أنة لا يمكن أن يتحقق ذلك الأمن الغذائى فى غياب المساواة بين الجنسين. وتعتبر المرأة الريفية من أكثر الأفراد تأثيراً وتأثراً بتحقيق الأمن الغذائى فى ظل أكثر المشكلات تعقيداً وهو الفقر؛ فنقص الاستثمار فى النساء والفتيات يعوق جهود الحد من الفقر ويضعف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والزراعية ومن ثم عدم القدرة على تحقيق وتوفير  الأمن الغذائى عبر تعزيز الزراعة المستدامة.

وفى نهاية الامر، يجب مراعاة أنه حتى لو كان الهدف الأسمى هو تحقيق الأمن الغذائى الإ أن الحلم الحقيقى هو تحقيق المساواة فى الفرص والموارد لكل من المرأة والرجل والقضاء على التمييز بينهما فى جميع المجالات، وذلك لتعزيز المساواة بين الجنسين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى