تقارير

«اللحوم الحمراء» في مصر من الفجوة إلى الوفرة

أ.د/عبدالحميد عيد

كتب: د.عبدالحميد عيد حجم الفجوة بين انتاج اللحوم وبين الأستهلاك السنوى تبعا لبيانات مجلس البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، كما ذكر انة بمقارنة استهلاك المواطن المصرى من اللحوم بنظيرية الامريكى والغانى نجد ان نصيب المواطن المصرى 14,9 كجم سنويا، بينما الامريكى 100 كجم سنويا اما الغانى فنصيبه 17 كجم سنويا ومن ذلك نجد ان المواطن المصرى اقلهم استهلاكا للحوم وتبعا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء نجد ان 24,6% فقط من المصريين يأكلون اللحوم الحمراء اما البقية فلا يأكلونها لان دخولهم لا تتفق مع اسعار اللحوم او يشترونها بكميات لا تكفى احتياجاتهم مما يعرض صحتهم للخطر، وأشار أن انخفاض اعداد الماشية رغم انخفاض اسعار الاعلاف عالميا بسبب الحمى القلاعية وسوء الرعاية البيطرية.

كما انة فى عام 2008 تخلص كثير من صغار المربين من العجول الصغيرة وبعض الاناث، وأوضح ان حل مشكلة اللحوم فى مصر يكمن فى مشروع البتلو وعدم ذبح الماشية اقل من 200 كجم عملا بمشروع د. حيدر عون الذى طبق بنجاح لعشر سنوات بهدف زيادة انتاجية اللحوم الى 10 اضعاف وزنها مما ادى لثبات اسعار اللحوم الى ان رفضت وزارة التموين الاستمرار فية بحجة ان اللحوم مكدسة بالثلاجات.

لذلك اوصت الفاو بدعم الصغار من المربين وتوفير الدعم البيطرى لهم ولكن ما يحدث فى مصر هو العكس، ووجد الاقتصادى حسن هيكل، ان هناك مشكلات تعانى منها هذة الصناعة اهمها قدم المجازر والثلاجات وعدم توافر نوافذ للبيع المباشر للجمهور ادى الى ظهور الوسطاء وبالتالى زيادة الاسعار مما خلق ما يسمى بمافيا اللحوم.

ورد أن العديد من المناطق في مصر قد شهدت انخفاض كبير في سعر كيلو اللحوم بعد حالة كبيرة من الاستقرار التي قد شهدتها الأسواق المصرية على الرغم من ارتفاع أسعارها، حيث جاء أن بعض التجار قد وضعوا لافتة “كيلو اللحمة بـ130 جنيه بدل من 150″، على الرغم من الخسائر التي يتعرض لها التجار في مصر وبائعي اللحوم بسبب حالة الركود التي تواجهها الأسواق إلا أنهم مازالوا يسعون إلى جذب الزبائن من جديد لعل هذا الانخفاض قد يؤثر بالمارة ويقبلون على شراء اللحوم الحمراء كما كان في السابق.

خرجت بعض التصريحات مشيرة إلى إنه بعد ارتفاع أسعار اللحوم في مصر وخاصة في موسم عيد الأضحى الماضي والتي ترتب عليه اقبال المصريين على شراء اللحوم الحمراء وترك الدواجن البيضاء أدى إلى ارتفاع سعر كيلو اللحوم بشكل كبير داخل الأسواق المصرية، وبعد انتهاء هذا الموسم بدأ المواطنون في العزوف عن شراء اللحوم نظير هذا الارتفاع الذي لم يطرأ عليه أى انخفاض ملموس منذ ذلك الوقت.

تحمل الكثير من المنتجين للحوم الحمراء فروق الأسعار وارتفاع تكلفة الأعلاف وزيادة أسعار الوقود والطاقة في سبيل تغيير حركة السوق ولكن كل هذا لم يؤثر حتى الآن في المواطنين لأن سعر كيلو اللحوم الحمراء بوجه عام مرتفع بشكل كبير، وحتى بعد انخفاض سعر كيلو اللحوم بمقدار 20 جنيه إلا أن التجار يؤكدون أن الإقبال حتى الآن ضعيف، وحتى حركة البيع أصبحت بالنصف كيلو بدلا من السابق الذي كان بالكيلو.

يعانى المواطنون أشد المعاناة بسبب الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحوم بكل أنواعها، والتى لم تشهدها مصر من قبل، سواء بسبب ارتفاع سعر الدولار أو جشع التجار أو الانفجار السكانى الذى تسبب فى التهام أى زيادة فى الإنتاج، وأيا كانت الأسباب فإن الرئيس أراد أن يكون الحل جذريا وليس مجرد مسكنات سرعان ما ينتهى تأثيرها، فوجه الحكومة لإعادة إحياء مشروع البتلو وتنفيذ مشروع المليون رأس ماشية، ووضع كل الخطط والتسهيلات لزيادة إنتاج اللحوم بكل أنواعها والحد من الاستيراد بما يسهم بشكل كبير فى خفض الأسعار حتى تصبح فى متناول المواطنين البسطاء.

مشروع المليون رأس ماشية يطفئ نار الأسعار

– تشجيع المواطنين على تسمين العجول بقروض ميسرة متاحة للجميع تبدأ من 4 آلاف جنيه وتصل إلى 2 مليون جنيه.
ـ بدأت وزارة الزراعة، خطة تنفيذية للنهوض بقطاع الثروة الحيوانية، والحد من الارتفاع الجنونى لأسعار اللحوم.
ـ وفى سبيل تحقيق هذا الهدف تعمل الوزارة على رفع الكفاءة الإنتاجية للحوم الحمراء، والحد من الاستيراد، وذلك بإحياء ودعم مشروع عجول التسمين «البتلو» بقروض ميسرة لا تتجاوز الفائدة 5%، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع المليون رأس ماشية والبدء بـ200 ألف رأس بـ8 مناطق بالنوبارية.

*مُعد التقرير: أستاذ تغذية واستزراع الأسماك بكلية الزراعة جامعة قناة السويس بالإسماعيلية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى