تقارير

اللحم المزروع معملياً

إعداد: أ.د/عبدالمنعم صدقي

أستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية

لقد بلغ عدد سكان العالم 8 مليار نسمة في 15 نوفمبر الماضي، بالتالي فإن البحث عن مصادر جديدة للغذاء أصبح أمرا ضروريا، ما جذب العديد من الشركات الكبرى والناشئة للتغلب على أزمة الأمن الغذائي.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لقد نجحت جهود العلماء في إيجاد حلول لزراعة النباتات في بيئات بديلة حتى وصلت لقمة ذلك بزراعة النباتات معمليا باستخدام تقنيات زراعة الأنسجة التي تعتمد على أخذ قطعة من النبات وتنميتها في بيئة مغذية معقمة ومعزولة عن العوامل الخارجية، حتى تنمو الخلايا لتعطي نباتا كاملا يتم نقله تدريجيا إلى أصص صغيرة أو حصاده مباشرة.

توجد دول تعاني من تحديات تمنع التوسع الزراعي مثل ندرة الأراضي الزراعية أو ندرة المياه العذبة أو المناخ غير المناسب للزراعة على مدى العام، أو صغر مساحة الدولة ما لا يسمح بالتوسع الزراعي.

يتم إنتاج اللحم المصنع بدلاً من الحيوانات المذبوحة والذي يطلق عليه أيضا اللحم النظيف أو اللحم في المختبر باستخدام العديد من تقنيات هندسة الأنسجة المستخدمة تقليديا في الطب التجديدي وهو شكل من أشكال الزراعة الخلوية بزراعة الخلايا الجذعية الجسدية الحيوانية في المختبر، وفي هذه العملية توضع مصفوفة من الكولاجين مع خلايا العضلات، والتي تُغمر بعد ذلك في محلول مغذ يحث على الانقسام.

اللحم مزروع والذي يطلق عليه أيضا اللحم النظيف أو اللحم المصنع أو اللحم في المختبر وهو اللحم الذي ينتج من زراعة الخلايا الحيوانية في المختبر بدلاً من الحيوانات المذبوحة، وهو شكل من أشكال الزراعة الخلوية.

• عام 1931، قال “ونستون تشرشل” «سنهرب من عبث تربية دجاجة كاملة من أجل أكل الصدر أو الجناح، من خلال زراعة هذه الأجزاء بشكل منفصل باستخدام وسيط مناسب».

• عام 1971 اجري “راسيل روس” تنمية طبقات متداخلة متعددة وحافظت الخلايا على شكل العضلات الملساء في جميع مراحل نموها خلال عملية الزرع وأظهر تحليل الألياف المجهرية أن لديها تركيبة من الأحماض الأمينية تشبه تلك الموجودة في بروتين الألياف الدقيقة من الألياف المرنة الأصلية.

• عام 2000، تم تعميم مفهوم اللحم المصنع من قبل “جيسون ماثيني” بعد المشاركة في كتابة ورقة بحثية كانت سببا في تطورات إنتاج اللحوم المصنعة.

• عام 2001، قدم كل من طبيب الأمراض الجلدية “فيست ويسترهوف” بجامعة أمستردام، والطبيب “ويليم فان إيلين”، ورجل الأعمال “ويليم فان كوتين” طلبا للحصول على براءة اختراع لإنتاج اللحوم المزروعة، وفي نفس العام أجرت “ناسا” تجارب لانتاج اللحوم المصنعة في الفضاء لرواد الفضاء من خلايا الديك الرومي.

• عام 2002، تمكن اتحاد بحوث العلوم البيولوجية التطبيقية لشركة NSR/Toro من زراعة منتج يشبه فيليه السمك من خلايا سمكة ذهبية.

• في عام 2003، عرض “أورون كاتس وايونات زور” من مدرسة طب هارفارد في نانت «شريحة لحم» بعرض بضعة سنتيمترات، نمت من خلايا جذعية لضفدع.

• عام 2008، استضاف معهد بحوث الأغذية في النرويج أول مؤتمر دولي حول إنتاج اللحوم المصنعة لمناقشة الإمكانيات التجارية وقدمت منظمة بيتا في نفس العام جائزة قدرها مليون دولار لأول شركة تقدم لحوم الدجاج التي تُزرع في المختبر إلى المستهلكين بإنتاج منتج من لحم دجاج مصنع لا يمكن تمييزه عن الدجاج الحقيقي وبكميات كبيرة كافية ليسوق بشكل تنافسي ومُددت المسابقة حتى مارس 2014 وانتهت المهلة دون وجود فائزلكن الدعاية حول الموضوع جلبت اللحوم المصنعة إلى أعين العلماء.

• عام 2009، أعلنت مجلة تايم عن إنتاج اللحوم المصنعة كما أعلن علماء من هولندا في نفس العام تمكنهم من زراعة اللحوم في المختبر باستخدام خلايا من خنزير حي.

• عام 2012، أعلن 30 مختبرا من جميع أنحاء العالم أنهم يعملون في مجال بحوث اللحوم المصنعة.

• عام 2013، انتج “مارك بوست” الأستاذ في جامعة ماستريخت أول برجر في المعمل حيث تم أخذ خلايا جذعية من انسجة بقرة وزرعت في شرائح من العضلات لانتاج برجر، وتم طهيه من قبل الطاهي “ريتشارد ماكجوين”.

في تقرير لمؤسسة أونتاريو للجينوم الكندية اشار إلى أن إجمالي الاستثمارات لهذا المجال يتجاوز 12 مليار دولار وفي سنغافورة التي تعد نموذجا لدولة تعاني من شح الأراضي وشح الموارد الطبيعية، ويمثل لها إنتاج الغذاء أزمة حقيقية، إذ تستورد أكثر من 80% من الأغذية اصبحت الحكومة السنغافورية من أكبر المستثمرين في مجال الاستزراع الغذائي في العالم ومنحت أول موافقة عام 2020 على منتج غذائي يحتوي على 50% لحم دجاج مستزرع معمليا والمنتج عبارة عن قطع دجاج مقلية (ناجتس) مصنوعة من اللحم المفروم.

إن تربية الحيوانات للحصول على اللحم تستنزف حوالي 77% من الأراضي الزراعية في العالم في مقابل 23% فقط للإنتاج النباتي، الذي يشارك بـ82% من السعرات المنتجة عالميا و63% من البروتينات.

في حالة التوسع في تبني مثل هذه التقنية، يمكن توفير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المستخدمة الإنتاج الحيواني، كما يمكن لهذه التقنية أن تقلل من التأثير الضار على البيئة بسبب الممارسات الزراعية التقليدية وانبعاثات الكربون الضارة من مخلفات المزارع.

بلا شك إن إنتاج اللحوم معمليا أمر غير اعتيادي سيواجه العديد من التحديات حتى يسمح له يوما بالتداول الحر في الأسواق والذي سيواجه تحديات أخرى دينية وتسويقية. إن اللحوم المستزرعة معمليا ليست الحل السحري لأزمة الأمن الغذائي في العالم، لكنها قد تكون عاملا مساعدا على التغلب عليها.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى