اقتصاد زراعي

الكينوا.. الذهب الأخضر يتلألأ في الصحراء المصرية

دراسة اقتصادية واجتماعية وبيئية لزراعة الكينوا

 تقرير: د.شكرية المراكشي

رئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية واستصلاح الأراضي

يعتبر نبات الكينوا من المحاصيل المتحملة للملوحة والجفاف، ويمكن التوسع في زراعته في صحراء مصر على اعتبار أنه نبات اقتصادي يساهم في تحسين معيشة صغار المزارعين من خلال الاستخدام الأمثل لنظم الزراعة الملحية في الصحراء المصرية.

لذا يتطلب الأمر ضرورة الاهتمام بزيادة المساحة المخصصة لزراعة الكينوا لتوفير الأمن الغذائي والتغلب على العديد من المشكلات التي تواجهها مصر في ضوء ارتفاع فاتورة استيراد الحبوب، ومن هنا ينبغي مراعاة دعم البحوث الزراعية لمشروع قومي من شأنه زيادة المساحة المزروعة من المحصول وتوسيع نطاق تطبيقه، فضلا عن ضرورة تقوية العلاقة بين الجهاز الإرشادي والمراكز البحثية الزراعية وذلك بوضع برامج إرشادية تهدف لنشر زراعة الكينوا على مستوى الجمهورية، بالتزامن مع ضرورة اهتمام الجهاز الإرشادي برفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع الريفي بالمزايا التي يتفرد بها محصول الكينوا (نوعية الأرض – المقنن المائي – الظروف المناخية..).

اقرأ المزيد: زراعة الكينوا.. والظروف البيئية المناسبة للحصول على إنتاجية عالية

الدراسة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لزراعة الكينوا

أولا: الدراسة الاقتصادية، تشمل:

1ـ وجود فجوة غذائية كبيرة في معدلات استهلاك دقيق القمح وارتفاع نسبة الاستيراد لذا فوجود محصول غير تقليدي في تلك المنظومة يساهم في تقليل واردات القمح وزيادة الصادرات.

2ـ قلة الموارد المائية والتغيرات المناخية.

3ـ قلة الموارد المائية والتغيرات المناخية.

4ـ الاستيراد لسد الفجوة الغذائية.

5ـ تحقيق الأمن الغذائي والعائد المجزي.

اقرأ المزيد: المراكشي: 7 فوائد في تناول 100 جرام يومياً من حبوب الكينوا

الدراسة الاجتماعية

التوسع في زراعة محصول الكينوا يساهم في توفير فرص عمل للشباب وتقدم الكينوا حلا بديلا ملائما لتوفير الامن الغذائي.

الدراسة البيئية

1ـ تساهم الكينوا في المحافظة على البيئة من خلال التوسع في مساحات الصحراء وتحويلها الى جنات خضراء.

2ـ الاستفادة من المياه ذات الملوحة العالية.

اقرأ المزيد: الدكتورة شكرية المراكشي تؤكد على أهمية زراعة الكينوا.. وتُعدد فوائدها الصحية

نقاط القوة

1ـ المساهمة في سد جزء من الفجوة الغذائية.

يزرع في الأراضي الصحراوية ويتحمل الظروف البيئية الصعبة. 

3ـ خالي من الجلوتين.

4ـ وجود الصابونبن.

نقاط الضعف

1ـ عدم قدرة المزارع على تسويق المنتج.

عدم وجود دعاية كافية لمنتج الكينوا مما أدى الى جهل المستهلك بالاهمية الغذائية والصحية للكينوا.

الفرص

1ـ قلة عدد المنافسين.

تبني منظمة “فاو” الترويج لزراعة الكينوا كأحد محاصيل الأمن الغذائي.

انشاء الدولة محطات تحلية لإمداد المدن الساحلية بالمياه تخفيفا للضغط على الموارد المائية لنهر النيل.

التهديدات

1ـ يزرع في موسم الشتاء.

انعدام المياه الجوفية ببعض المناطق الصحراوية.

ضعف منظومة البحث العلمي نتيجة ضعف الميزانية المخصصة له.

اقرأ المزيد: المراكشي: تعظيم استخدام حبوب الكينوا اقتصادياً عن طريق إدخالها في بعض الصناعات

الوضع الراهن لإنتاج نبات الكينوا والتجربة الميدانية

نظرة عامة على السوق العالمية

من المتوقع أن يسجل سوق بذور الكينوا الأوروبية معدل نمو سنوي مركب قدره 5,2٪ خلال فترة (2021 – 2026)، حيث أثر COVID-19 على سوق بذور الكينوا في أوروبا بثلاث طرق رئيسية (أي) من خلال التأثير المباشر على الإنتاج والطلب في السوق المحلية والدولية عن طريق إنشاء سلسلة التوريد واضطراب السوق وتأثيره المالي على الشركات والأسواق المالية العاملة في القطاع.

اقرأ المزيد: فاو: الكينوا محصول القرن لتأمين غذاء ملايين البشر

يؤدي تغيير أنماط الاستهلاك وزيادة الوعي الصحي إلى زيادة الطلب على بذور الكينوا نظرا لقيمتها الغذائية وطبيعتها الخالية من الغلوتين وإمكانية كونها مكونا غذائيا وظيفيا، فقد استحوذت الكينوا على انتباه المستهلكين في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن ينخفض ​​سعر الكينوا في المستقبل القريب.

محصول الكينوا يزداد شعبية كبديل للحبوب في المنطقة الأوروبية بسبب قيمته الغذائية العالية، حيث تحتوي على معظم الأحماض الأمينية الأساسية، كما أنها خالية من الغلوتين. تعد إسبانيا والمملكة المتحدة من أكبر المناطق المستهلكة للكينوا في أوروبا وتحتل حوالي 22,0٪ من حصة السوق الأوروبية، والمملكة المتحدة هي واحدة من البلدان الرئيسية في السوق الأوروبية.

أدت الزيادة الكبيرة في إنتاج الكينوا لا سيما في بيرو والإنتاج الداخلي في أوروبا إلى انخفاض أسعار البذور في المنطقة؛ ومع ذلك لم يستفد المستهلكون من انخفاض الأسعار.

اقرأ المزيد: الدكتورة شكرية المراكشي تطالب بالتوسع في زراعة الكينوا بصحراء مصر

اتجاهات السوق الرئيسية

تغيير أنماط الاستهلاك وزيادة الوعي الصحي والخصائص الغذائية لبذور الكينوا جذابة بشكل خاص بسبب محتواها العالي من البروتين، وخصائصها الخالية من الغلوتين، ومحتواها العالي من الألياف. يتزايد الطلب على الكينوا العضوي بشكل خاص في أوروبا، وكذلك أمريكا الشمالية، حيث يتزايد الوعي بالصحة والبيئة بين المستهلكين.

تعتبر الكينوا غذاءً صحيا بشكل خاص وقد أدى الوعي المتزايد بخصائصها الغذائية وزيادة الوعي الصحي إلى زيادة الطلب على الكينوا في أوروبا وأمريكا الشمالية. هناك العديد من الأسباب لتفسير الطلب المتزايد بما في ذلك القيمة الغذائية العالية للكينوا ومشتقاتها، وزيادة وعي المستهلك بالنظم الغذائية الصحية، وطبيعتها الخالية من الغلوتين، والإنتاج العضوي، والتطبيقات المختلفة للكينوا في صناعة الأغذية والمشروبات.

اقرأ المزيد: هل تحقق زراعة نباتات الكينوا الأمن الغذائي لملايين المصريين؟

فرنسا تُهيمن على السوق

ينعكس الطلب الدولي المتزايد على منتجات الكينوا والمشتقات من الكينوا من خلال الزيادة السريعة في المساحة المزروعة لهذا المحصول وكمية الإنتاج.

من بين الدول الأوروبية، تعد فرنسا السوق الأكبر، تليها ألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة، ومن المتوقع أن تؤدي الزيادة في إنتاج الكينوا في المنطقة إلى انخفاض أسعار استيراد الكينوا.

من المتوقع أن يؤدي خفض أسعار الكينوا إلى تعزيز نمو السوق في المنطقة من خلال جعل الكينوا في متناول المستهلكين وصناعة التجهيز. خلال فترة التوقعات شهد إنتاج بذور الكينوا في أوروبا نموا بنسبة 95,93٪ من 2313,8 طنا متريا في عام 2016 إلى 24510,9 طنا متريا في عام 2020، وتحدد هذه الزيادة في الإنتاج ما إذا كانت هناك زيادة ثابتة في الطلب المحلي على بذور الكينوا.

شاهد: «باحثة» تدعو لزراعة الكينوا في الصحراء والأراضي الهامشية

سباق بين استراليا وأمريكا على إنتاج الكينوا

تتسابق استراليا والولايات المتحدة وهما من أكبر بلدان العالم المصدرة للقمح كي تصبحا من الدول المنتجة بالجملة لمحصول الكينوا الذي يزرع أصلا في امريكا الجنوبية للاستثمار في سوق محصول خال من الجلوتين وقد وصل حجمها لأكثر من ستة مليارات دولار بحلول عام 2018.

يمثل محصول الكينوا أهمية خاصة بالنسبة لمزارعي القمح الاستراليين ممن يكافحون عادة موجات الجفاف التي تهلك محاصيلهم إذ ان بوسع هذه الحبوب الغذائية الصمود في وجه الظروف المناخية المتطرفة.

اقرأ المزيد: «المراكشي» تقترح زراعة 500 ألف فدان بالكينوا بديلا للقمح والأرز

يباع الكينوا بسعر نحو الف وثلاثمئة دولار للطن فيما يباع طن القمح دون 300 دولار للطن.

قالت المزارعة “اشلي وايز” في منطقة ناروجين إلى الجنوب الغربي من بيرث بولاية استراليا الغربية “نزرع الكينوا منذ نحو خمس سنوات، ومع زيادة حجم السوق فإن اعدادا أكبر من المزارعين الاخرين تقبل على الكينوا”.

وقد استحوذ الكينوا، وهو المحصول الأساسي لمزارعي منطقة جبال الانديز منذ آلاف السنين على اهتمام الدول الغربية التي يحرص مواطنوها على صحتهم.

أفادت بيانات من منظمة الأغذية والزراعة بأن الطلب على الكينوا قفز بنسبة 300% بين عامي 2007 و2012 فيما تبذل الدول التقليدية الموردة لهذا المحصول، وهي بوليفيا وبيرو وشيلي والاكوادور جهودا مضنية لتلبية الطلب من جانب مستهلكين غربيين يعتنون بصحتهم.

اقرأ المزيد: المراكشي: الكينوا ليست بديلاً عن محصول القمح

تشير بيانات الأمم المتحدة، إلى أن أسعار الكينوا تضاعفت بين عامي 2007 و2009 ثم انطلقت كالصاروخ حتى بلغت ذروتها عام 2014 ولم تظهر أي بوادر على أن الطلب على المحصول ذي النكهة الشبيهة بالبندق قد تأثر.

كما أشار تقرير لمؤسسة (ريسيرش آند ماركتس) إلى أن حجم السوق العالمية للمحاصيل الخالية من الجلوتين مرشح للزيادة بنسبة 10% سنويا تجاوز 6,2 مليار دولار  عام 2018، ويسبب الجلوتين حساسية لبعض الأشخاص في الأمعاء الدقيقة نتيجة اضطراب خلقي وراثي المنشأ ما يسبب في عدم القدرة على امتصاص العناصرالغذائية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى