دولى

الصين تواجه «التصحّر» بالخطوط الخضراء

وكالات تبرز خطوط خضراء مضيئة مشكلة مربعات كبيرة ممتدة لأميال في وسط  بحر الرمال الصفراء بصحراء تاينجر الصينية الشاسعة. ما هاو هي فلاحة صينية تواجه الرياح القوية أثناء زراعة الشجيرات الوقائية، حيث تقوم بزراعة شجيرة في كل مربع. منذ ما يقرب من نصف قرن، استخدم آلاف المزارعين المخلفات الزراعية، والتي كان معظمها من قش القمح والأرز، لإعداد “شبكة أو جدار واقي” في محاولة لوقف أو تباطؤ معدل التصحر في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية الهوي بشمال غربي الصين.

مزارعون استخدموا المخلفات الزراعية، والتي كان معظمها من قش القمح والأرز، لإعداد “شبكة أو جدار واقي” في محاولة لوقف أو تباطؤ معدل التصحر.

الحزمة التي تمسك بها ما هاو هي شجيرة من الشجيرات الخمسة التي يمكنها أن تنمو في البيئة الصحراوية ذات الظروف البيئية القاسية وأن تلعب دورا كحاجز أمام العواصف الرملية. فتقوم ما بزراعة ورعاية هذه الشجيرات كل يوم تقريبا.

تم التوصل إلى أفضل أنواع الشجيرات المقاومة للمناخ الصحراوي بعد عقدين من البحث في محطة الأبحاث والتجارب الصحراوية في شابواطو. تقول ما هاو، وهي أيضا أم لطفلين إنها ترى في حقيقة الأمر أنها تزرع الأمل، لقد كونت شبكة من القش في حافة الصحراء لوقف زحف العواصف الرملية التي تدمر الأرض التي يعيش عليها ملايين المحليين.

ما هاو تعمل في الإعداد “شبكة الوقاية” باستخدام المخلفات الزراعية

المعركة ضد التصحر الذي يعتبر عملية تدهور شديدة للتربة الزراعية، لم تتوقف عند منطقة نينغشيا أو الصين فحسب. بل امتدت هذه المعركة وآثارها لتكون معركة عالمية، فقد أثر التصحر على 75% من مساحة الأرض. كما أشار الأطلس العالمي للتصحر الذي نشرته المفوضية الأوروبية في العام الماضي إلى أن أكثر من 90% من الآراضي الزراعية قد يتدهور بها الحال تأثرا بـالتصحر بحلول عام 2050، مما يؤثر بشكل كبير على خصوبة التربة.

ونظرا إلى أن أفريقيا وآسيا يتعرضا لمخاطر التصحر بشكل أشد وأكبر، يفقد العالم مساحة قدرها 120 ألف كيلومتر مربع تقريبا، وهي مساحة بحجم دولة بنين سنويا. الرعي الجائر وتغير المناخ والاستخراج الهائل للمياه الجوفية هي من أهم الأسباب وأبرزها لتدهور الآراضي الزراعية. وفي استجابة دولية لمواجهة خطر ارتفاع معدل تدهور الأراضي الزراعية والتصحر، تم إطلاق اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وهي اتفاقية دولية ملزمة قانونيا تربط البيئة والتنمية بالإدارة المستدامة للآراضي تم توقيعها في عام 1994.

شجيرة من الشجيرات الخمسة التي يمكنها أن تنمو في البيئة الصحراوية ذات الظروف البيئية القاسية وأن تلعب دورا كحاجز أمام العواصف الرملية

وقال تشانغ جي شان وهو نائب مدير محطة الأبحاث والتجارب الصحراوية في شابواطو: “من خلال تحقيق هذا الهدف، يمكننا إتاحة حياة أفضل لـ1.3 مليار شخص يعانون من مشكلة تدهور التربة الزراعية والمشاكل الناتجة عن عملية التصحر. وفي الوقت نفسه، يمكننا تخفيف آثار الجفاف واستخدام الآراضي المتاحة بشكل مستدام”. إلا أن الوضع الحالي في الصين خطير للغاية. لأن الأراضي الزراعية في البلاد تتدهور حالتها بمعدل سنوي قدره 1500 كيلومتر مربع.

من ناحية أخرى، فهناك 1.4 مليار مواطن صيني في حاجة إلى المنتجات الزراعية، ومساحة الأراضي الزراعية في البلاد لا تتجاوز 1.3 مليون كيلومتر مربع، أي 14% فقط من إجمالي مساحة الأراضي الصينية.

وأضاف تشانغ :”في عام 2010، قررنا اتخاذ إجراءات رادعة للوقاية من تدهور الأراضي الزراعية ومواجهته كذلك. لقد بدأنا بتكوين “شبكة الوقاية”.

بالرغم من أن النهضة الاقتصادية هي المهمة الرئيسية التي تحتاج الصين إلى تنفيذها في الوقت الحاضر، إلا أنه يجب على الصين كذلك أن تلقي الضوء على المشاكل البيئية، مثل التصحر وتدهور الأراضي الزراعية والتي ستؤدي إلى كوارث كبيرة إذا لم يتم مواجهتها.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى