عربى

«السيسي» يناقش أزمة سد النهضة مع «البرهان»

متابعات تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء الخميس، اتصالا هاتفيا من الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي في السودان.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن الرئيس السيسي أكد الروابط التاريخية الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل.

ونشر السفير راضي على الحساب الرسمي للرئاسة المصرية على “الفيسبوك”، مساء الخميس، بيانا، أكد فيه أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع، عن كثب، كافة التطورات على الساحة السودانية، منوها إلى الموقف المصري الإستراتيجي الثابت والداعم لأمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق.

ومن جانبه، ثمن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، التقارب الشعبي والحكومي المتأصل بين مصر والسودان، وبالجهود القائمة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، ومشيدا بالدعم المصري، غير المحدود، للحفاظ على سلامة واستقرار السودان.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، أن الاتصال الهاتفي بين السيسي والبرهان تناول كذلك التباحث حول تطورات عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً مفاوضات سد النهضة والأزمة الليبية، حيث تم التوافق بين الجانبين حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المشترك في هذا السياق.

وأعربت القاهرة الخميس عن رغبتها في “مواصلة العمل” نحو “اتفاق نهائي” حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق وتخشى مصر من أن يؤثر على حصتها من المياه، وذلك بعد أن أحرزت الدولتان مع السودان تقدما في مفاوضاتهم في واشنطن.

وأعرب وزير الخارجية سامح شكري في بيان للوزارة عن “اعتزام مصر مواصلة العمل من اجل إبرام اتفاق نهائي حول سد النهضة (..) يتسم بالتوازن والعدالة ويؤمن المصالح المشتركة للدول الثلاث ويحفظ حقوق مصر ومصالحها المائية”.

وأعلنت الدول الثلاث ليل الاربعاء الخميس أنها أحرزت تقدما في مفاوضات السد الكهرمائي الضخم التي عقدت بوساطة أميركية منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر، حسب بيان مشترك.

وكان مقرّراً أن تكون هذه الجولة التفاوضية الأخيرة “للتوصّل إلى اتفاق” لكنّ الأطراف المعنية اتّفقت على الاجتماع مجدّداً يومي 28 و29 كانون الثاني/يناير في واشنطن للتوصّل إلى “اتفاق شامل حول ملء وإدارة السد”.

يقول هاني رسلان المحلل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية في القاهرة إن هذا الاتفاق المبدئي يمثّل “خطوة كبيرة إلى الأمام في هذه الأزمة التي استمرت لمدة عقد”.

وأضاف أن الاتفاق يعتبر “قريبا من المتطلبات المصرية، إلا أن الكثير من المشكلات الفنية لم يتم حلها بعد”.

ومن جهته أعلنت السودان، الخميس، توافقها مع كل من مصر وإثيوبيا على عقد اجتماع يومي 28 و29 يناير الجاري، من أجل وضع اتفاق شامل لملء وتشغيل “سد النهضة”.

والإثنين، انطلق الاجتماع التقييمي الأخير لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وجرت المباحثات بين الفرقاء الثلاثة، على مستوى وزاري، برعاية وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، ورئيس البنك الدولي ديفيد ملباس، اللذين شاركا في المحادثات بصفة مراقبين خلال يومين.

وقالت وزارة الري والموارد السودانية، في بيان الخميس، واطلعت عليه الأناضول، إن المجتمعين أصدروا في ختام جولة مفاوضات “سد النهضة” في الولايات المتحدة بيانا مشتركا.

واستعرض البيان مجموعة تفاصيل ضمها البيان الختامي للمبحاثات بين الدول الثلاثة بواشنطن.

وذكر البيان أنه “اتفق الوزراء على الاجتماع مرةً أخرى، بواشنطن في 28 و29 يناير، من أجل الفراغ من وضع إتفاق شامل لملء وتشغيل السد”.

وأضاف: “كما اتفقوا على أن هناك نقاشات قانونية وفنية ستنعقد خلال فترة ما قبل اجتماع واشنطن القادم”.

وأكد الوزراء على أن هناك مسؤولية مشتركة للبلدان الثلاثة لمعالجة الجفاف والجفاف الممتد، مشددين على الالتزام المشترك للتوصل إلى إتفاق شامل، متعاون، متكيف، مستدام، ويحقق المنفعة المشتركة لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

وأقرت الأطراف الثلاثة بالمنافع الإقليمية الكبيرة التي يمكن أن تنتج عن انعقاد اتفاق حول السد، فيما يتعلق بالتعاون عبر الحدود، التنمية الإقليمية والتكامل الاقتصادي الذي يمكن أن ينشأ نتيجة تشغيل سد النهضة.

ولفتت إلى أنه “سيتم ملء بحيرة السد على مراحل تراعي التعاون والتكيف، وتضع في الاعتبار الظروف المائية للنيل الأزرق، والتأثير المحتمل للملء على الخزانات الواقعة في إتجاه مجرى النيل”.

وأشارت إلى أن المراحل اللاحقة للملء تتم بالتوافق مع آلية يتم الاتفاق عليها وتحدد تصريفا يتأسس على الظروف المائية للنيل الأزرق ومستوى السد.

ووفق البيان نفسه، “سيتم إنشاء آلية تنسيق فعالة وأحكام لحل الخلافات”، مشيرا إلى وجود مجموعة من النقاط ستظل متوقفة على التوصل لاتفاق نهائي، دون تفاصيل أكثر.

ويكمن الخلاف بين مصر وإثيوبيا في مسألة تعبئة الخزان الذي تصل طاقته إلى 74 مليار متر مكعب خصوصا وأن القاهرة تخشى من انه اذا تمت التعبئة بشكل سريع فقد يؤدي ذلك الى إضعاف تدفق مياه النيل إليها كدولة مصب.

ولم تُسفر مفاوضات استمرّت تسع سنوات بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا عن اتّفاق حتّى الآن.

وحذرت مجموعة الأزمات الدولية في مارس، من أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يؤدي إلى الحرب، لأن مصر ترى “تهديدًا وجوديًا” في كل ما يشكل تهديدا لامداداتها من المياه.

ويبلغ طول السد 1,8 كلم وارتفاعه 145 متراً بتكلفة بلغت 4,2 مليار دولار (3,8 مليار يورو).

ومن المتوقع أن يبدأ السد في توليد الطاقة الكهربائية في أواخر 2020 وأن يبلغ طاقته التشغيلية القصوى بحلول 2022. وسيكون حينها أكبر محطة لتوليد الكهرباء في أفريقيا بطاقة 6 آلاف ميغاواط.

وافاد بيان مشترك ان الدول الثلاث توصّلت إلى اتّفاق مبدئي على حلّ وسط بشأن ملء خزان السد، وهو أحد آخر العوائق المتبقية في طريق التوصّل إلى اتفاق شامل.

وإذ شدّد البيان على أنّ جميع النقاط الواردة في هذا الاتفاق المبدئي “تخضع لاتفاق نهائي”، أوضح أنّ الحلّ الذي توصّلت إليه الأطراف بشأن تعبئة خزّان السدّ يقضي بأن تتم عملية ملئه “على مراحل” وبطريقة “تعاونية” ولا سيّما خلال موسم الأمطار بين تموز/يوليو وآب/أغسطس.

وستتيح المرحلة الأولى من ملء الخزان توليد الكهرباء، ولكن سيتم اتخاذ تدابير “للتخفيف” من الآثار السلبية على مصر والسودان “في حالة حدوث جفاف شديد”.

لم يتم الاتفاق بعد على آلية المراحل التالية من التعبئة بهدف تلبية احتياجات إثيوبيا من الكهرباء دون التأثير على البلدين الآخرين خلال فترات الجفاف الطويلة، وهذا امر اتفق الوزراء على “تقاسم المسؤولية” حياله.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى