رأى

السرطان ليس فى الصين

د.صلاح يوسف، وزير الزراعة الأسبق

بقلم: د.صلاح يوسف

بعد الإفطار ادعوك لتناول الفاكهة المصرية فى الصين فهى مضمون خلوها من المبيدات ثم نعود إلى القاهرة للإمساك عن الطعام بمناسبة شهر رمضان.

لا تتعجب .. فلقد بذلت الحكومة الرشيدة ممثلة فى وزارتى الزراعة والتجارة والصناعة والبرلمان ممثلا فى لجنة الزراعة والقطاع الخاص ممثلا فى المجلس التصديرى وجمعية هيا جهودا حثيثة لتصدير بعض الحاصلات البستانية إلى دولة الصين .. شئ مبهج لنا أن نتوسع فى تصدير الحاصلات والمنتجات الزراعية ليس فقط لأننا زراعيون ولكن أيضا لتأكيد مساهمة الزراعة فى الاقتصاد القومى أكثر من أى نشاط آخر مثلما ذكرنا كثيرا .. ومن أجل صحة المواطن الصينى ومن أجل المحافظة على الزراعة الصينية تجمعت جهود القطاعات الحكومية السابقة والبرلمانية والقطاع الخاص من أجل متابعة صادراتنا إليهم لضمان خلوها من الآفات والمبيدات .. حقيقة شئ جميل .. ولكن أين المواطن المصرى الذى يتعرض لكثير من مبيدات الآفات الزراعية التى تؤثر على صحته كأحد مسببات أمراض كثيرة من أهمها السرطان .. لم نجد تشريعا موازيا نحافظ به على صحة المواطن المصرى مثلما نفعل مع صحة مواطنى الدول المستوردة منا سواء فى أوربا أو فى الصين .. حتى أن الثقافة العامة سواء حكومية أو برلمانية أو قطاع خاص مازالت محدودة بقصور الفكر والتخطيط والتشريع والتنفيذ وفقط المصالح الخاصة أما مصالح وصحة المواطن المصرى البسيط فهى بعيدة عن دائرة الرؤية .. ومن الوجب تشريع يضمن خلو الحاصلات الزراعية المقدمة فى السوق المصرى للمواطن المصرى من المبيدات أو وجودها فى الحدود العلمية الامنة المسموح بها عالميا .. من الواجب إتخاذ كافة الإجراءات التى تضمن عدم تعرض صحة المواطن المصرى للضرر جراء فوضى تطبيق المبيدات .. ولم يسأل أحد أين ذهبت الحاصلات الزراعية التى رفض تصديرها بسبب المبيدات سواء خوخ أو خلافه .. ولم تتخذ إجراءات فعالة لضبط إستخدام وتطبيق المبيدات فى المزارع المصرية من كافة الجهات المختصة ولم تهتم لجان البرلمان العظيم بصحة المواطن المصرى البسيط .. ومن جانب آخر أين إهتمام كل الجهات المختصة والمعنية بصحة وسلامة المواطن المصرى والحفاظ على زراعة مصر أثناء قبول الواردات الزراعية والغذائية من الخارج؟ .. هل نمارس أى درجة من الحفاظ على زراعة مصر من الافات الخارجية وغذاء مصر من الملوثات الخارجية؟ .. هل تعلمنا من الدول التى نصدر إليها كيف تنال كافة حقوقها أثناء إستيرادها منتجات زراعية بينما نحن نكاد نجهل أو نتعمد الجهل بهذه الحقوق .. المواطن المصرى هو الأولى بالرعاية والزراعة المصرية هى الأولى بالمحافظة عليها ..
نناشد كافة الجهات المختصة وهى معلومة بأن تمارس دورها فى الحفاظ على صحة المواطن المصرى وعلى سلامة زراعة مصر مثلما تقوم بذلك كافة دول العالم .. والجميع يعرف كيف.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى