تقارير

الزيوت النباتية والدهون الحيوانية .. أيهما أفضل صحياً؟

كتب: د.مدحت مراد تعتبر الدهون أساسية للحياة والصحة الجيدة إلا أنها مؤذية ومضرة عند تناول كميات كثيرة منها وهى عنصر هام جدا للحصول على الطاقة يستفيد منها الجسم مباشرة أو يدخرها لحين الحاجة إليها إلا أن امتصاصها لا يتم إلا بعد تحويلها في الأمعاء إلى أحماض دهنية.

وتؤدى زيادة المواد الدهنية عن حاجة الجسم الى تراكمها في أماكن مختلفة من الجسم أهمها الأنسجة الشحمية بدلا من احتراقها وقد تتراكم في بطانات الأوعية الدموية.

وتستخدم الدهون الحيوانية والزيوت النباتية بأنواعها المختلفة يوميا فى الطهى العادي أو فى صناعة الحلويات.

كم منا يعرف الفرق بينهما؟

يتم الحصول على الدهون الحيوانية مثل الزبد أو السمن من اللبن بطريقة طبيعية عادة تختلف فقط في وقت التخمير وأحيانا تستخدم دهون الحيوانات ذاتها.  أما الزيوت (الدهون) النباتية مثل زيت الصويا أو عباد الشمس أو الذرة أو جوز الهند أو الفول السوداني وغيرهم فيتم الحصول عليها بطرق صناعية عادة تعتمد على بعض العوامل الميكانيكية والكيميائية التي تم تطبيقها على المحاصيل الزراعية مثل تنظيفها ثم طحنها ثم عصرها واستخراج الزيت منها في النهاية.

وتتضمن عملية الاستخراج عبور الزيوت على مجموعة من الغازات الهيدروكربونية مثل الهكثان.

والفرق الجوهري بين الزيوت والدهون هو الفرق في اللزوجة في درجة حرارة الغرفة حيث تظل الدهون صلبة نوعا ما محتفظة بثقلها أما الزيوت فتظل سائلة دائما.

وتعتبر الدهون الحيوانية أفضل صحيا لأنها كيميائيا تعتبر أكثر إستقرارا ولا تتأكسد بسهولة كما تتفاعل مع الرطوبة التى حولها كما تفعل الزيوت النباتية لكن يجب التأكد من مصدرها لأنها تصبح سيئة عند تناول الحيوانات المدرة للبن عليقة تحوى الكثير من الحبوب والنشويات فتصبح أسمن وأكثر عرضة للأمراض مما يجعل دهونها مؤذية لمن يتناولها.

أما الزيوت (الدهون) النباتية فعند إساءة تخزينها فإنها تتاكسد (الزرنخة) ويتحول لونها تدريجيا إلى اللون الأصفر ونظرا لأن كل يصنعه الإنسان له فوائده وأضراره فإن أكثر الزيوت النباتية المعروفة في العالم من آلاف السنين والمفيدة لصحة الإنسان هى زيوت الزيتون والنخيل وجوز الهند خاصة أن الأخيرين بكونا فى حالة صلبة في درجة حرارة الغرفة كـالدهون الحيوانية وهما من أكثر الزيوت النباتية التي تتمتع بالإستقرار الكيميائي ولا تتأكسد بسهولة لذك فهي تفضل في الاستخدام عن أي زيوت نباتية أخرى.

أما زيت الزيتون فلا نستطيع أن ننكر فوائده الصحية إلا يفضل استخدامه مع السلطة فقط وعدم استخدامه في الطبخ لتأكسده كباقي الزيوت النباتية. ومعظم الزيوت النباتية فى حالة سائلة وتستعمل بشكل أساسي في إنتاج وطبخ أصناف شتى من الأطعمة لكن القليل منها يتجمد عند درجة حرارة الغرفة مثل زبدة الكاكاو. زيت جوز الهند والنخيل. وتتكون الزيوت النباتية أساسا من الدهن العنصر الهام في أي وجبة صحية. ويحصل المصنعون على معظم الزيوت النباتية من البذور الثمار التي توفرها.

ويمكن الحصول على الدهون من مصادر مختلفة:

الدهون الحيوانية: اللحوم . الحليب. الزبدة. صفار البيض. الدهون النباتية: الزيتون. الذرة. القطن. الفول السوداني. السمسم.  فول الصويا. عباد الشمس. اللوز…الخ.

ولا يمكن تحديد كمية الدهون اللازمة للفرد بصورة دقيقة لكن يلزم حصول الشخص السليم البالغ من 15- 35 جراما تقريبا أو أكثر في اليوم الواحد تبعا للطاقة المحترقة نتيجة للجهد المبذول أما الأطفال والأفراد الذين في دور النقاهة فيلزمهم استهلاك كميات زائدة من المواد الدهنية عن غيرهم.  وتنقسم الدهون تبعا لتركيبها الكيميائي الى ثلاثة أنواع:  بسيطة . مركبة . مشتقة من البسيطة والمركبة.

لكل نوع من الدهن فوائده الخاصة لذا فالدهن الحيواني لا يغني وحده عن الدهن النباتي علما بأن الدهون هى أكثر المواد الغذائية إمدادا للجسم بالطاقة تليها البروتينات ثم الكربوهيدرات.

ويتغير التركيب الكيميائي للدهون إذا سخنت (دهن حيواني .  سمن .  زيت) على درجات حرارة عالية وتتحول إلى مركبات سامة لذلك يستحسن عدم استعمالها فى القلي خاصة تكرار القلي بنفس الدهن حيث يتضاعف ضرره مرات ومرات (قد يكون عاملا لمرض تصلب الشرايين والسرطان).

يستعمل كثير من الناس زيوت بذرة القطن . الذرة الشامية . الزيتون . الفول السوداني . القرطم . فول الصويا . عباد الشمس للقلي أو للسلطة.. وتشكل زبدة وزيت الكاكاو أحد المكونات الرئيسية لمختلف أنواع الحلوى وتنتج معظم أنواع الزبدة النباتية من الزيوت النباتية مثل زيت فول الصويا وزيت دوّار الشمس.

وتحتوي كثير من المنتجات غير الغذائية على الزيوت النباتية مثل  أنواعا معينة من مستحضرات التجميل والصابون من زيت جوز الهند أو زيت النخيل. ويحتوي كثير من أنواع الدهانات والورنيش على زيوت مستخرجة من  بذرة الكتان وفول الصويا أو التانج والتى  تتحد مع الأكسجين الموجود في الهواء لتكون طبقة طلاء متينة.

طرق  استخلاص الزيت من النبات

الاستخلاص عن طريق الإذابة عملية شائعة فيها يتم  نقع البذور أو الحبوب أو الثمار في سائل مذيب يقوم بسحب الزيت من المادة النباتية ثم تزيل الآلات المادة النباتية من الخليط وبعد ذلك يتم التخلص من المذيب عن طريق التبخير ليبقى الزيت الخام.

الضغط الفاصل. تستخدم معصرة عالية الضغط  تعصر كل الزيت الموجود في الثمار أو البذور ونتيجة للضغط العالي تنتج حرارة عالية تتسبب في تسخين الزيت مما يُكسبه لونا أسود ورائحة غير مستحبة كما يفقد الزيت جزءا من قيمته الغذائية.

الاستخلاص بالضغط التمهيدي والمذيب طريقة تخلط بين طريقتي الإذابة والضغط تستعمل ضغطًا أقل من المستخدم فى طريقة الضغط الفاصل لكنها تستخلص بعضا من الزيت ثم يستعمل مذيب للحصول على الزيت النباتي المتبقي في البذور أو الثمار.

يحتاج الزيت المستخلص عن طريق الإذابة أو الضغط الفاصل أو الاستخلاص بالضغط التمهيدي والمذيب إلى معالجة إضافية لكي يصبح زيتا صالحا للاستخدام في الأغذية  فتقوم الآلات بتنقية وتصفية وتغيير اللون وإزالة الروائح الكريهة من الزيت للحصول على منتج صافي اللون معتدل الطعم.

الضغط البارد لا تحتاج الزيوت المستخلصة عن طريقها إلى مثل المعالجة السابقة حيث يستخدم ضغطًا منخفضًا يؤدي إلى قلة الحرارة الناتجة لذا يحتفظ الزيت بنكهته ولونه الأصليين وقيمتة الغذائية العالية لكن تستخلص من النبات كميات أقل من الزيت مقارنة بالطرق الأخرى لذلك استعمال هذه الطريقة محدود جدًّا.

وتحتوى الدهون على الاحماض الدهنية وتأتى نكهة ومذاق كل طعام على جزيئات الدهون الموجودة فيه وعندما يقوم الجسم بتخزين الطاقة فإنه يخزنها على شكل دهون.

هناك نوعين من الدهون المشبعة التى تحتفظ بصلابتها فى درجة حرارة الغرفة وغير المشبعة التى تكون فى حالة سائلة فى درجة حرارة الغرفة والزيوت النباتية هى أفضل مثال للدهون غير المشبعة.

ومعظم الدهون تحتوى على النوعين معاً مشبعة وغير مشبعة مثل زيت الزيتون فزجاجة الزيتون تحتوى على النوعين معاً ولكن الدهون المشبعة تكون سائلة فى الدهون غير المشبعة ولكى نقوم بفصلهما يمكنك وضع الزيت فى الثلاجة فتتصلب المشبعة وتترسب وتبقى غير المشبعة سائلة  و يعتقد أنها أكثر صحية من الدهون المشبعة.

تدخل الدهون التى نتناولها إلى الجهاز الهضمى لتتقابل مع إنزيم الليبيز  lipase الذى يقوم بتكسير الدهون إلى مكوناتها وهى  الجيسرول والأحماض الدهنية التى يعاد تجميعها مرة أخرى بتكوين الجليسريدات الثلاثية triglycerides  ليتم نقلها من خلال مجرى الدم الى الخلايا العضلية والدهنية التى تقوم بامتصاصها لتخزينها أو لحرقها كوقود لها.

يتم تناول الدهون لوجود عدة فيتامينات (A , B , E , K) ذائبة فيها والسبيل الوحيد للاستفادة منها هى أكل الدهون كما توجد أحماض أمينية ودهنية ضرورية لا يستطيع الجسم تصنيعها ويجب تناولها فى الطعام مثل حمض اللينولين LINOLEIC ACID  الذى يستخدم فى بناء أغشية الخلية.

أيضا تعد الدهون مصدر جيد جدا للطاقة لإحتوائها على ضعف السعرات الحرارية الموجودة فى البروتين والكربوهيدرات ويحرقها الجسم فى هيئة وقود حين الحاجة اليها.

ولمعرفة الكمية المناسبة من الدهون المنصوح بتناولها يوميا تحدد السعرات الحرارية التى تتناولها عن طريق الدهون إلى 30% من مجموع السعرات اليومية مع الأخذ فى الإعتبار أن جرام واحد من الدهون يحتوى على 9 سعرات حرارية.

ويجب ان تتناول السيدة فى المتوسط 60 – 75 جرام من الدهون أما الرجال فيمكنهم الوصول إلى 90 جرام مع مراعاة أنه مع زيادة التمرين يمكن زيادة التناول وعند محاولة إنقاص الوزن فيجب إنقاص التناول.

ويؤدى الإسراف فى تناول الدهون الى قيام الدهون المشبعة برفع نسبة الكولسترول فى الدم التى تزيد من خطر حدوث مرض تصلب الشرايين وأمراض القلب والسمنة التى تؤدى الى مشاكل عديدة منها زيادة حدوث  إلتهاب المفاصل.

كما يؤدى عدم تناول الدهون نهائياً فى الوجبة الغذائية الى إعاقة النظام الطبيعى لنقل الفيتامينات خلال الجسم وتنظيم معدل الكولسترول كما أن الدهون تقوم بالإمداد بالطاقة ويجب ألا يتوقف الأطفال تماماً عن تناول الدهون حيث أنها تمدهم بالحمض الدهنى اللينولينك الذى يساعدهم على النمو بشكل طبيعى.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى