رأى

الرادار الزراعي لمواكبة التأثيرات المناخية

أ.د/شاكر أبوالمعاطي

بقلم: أ.د/شاكر أبوالمعاطي

رئيس قسم بحوث الأرصاد الزراعية – المعمل المركزي للمناخ الزراعي

يؤدى عامل المناخ دوراً كبيراً على العملية الزراعية النباتية والحيوانية وما يتعلق بها من أمراض وحشرات وتاثير على الإنتاجية، حيث شهدت الساحة الزراعية الكثير من الأحداث سواء فى الموسم الشتوى أو الصيفى (2018/2019).

لذا نقوم بسرد ما حدث من آثار على القطاع الزراعى حيث تعرضت المحاصيل لكثير من المخاطر المناخية صقيع وبروة وامطار فى غير موعدها، وكذلك رياح محملة بالرمال والاتربة ما جعل النباتات تخرج عن سلوكها الطبيعى، وظل ينتظر اللطمة تلو الأخرى ما جعلنى اقول النبات الذى اجتاز هذا الموسم أنه بطل الابطال، وكل هذا كان يحدث فى فترات قصيرة جدا.

لقد جاءت إلى ذهنى فكرة الرادار الزراعى على غرار الرادارات التى تراقب سرعة السيارات فى الطرق حيث تعتبر هذه التاثيرات جرس انذار للعاملين فى القطاع الزراعى بشقيه نباتى وحيوانى باخذ التدابير والاحتياطات اللازمة تجاه ما يحدث بناءا على المناخ الزراعى وما يتبع ذلك من عظيم الاثر على العملية الانتاجية.

ويعتبر ما حدث فى المواسم الاخيرة من تأثير على القطاع الزراعى خير دليل لما حذرنا منه كثير وهو التغير فى المناخ، وما يحدثه من تأثير على المنظومة الزراعية ويجب الاخذ فى الاعتبار انا اصبحت حقيقة واقعية حتميه لا مفر منها.

وقد عانت المزروعات من الصقيع وانخفاض درجات الحرارة فى الموسم الشتوى وها نحن فى الموسم الصيفى تعانى المزروعات فى الارتفاع الحاد فى درجات الحرارة لذلك يعتبر هذا انذار لما يحدث فى المستقبل وعمل الاحتيطات واخذ التدابير المناسبة من تغير السياسة الزراعية استنباط اصناف جديدة تتوائم ووتكيف مع التغير فى المناخ، ويجب العمل على تغير سلوك المزارع وتوعيته لما يحدث حتى نحافظ على الأمن الغذائي المصرى ولا يتعرض للنقص الحاد فى الانتاجية وتكرار الاصابات الحشرية والمرضية واستنباط اصناف تتواكب مع الاجهاد المائي والملحى والحرارى واكثر مقاومه للاصابات المرضية والحشرية وللتغير فى المناخ اثار على القطاع الزراعى منها مايلى:-

انتاجية المحاصيل

من المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية على انتاجية الأرض الزراعية, فالزيادة المتوقعة في درجة الحرارة وتغير نمطها الموسمي سيؤدي الى نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل وحيوانات المزرعة, ففي مصر يتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية الى نقص انتاجية القمح بمعدل 18% إذا ارتقعت الحرارة 4 درجات مئوية, وبمعدل 9% اذا ارتفعت الحرارة 2 درجة. أما الذرة الشامية فيتوقع أن تنخفض الانتاجية بمعدل 19% بحلول عام 2050 مع ارتفاع الحرارة بمعدل 3.5 درجة. اما القطن فهو عكس المحاصيل الاخرى ستزداد انتاجيته بمعدل 17% مع ارتفاع 2 درجة, وبمعدل 31% مع ارتفاع 4 درجات, اما الأرز فيتوقع انخفاض انتاجيته بمعدل 11% وعباد الشمس ستنخفض انتاجيته 30% كمعدل, والبندورة ستنخفض انتاجيتها 14% مع ارتفاع 1.5 درجة و51% اذا ارتفعت 3.5درجة. اما قصب السكر فيتوقع انخفاض انتاجيته 24.5%.

الاستهلاك المائي للنباتات

إن التغير المناخي سيؤدي حتماً الى زيادة البخر نتح، وبالتالي زيادة استهلاك المياه في كل المجالات خاصة الزراعية. ومن المتوقع زيادة استهلاك القمح للماء بنسبة 2.5% اذا ارتفعت الحرارة بمعدل 2 درجة, أما القطن فسيزداد استهلاكه بمعدل 10% مع ارتفاع 2 درجة, والارز سيزداد استهلاكه 16%, وعباد الشمس 6%, والذرة الشامية 8%, وقصب السكر 2.3%.

وفي بعض الدول التى تعانى من شح المياه أصلاً فيتوقع أن تكون المصادر المائية عاجزه عن مواكبة الحاجة المتزايدة للمياه, وسيؤدي لانخفاض نصيب الفرد السنوي من المياه وإلى تزايد تفاقم هذه المشكلة مع الزيادة المستمرة في الطلب بسبب زيادة الاستهلاك المائي, وستتأثر الزراعات البعلية فى المناطقى التى تعتمد على الامطار فى الحصول على احتياجاتها المائية خاصة القمح والشعير وقطاع المواشي بسبب تراجع هطول الأمطار وزيادة الاستهلاك المائي.

الأمراض والآفات النباتية

إن زيادة تركيز غاز CO2 سيؤثر على الوظائف الفسيولوجية للآفات الحشرية مما قد يؤدي لقصر دورة حياتها وتزايد أعدادها بسرعة كبيرة. وخير مثال على ذلك آفة صانعة آفاق الطماطم (توتا ابسلوتا) التي ظهرت كآفة وكذلك الحشرة الجياشة او الحشد وكذلك ظهور على مناطق متفرقه الصدأ الاصفر فى القمح.

وتعتبر هذه اشارة بسيطة لما تفعله بعض العوامل المناخية اذا زادت عن المعدلات المثلى لنمو النبات، والتغير فى المناخ يؤثر على مواعيد الزراعة بحيث يجب النظر فى اعادة الخريطة الزراعية بناءا على المواعيد تحت ظروف التغير فى المناخ، وكذلك وضع خطط للتنبؤ بالافات والامراض مع تلك الظروف وقد راينا باعيننا ظهور حشرة التوتا ابسبوتا وحشرة الحشد الجياشة، وظهور حشرات ليست من جنس الحشرات التى لا تهاجم النباتات اصبحت تهاجم النباتات كما حدث فى منطقة سانت كاترين بعض الحشرات تهاجم المشمش والبرقوق والخوخ خاصة بعد النضج مما يؤثر على جودة المنتج وبالتالى تتاثر القوة التسويقية لهذه المنتجات نتيجة بعض اثار تغير المناخ دون مزايدة.

اما الثوابت الزراعية التى لا يمكن ان تتغير وتعلمنا اياها منذ نعومة اظافرنا بعض المعلومات الهامة ومنها التخلص من بقايا المحصول السابق، وذلك للتخلص من بذور الحشائش وبعض المسببات المرضية والحشرية، وكذلك الحرث والتهوية والتسوية الجيدة واختيار الصنف المناسب والمقاومة، وذلك للحصول على اعلى انتاجية ممكن، وكذلك الرى بالكميات المناسبة فى الاوقات المناسبة مع تجنب الرى فى الظهيرة وخاصة النباتات التى تروى بالغمر وعدم الرش بالمبيدات اثناء هبوب الرياح واثناء ارتفاع درجات الحرارة.

هذا جزء من الثوابت التى يجب مراعاتها والتى لا تتغير مع مرور الزمن وذلك يجب على المزارع توخى الحذر تحت ظروف تغير المناخ ومرعاة تلك الملاحظات وعدم المخالفة للعلم والخبرات كى لا يتاثر الانتاج.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى