ع الزراعية

الخلطبيطة! .. رؤية في تصرفاتنا العبيطة!

بقلم: د.مدحت مراد

وأنا ماشى سرحان وهايم .. مش عارف إن كنت صاحى والا نايم .. إتحطت على كتفى إيد!  .. إتلفت لقيت عم سعيد .. راجل أصيل وطيب .. ساكن جنب منى قريب .. قالى مالك .. ازى حالك؟ .. بصيتله وأنا مستغرب .. أبعد عنه والا أقربإ .. الراجل حس بارتباكى وحيرتى .. دعالى ربنا ينور بصيرتى .. قاللى سلمها لللى خلقك.

يحلها من عنده .. اللى ربه سانده .. يرمى حموله عليه .. ويسيب الباقى ليه.

قلت ياعم سعيد .. رحت البلد فى العيد .. رجعت مكتئب وحزين .. ما شفتش غير بوار الطين ..  الناس سايبة زراعة أرضها .. اللى ماكونتش تشوف طولها وعرضها .. والمبانى كلت نص البلد .. والسبب؟ نجوز البنت والولد! حتى الزرع حاله مال .. دار فى عقلى 100 سؤال .. إيه آخرة حصاد اللى إحنا فيه؟  وازاى نغير إهمالنا ونداريه!

قالى عم سعيد .. بالراحة يا ابنى .. ما أنت عشان ما تبنى .. لازم تحط الأساس .. ولازم توعى الناس .. انما احنا دلوقتى فى عشوائية .. ارجع كده لورا شوية .. كان فيه إرشاد زراعى صح .. بيعلم الناس الزراعة الصح .. دلوقتى مفيش معلومة .. بتتقال بطريقة مفهومة .. والفتى بقى على الكيف .. أشد من حز السيف .. علاج النيماتودا بالفنيك .. روح ياشيخ الله يجازيك .. والا علاج التصمغ بزيت الجرار المحروق .. يارب اشوفك ياللى قلت كده مشنوق!  والناس معذورة وغلابانة  .. شايفة تعبها بيضيع وشقيانة.

قلت له ياريتها جت على كده .. والحكاية وقفت عند ده .. قالى فيه ايه تانى؟ قلت له اصبر ثوانى .. تعالى الاول نشرب شاى .. ونعدى على دكان عم بشاى .. جارنا بتاع الاسمدة والمبيدات .. ناخد من عنده شوية نشرات .. جايز نلاقى فيها التوصيات  .. عن الاستخدام الصح للكيماويات ..

الراجل كتر خيره قابلنا بالترحاب .. وبعد السؤال عن الزيارة والاسباب .. قال انا عندى شوية مجلات .. جايز تلاقوا فيها المعلومات .. للآسف كانت أغلبها إعلانات! وصفحات مليانة بصور لمناسبات .. فات عليها زمن وكتير من الاوقات! وكلام مالوش لازمة .. ولا سمات ..!؟

افتكرت لما كانت النشرات .. ومجلات الوزارة وكتاب التوصيات .. تلاقى فيهم كل وأحدث المعلومات .. بيكتبها أساتذة وأسطوات .. الناس كانت بتستنى كتابتهم .. عشان تزود  خبرتهم وثقافتهم ..  دارت بسرعة فى عقلى فكرة .. قلت يعنى أنا اللى نكرة!؟ .. ما أعمل مجلة أنا كمان ..   وأرجع أيام زمان ..  آهى تبقى سبوبة .. دمها خفيف ومرغوبة .. مهى بقت شغلة كل من هب ودب .. مالوش غير فى قزقزة اللب ..  وأمشى أنا كمان ع الدرب .. ومش عايزة غير شوية فهلوة ولعب ..  وألم الفلوس والقرشنات .. وأركب أحدث العربيات .. والبركة فى الإعلانات .. وما أكتر الهدايا من الصفحات!

بس أفتكرت كلمة لآبويا الله يرحمه .. ردت لى عقلى اللى كنت ها أظلمه .. مابيفضل ع الارض الا اللى بينفع الناس .. واوعى يابنى تعمل حاجة بدون إخلاص .. عم سعيد لقانى سرحت .. قالى وصلت لفين ورحت! قلت له بأفكر بعد اللى إحنا فيه .. ووصلنا بإيدينا ليه .. لسه فيه أمل؟!

 ابتسم الراجل الطيب .. وقال لى فرجه قريب .. دايما فيه أمل .. ما دام بناخد بالأسباب والعمل .. إرمى حمولك على الله .. وقول الحمدلله ..

معلش ياعم سعيد .. أعذرنى واستحملنى .. والنبى ماتزعل منى .. إحنا عايشين أيام صعب .. كلها فهلوة ونصب .. واللى حوالينا .. لازم يخلى عينينا .. فى وسط راسنا .. مش تحت مداسنا .. والا مش ها تطلع علينا شمس .. ولا ها يطلع لنا صوت ولا حتى همس .. وحصاد اللى زرعناه ها تبقى نتايجه أليمة .. ومش هنلاقى فى حياتنا حاجة سليمة .. وأنا خايف ع البلد.

رد عم سعيد .. مش للدرجة دى يابنى .. بلدنا محروسة وربنا دايما معاها .. انك عمرك شفته نساها ؟ .. إحنا بس بنظلمها .. لما بنعمل اللى بيألمها .. لكن بكره أكيد ها تفرج ..ومن أزماتها هاتخرج .. بس إنت قول يارب .. من كل قلبى قلت .. يارب.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سبحان الله شوفت فيك صورة ايام زمان
    زمن الناس الغلبانة الطيبة الشقيانة وبرضو كان فيه شوية حرمان
    اللي بيحزن ان حس ان بلده مش في امان
    جزاك الله خيرا يا ابتاه واسكنك الجنان
    خالد المجلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى