رأى

«الحمى القلاعية» بين المُسبب والعرض والوقاية

د.صفوت كمال

بقلم: د.صفوت كمال

مرض الحمى القلاعية هو مرض فيروسى وبائى سريع الانتشار يصيب الأبقار والجاموس والخنازير والأغنام والماعز والمجترات البرية، وينتقل بالاتصال المباشر وغير المباشر وواسع الانتشار جغرافيآ، ويعد من أكبر المشاكل التى تواجة الثروة الحيوانية نظرا لانه سريع الانتشار والعدوى وارتفاع عدد الاصابات وكثرة نفوقها.

أهم الخسائر الاقتصادية التى يُسببها مرض الحمى القلاعية

نقص إنتاج اللحم واللبن والمنتجات الحيوانية الأخرى ونقص معدل نمو الحيوانات لعده أشهر ونقص إنتاج اللبن وقلة الخصوبة فى بعض الحيوانات وحدوث بعض حالات الاجهاض بسبب ارتفاع حرارة الجسم.

الحيوانات الأكثر عرضة لمرض الحمى القلاعية

جميع الحيوانات الموجودة فى مزارع الأبقار فى جميع الأعمار والمراحل المختلفة ويفتك هذا المرض بالعجول الرضيعة الصغيرة أما الحيوانات الأكبر والأبقار الحلوب فهى أقل تعرضآ للنفوق بسبب هذا المرض منفردآ مالم تحدث عدوى ثانوية بمرض أخر مثل الأمراض النفسية التى تدخل جسم الحيوان نتيجة نقص المناعة فتؤدى للنفوق.

مسبب المرض الحمى القلاعية

فيروس من عائلة بيكورنا وجنس أفشو فيروس ويحمل الحامض النووى ِDNA والفيروس لة سبع عترات رئيسية وهى: A.O.C.SATI.SAT2.SATI3.ASIaI ولكل منها تحت عتراتها وهى ذات خواص أنتيجينية ومناعية مختلفة وذات درجات حرارة متباينة وقد لوحظ أن الاصابة والعدوى بنوع واحد من هذة العترات بتعطى مناعة ضد العدوى بالعترات الأخرى ولا توجد مناعة متبادلة بين هذة العترات أو تحت العترات المسببة للمرض، ويعيش هذا الفيروس فى الغدد الليفاوية ويستطيع المعيشة فى الأماكن والبيئات الملوثة لمدة تزيد عن شهر.

خصائص الفيروس

من حيث مقاومتة للعوامل الكيميائية والطبيعية:

ـ الحرارة: يمكن حفظ الفيروس فى درجات الحرارة الباردة مثل الثلاجات ولكنة يتأثر بالحرارة العالية ويتوقف نشاطة تمام عند درجة 50م◦.

الأس الهيدروجينى (PH): يثبط الفيروس بدرجات الحموضة أقل من 6 أوالدرجات القلوية أكثر من 9.

ـ المطهرات الكيمائية : يتم تثبيط الفيروس بالمواد الكيميائية مثل هيدروكسيد الصوديوم 2% ولا يتأثر بأى نوع من المذيبات العضوية أو مذيبات الدهون.

طرق نقل العدوى

تنتقل العدوى إلى الحيوانات بالطرق الأتية:

1عن طريق مخالطة الحيوانات السليمة لحيوانات مصابة.

2- عن طريق اللعاب أو اللبن أو البراز أو البول أو السائل المنوى من الحيوانات المصابة إلى الحيوانات السليمة.

3- عن طريق الجهاز التنفسى عند أستنشاق الحيوانات السليمة لهواء ملوث من حيوانات مصابة حيث أن الهواء ينقل العدوى لمسافات قصيرة أو طويلة تبعآ للظروف الحيوية.

4- عن طريق الحيوانات النافقة حيث أن الفيروس يبقى لمدة طويلة فى الحيوانات النافقة.

5- عن طريق مشيمة الأم المصابة.

الأعراض فى العجول الرضيعة الصغيرة 

1- تظهر بثور على اللسان واللثة وتزداد فى العدد والحجم وهى تحتوى على سائل مصفر شفاف يتحول تدريجيآ فى بعض الأحيان إلى صديد سائل مكونآ حويصلات صديدية.

2 – تلتحم بعض البثور أو الحويصلات مع بعضها مكونة طبقة منفصلة فوق اللسان تتجمع فى هذة الطبقة سوائل شفافة أو ربما صديد وتكون هذة الحويصلات مؤلمة للغاية للحيوان تؤدى إلى توقفة التام عن التغذية وأفرازة اللعاب بأستمرار وقد يصل للأرض.

3- فى اليوم الرابع أو الخامس تتفتح تلك الحويصلات تاركة مكانها تقرحات على الفم واللثة واللسان.

4- ترتفع درجة الحرارة وقد تصل إلى 41-42مخاصة فى حالة حدوث العدوى الثانوية.

5- بعد اليوم الخامس وبعد تفتح تلك الحويصلات ويحاول الحيوان أن يتناول البعض من غذائة بصعوبة وألم بالعين.

6- يبدأ ظهور الحويصلات الجديدة على الأقدام فى اليوم الخامس إلى السابع كما تبدأ تلك الحويصلات فى الظهور على الضرع والحلمات ويكون المشى مؤلمآ جدآ وكذلك عملية الحليب ويظهر العرج على الحيوانات بل أنة يحدث خلع لبعض الحواجز فيرقد الحيوان ولا يستطيع الوقوف وبعض الحيوانات الحلابة تتوقف عن الحلب.

7- يحدث تبديلآ للحويصلات الموجودة على الضرع والحلمات فى اليوم العاشر تاركة مكانها تقرحات مؤلمة.

8- بعد اليوم العاشر تزول التقرحات الموجودة على الضرع والحلمات.

9- بعد حوالى أسبوعين تظهر حالات ألتهاب ضرع بكتيرى قوى نتيجة حدوث عدوى ثانوية ويحدث داخل الضرع صديد ذو رائحة كريهة.

العلاج

لايوجد علاج متخصص كسائر الأوبئة الفيروسية ولكن غالبآ مايكون العلاج بمثابة محاولة لمنع حدوث عدوى ثانوية أو محاولة فعالة لتخفيف الالتهابات والاحتقانات فى الأعضاء الحيوية مثل القلب والكبد والرئتين.

ويمكن حقن مضاد إلتهاب قوى وحقن مضاد حيوى طويل المفعول بجرعة كاملة كمحاولة للسيطرة على أى عدوى ثانوية.

العلاج الأعراضى 

1- مس اللسان بطحينة مضاف لها مسحوق الشبة وذلك يخفف الألم ويلطف القرح ويساعد على ذبول الحويصلات ويقلل أفراز اللعاب .

2- عمل مغاطس كبريتات النحاس للأرجل لتطهيرها وتقليل أحتمالات العدوى الثانوية عن طريق الحوافز.

3- عمل غيارات على الحوافز الملتهبة أو المتقرحة وذلك بعد غسلها بمطهر مخفف مثل البيتادين ثم يوضع عليها مسحوق الأوكسى تتراسيكلين تربط بعد ذلك بالقطن الطبى والشاش.

4- أعطاء محاليل تعويضية مثل محلول الملح والجلوكوز لتعويض التوقف عن التغذية .

5- دهان مرهم مثل البانثينول أو مرهم الزنك على الضرع والحلمات التى بها حويصلات أو قروح وذلك عقب كل حلبة.

كيفية التصرف عند ظهور المرض 

حتى يمكن أحتواء المرض سريعآ فعلى المربين بالمزارع أتباع الخطوات الوقائية التالية عند الاشتباة في وجود المرض:

1- إستدعاء الطبيب البيطرى والاستعانة بالمختبر لأجراء التشخيص.

2- عزل الحيوانات المصابة.

3- الحيوانات النافقة يجب حرقها ودفنها فى حفرة عميقة.

4- تلف جميع العوامل التى تساعد على نشر المرض.

5- تنظيف وتطهير المبانى والأدوات والتأكد من وجود مطهرات قوية أمام الحظائر.

6- إزالة الأوساخ والروث والمخلفات وحرقها أو دفنها.

7- عدم ترحيل الحيوانات المصابة من مزرعة إلى أخرى أو حتى تسويقها حتى يتم شفائها.

8- يجب على العاملين بالمزرعة النظافة التامة أثناء العمل وعدم الزيارة لمزارع أخرى.

9- مكافحة الذباب والقوارض والحشرات لكونها ناقلة للعدوى.

برنامج السيطرة على الحمى القلاعية أثناء أنتشار الوباء 

1- رفع نسبة البروتين فى عليقة الحيوان إلى أقصى حد ممكن ويمكن أن تكون العليقة متزنة ومفرومة فرمآ جيدآ ليسهل بلعها خاصة فى حالة وجود تقرحات على اللسان.

2- تغذية العجول الرضيعة على حليب طبيعى سبق غلية وتبريدة لدرجة حرارة 38م للقضاء على الفيروس ويجب عدم تغذية العجول الرضيعة على بدائل الألبان حيث أنها تحتوى على بروتينات ودهون نباتية لايمكن أن ترقى إلى مستوى البروتينات والدهون الحيوانية الموجودة فى اللبن الطبيعى والتى تساعد العجول على رفع المناعة ومقاومة التعرض للأصابة.

3- الحرص على عدم أضافة أى مواد حافظة أو مطهرة أو مواد كيميائية إلى لبن الرضاعة حتى تحافظ على المستوى الغذائى العالى للبن وتتحاشى بذلك التعرض لمشاكل هضمية أو صحية للعجول الرضيعة لأن بعض المزارع تضيف مادة الفورمالين أو بيكربونات الصوديوم إلى لبن الرضاعة.

الوقاية والسيطرة على المرض

1- فى الأماكن التى تكون فيها نسبة حدوث العدوى قليلة يتبع فيها نظام ذبح الحيوانات المشتبة فيها ويتم التخلص منها بذبحها بطريقة صحيحة وتتخذ كافى الأجراءات الصحية.

2- فى الأماكن التى تكون فيها نسبة حدوث العدوى عالية يتم التحصين بقاح الحمى القلاعية الثلاثى المثبط ويحقن تحت الجلد (فى منطقة اللب أعلى عظمة الصدر أو تحت جلد الرقبة) بجرعة 2سم 3 ويكرر بعد 6 شهور ويحفظ اللقاح عند حرارة 4-8 م وينقل على الثلج أثناء عملية التحصين حيث أن اللقاح يفسد بسرعة عند تعرضة لدرجات الحرارة العالية.

*كاتب المقال: أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى