رأى

الحروب البيولوجية وتأثيرها علي الاقتصاد الزراعي

د.عبدالعليم سعد

بقلم: د.عبدالعليم سعد سليمان

مدير وحدة مكافحة الآفات كلية الزراعة – جامعة سوهاج

تعتبر الحرب البيولوجية (استعمال كائنات حية مثل البكتيريا والركتسيا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة المعدلة وراثيا) من أشد الأسلحة المعروفة فتكاً وتدميراً, حيث أنها تستخدم للتسبب المتعمد في نشر الأوبئة بين البشر وفي تدمير البيئة من ماء وهواء وتربة, كما أنها تستخدم ضد المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والتي هى لب إقتصاد بعض الدول.

وفيها ايضا يمكن تعديل الجينات الوراثية لبعض الحشرات، بغرض نشر بعض الفيروسات لأجل صنع أسلحة بيولوجية، خطيرة وغير قانونية يطلق عليها اسم «الحشرات الحلفاء». ويتم إطلاق أساطيل من الحشرات المعدلة وراثياً على النباتات والمحاصيل الزراعية، فتصيبها بفيروس خاص يقوم بتعديل النباتات وراثياً وهي في مكانها، والخطورة في هذه التقنية أن الفيروسات بعد نشرها تستحيل السيطرة عليها مجدداً.

 تؤثر الحروب البيولوجية علي المحاصيل الزراعية ببعض الدول في كل قارات العالم التي تعتمد رسمياً على الزراعة، وتتميز كل دولة من هذه الدول على محصول زراعي قومي هو عماد الاقتصاد الوطني للدولة. ومسألة تحضير ميكروب ليصيب هذا المحصول معناه تدمير لاقتصاد هذه الدولة. وإدخال هذا الميكروب لهذه الدولة أمر غاية في السهولة، فقد يدخل مع هبوب الرياح أو يدخل مع بعض العملاء والجواسيس بأسلوب سري، أو يدخل مع شحنات التقاوي الزراعية المستوردة … وغيرها.

وقد يرش الميكروب بالطائرات في الحرب البيولوجية بكمياتٍ من الأنواع الجرثومية لفطريات الأمراض النباتية كتلك المحدثة لتفحم الذرة والقمح والشعير، ومحدثات صدأ القمح والفول البلدي والشعير والأرز، ومحدثات لفحات البطاطا والطماطم والفلفل والباذنجان، ومحدثات صدأ البصل والثوم … وغيرها.

وإصابة النبات بغزو بيولوجي من الأمراض السابقة يعني تدميراً للنبات بشكل وبائي، إذ تكمن جراثيم هذه الأمراض بالتربة بعد إحاطة نفسها بجدار سميك لعدة سنوات طويلة دون أن تُضار، مع إصابة النبات في كل عام بعددٍ معين منها بشكل لاينتهي، حيث ينتج النبات المصاب جراثيم مرة ثانية تكمن مدة أخرى في التربة، ولذلك يجب أخذ الحيطة من الأسلحة البيولوجية المضادة للمحاصيل الزراعية، ويجب المناداة بوقف إنتاجها واستعمالها.

والخوف هو إنتاج مواد بيولوجية أشد خطورة، فيمكن مثلاً إنتاج مواد بيولوجية بحيث تؤثر على جنس من البشر دون الآخر، أو يمكن إنتاج مواد تؤثر على الصفات الجسدية، والعقلية بصورة سلبية، أو غير ذلك و في النهاية قد يسبب الإبادة الجماعية، كما هو حادث الان بسبب اختراق فيروس كورونا المستجد المعروف ب COVID-19 للعالم كله وهل يعتبر حرب بيولوجية؟ بسبب تأثيره علي البشرية كلها واقتصادها في هذه الفترة الوجيزة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى