تقارير

التوزيع الجغرافي لأصناف نخيل التمور في مصر

كتب: د.عادل أبوالسعود تتركز زراعات النخيل في العالم في المناطق التي تقع بين خطي عرض 10 درجات شمال خط الأستواء بداية من دولة الصومال و39 درجة شمال خط الإستواء عند كلا من منطقة ايلشي فى جنوب اسبانيا وتركمنستان فى آسيا ولكنها تجود بين خطي عرض 24 و34 وهي مناطق شمال افريقيا والشرق الأوسط ومنها مصر.

أ.د/عادل أبوالسعود

يتداخل الارتفاع عن سطح البحر فى تحديد المناطق التي يمكن زراعة نخيل التمر بها فيزرع ما بين 392 متر تحت مستوي سطح البحر و1500 متر فوق مستوي سطح البحر. تحتاج ثمرة البلح لمدة تتراوح ما بين 180 – 210 يوم من التلقيح وحتي حصاد الثمار يسود خلالها صيف جاف حار.

تواجد الرطوبة فى الجو مع انخفاض درجات الحرارة عن 30 درجة مئوية اثناء نمو ونضج الثمار يحدد الأصناف التي يمكن زراعتها بتلك المناطق، وهو ما ينبغي اخذه فى الاعتبار عند تحديد الأصناف التي يمكن زراعتها فى منطقة ما داخل مصر.

وبناءً عليه نجد ان الأصناف الرطبة (والتي تحصد خلال مرحلة الخلال ولا تصل الي مرحلة التمر علي الأشجار) تنتشر فى محافظات شمال مصر. ومنها الحياني وهو من الأصناف الممتازة الواعدة فى محافظة العريش ودمياط ويحتاج الي تطوير يأتي علي رأسه انشاء مشاتل لإمداد المزارعين بالفسائل “بنت جورة” فى تلك المناطق.

صنف الزغلول والسماني وينتشر فى مناطق رشيد وادكو (محافظة البحيرة) ودمياط، ويمتد حتي يصل الي وسط مصر فى الجيزة – الفيوم. أما في وسط مصر فتنتشر زراعة افضل الأصناف المصرية علي الإطلاق والذي يستحوذ علي اكثر من 90% من صادرات التمر من مصر للخارج.

الصنف نصف الجاف “السيوي“، تنتشر زراعاته بالإضافة الي الجيزة في منطقة البدرشين تحديدا – الفيوم وفى مناطق الإنتاج الرئيسية في مصر مثل الواحات – الوادي الجديد. ثم تاتي الاصناف التي تعطي ثمار تصل لمرحلة التمر وتصل لمرحلة الجفاف (رطوبة داخلية بالثمرة تقل عن 20%)، الأصناف الجافة التي تنتشر في محافظات وجه قبلي وخاصة اسوان (ثروة مصر من الأصناف الجافة) – منطقة شرق العوينات (المستقبل الواعد لزراعة التمور فى مصر).

تمثل مناطق طريق مصر – اسكندرية الصحراوي – الواحات البحرية ومنطقة شرق العوينات – وادي النقرة فى اسوان وغيرها من مناطق الإنتاج الجديدة بارقة الأمل فى تغيير التركيب الصنفي داخل مصر نحو زيادة الصادرات وتواجد مصري علي ساحة التمور العالمية.

علي الرغم من استحواذ مصر منذ زمن بعيد علي المركز الأول فى الإنتاج علي مستوي العالم الا انها تصدر ما يقل عن 1% من هذا الإنتاج ومن صنف واحد فقط (السيوي). هذا لأسباب عديدة لعل منها ان معظم الأصناف المصرية رطبة – ذات نسبة الياف مرتفعة تحتاج الي تجميد لحفظها اكثر من اسبوع – ثمار الأصناف المصرية ليست ذات صيت فى السوق العالمي باستثناء السيوي نسبيا – ايضا ضعف القدرات التصنيعية خاصة الفرز والتغليف والتسويقية علي الصعيد العالمي.

هذا ما دعي كثير من المستثمرين الي البحث عن اصناف ذات تواجد فى السوق العالمية وتنجح تحت الظروف المصرية يمكن ان تباع باسعار مجزية تكفي المزارع لتوفير رعاية لبستانه وتحقيق ربح مجري. يتواجد الآن وخلال السنوات الأخيرة تحديدا العديد من الأصناف العربية التي تجود زراعتها فى مصر ويأتي علي رأسها صنفين وهما:

1ـ الصنف البارحي

ينتمي الصنف البارحي الي البلد العربي الشقيق العراق ومنه انتشر الي باقي البلدان العربية والآن فى مناطق كثيرة من العالم. ولعل السبب فى ذلك يرجع الي الإنتاجية العالية التي قد تصل في المتوسط 250 كيلو جرام/النخلة الواحدة فى مرحلة الخلال لنخلة لا يقل عمرها 8 سنوات.

ايضا تتميز ثمار الصنف البارحي بارتفاع نسبة سكر السكروز والذى يتحول نسبة منه لسكريات احادية بمجرد دخول الثمرة فى الإرطاب بالمقارنة بثمار الأصناف الأخري. أدي ارتفاع الإنتاجية مع جودة الثمار بالإضافة الي امكانية توافر شتلات الأنسجة لهذا الصنف بالعدد المطلوب للتوسع فى زراعته الآن في مصر.

2ـ الصنف المجهول (المجدول كما يسمى فى مصر)

يرجع اصل هذا الصنف الي دولة المغرب الشقيقة واخذ شهرته من زراعته فى الولايات المتحدة الأمريكية فى جنوب ولاية كاليفورنيا، حيث تجود ثماره فى تلك المنطقة، وتنتشر زراعته الآن فى جميع انحاء العالم وذاع صيته، وسوف نتعرض لاحقا للعملية الرئيسية به وهى خف الثمار.

*معد التقرير: أستاذ النخيل والفاكهة الإستوائية وكيل معهد بحوث البساتين لشئون البحوث بمركز البحوث الزراعية – مصر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى