رأى

التغير المناخي والحوكمة

أ.د/علاء البابلي

بقلم: أ.د/علاء البابلي

مدير معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية وخبير المياه الدولي

سيتسبب التغير المناخي في تغير الدورة الهيدرولوجية تغيرا سيؤثر على البنية التحتية للمياه والنظم البيئية الطبيعية، ولا يوجد أي بلد محصن ضد آثار التغير المناخي، بل إن بعض البلدان ستعاني من آثاره معاناة أكبر نتيجة لعوامل اقتصادية وجغرافية. وسيجعل نقص الموارد المالية والتكنولوجية البلدان النامية أكثر عرضة لمخاطر التغير المناخي، حيث يقدر البنك الدولي أن ارتفاع الحرارة بمعدل درجتين مئويتين يمكن أن يعرض ما يزيد على  100- 400 مليون مواطن لخطر الجوع، فضلا عن أن أكثر من  1-2  مليار مواطن قد لا يحصلون على حصة المياه الكافية لإشباع حاجتهم.

وسيواجه العالم النامي عواقب لا تتماشى مع التحديات، حيث يتوقع ازدياد صور عدم المساواة بين البلدان الغنية والفقيرة، فضلا عن إمكانية الإضرار بالتقدم التنموي أو انتكاسته.

وترتبط مخاطر التغير المناخي باحتمالية الحدوث، وشدة تأثيرها. وتُعرف الهيئة الدولية الحكومية المعنية بتغير المناخ سرعة التأثر” بدرجة التأثر بآثار التغير المناخي، بما في ذلك التقلبات المناخية والظواهر المتطرفة، أو عدم القدرة على التعايش معها ” وترتبط سرعة التأثر بحساسية التعرض للمخاطر المحتملة ومداها. ومنها مخاطر الفيضانات. وتظهر حساسية التأثر في نقص الأمن الغذائي بعض التعرض للفيضانات، بينما يحدث التعرض عندما تقع الفيضان بوتيرة أكثر. وتعتمد سرعة التأثر بآثار التغير المناخي على مدى حساسية التعرض والقدرة على التكيف معه، وعلى طبيعة التغير المناخي وتقلباته ومقدارها ومعدله.

ومع أن جهود التخفيف من آثار التغير المناخي يمكن أن تحد من التعرض إليه، فإن قدرة المجتمع على التكيف هي التي تحدد مدى خطوة تأثر السكان بحدوثه. ولذلك، فإن السبيل إلى نجاح التكيف يتمثل في دعم قدرة التكيف التي تعد وظيفة معقدة من وظائف بنية المجتمع التحتية، وثروته، وهيكله الاقتصادي، وحالته المادية، وموارده المؤسسية والبشرية وعوامل أخرى.

مع التغير المناخي – احتمالية حدوث موجات من الفيضانات الشديدة. ففي عام 2002، ناقشت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا ورقة بحثية بشأن الوقاية المستدامة من الفيضانات، حيث طرحت الإرشادات العامة للوقاية من الفيضانات ومنع حدوثها، بما في ذلك التقييمات الأولية لخطورة الفيضان، ومخاطر الفيضانات، وخرائط المناطق المعرضة للأخطار وتبين أن تخطيط الأراضي الفعال من العناصر الحيوية التي تضمن عنصر الجاهزية، وتنصح الورقة البحثية أيضا بإجراء بحوث حول الفيضانات، وإعداد منهجيات للتنبؤ بـالفيضانات وتصميم المصارف، وإجراء دراسات حالة خاصة للأوضاع الفنية ولحالات الطوارئ لأحواض الأنهار، والاهتمام بالتدريب والتنمية لتلبية المطالب والتوقعات الجديدة.

وتهدد المنطقة العربية، على وجه الخصوص، الفيضانات الخاطفة التي تحدث بدون تحذيرات مسبقة كافية. وكثيرا ما تحدث في أحواض المياه الجبلية حيث لا تكون المؤسسات مجهزة للتعامل مع التخفيف من آثار الكوارث. ونتج عن سقوط غزيز للأمطار في عامي 2009 و2010 فيضانات خاطفة في أسوان والعريش المصريتين، وجدة السعودية، وغزة في دولة فلسطين، ومناطق أخرى عديدة، حيث تسببت في مقتل العديد، وغرق خطوط الكهرباء، وتدمير الطرق.

ويحدد تقييم مخاطر الفيضانات الخاطفة وهو جوهر عملية إدارة مخاطر الكوارث – تدابير الحد من المخاطر الممكنة. ويجب أن يدمج تقييم المخاطر في أي تخطيط تنموي من أجل تحديد الإجراءات اللازمة لتلبية احتياجات التنمية، والحد من المخاطر.

وتضم اساليب التقييم والإدارة الموصى بتطويرها لإدارة الفيضان ما يلى: التقييمات البيئية، وتقييمات خسائر الفيضان، خطط إدارة أحواض الفيضانات، وآليات التقييم القانوني السريعة، والمشاركة المجتمعية، وعمليات التخزين، وإدارة تصريف المياه، وتخطيط الأراضي، والتكيف مع التغير المناخي، وخرائط المناطق المعرضة للأخطار والتبوء بها، ودراسات الحالة ودراسة التجارب، والتخطيط لطوارئ الفيضانات، والمسائل العابرة للحدود، واستعادة الأنهار، والحفاظ على الأراضي الرطبة، والفيضانات الخاطفة، والتدفقات الطينية، وإدارة الانهيارات الأرضية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى